في المشهد الرياضي الإماراتي، هناك أسماء صنعت الفارق بهدوء، دون ضجيج، رفعت راية النزاهة في زمن باتت فيه المنافسة أكثر تعقيداً من مجرد مهارة في الملعب، واحدة من هذه الشخصيات هي الدكتورة مي الجابر، رئيس الوكالة الوطنية لمكافحة المنشطات، التي تقف اليوم في طليعة من يحملون لواء الرياضة النظيفة في الدولة.
بمزيج من الحزم والوعي الطبي، استطاعت أن تحوّل هذا الملف الشائك إلى مشروع وطني يستهدف الوعي أولاً، ويحمي سمعة الرياضي الإماراتي، مؤكدة أن رياضتنا أقوى بدون منشطات كما أكدت ثقتها في أنه لا سقف لطموح الفتيات.
وكشفت الدكتورة مي في تصريحات خاصة لـ«البيان» عن التحديات اليومية التي تواجهها الوكالة، وقيمت واقع التوعية في الإمارات، كما وجهت رسائل مؤثرة للرياضيين والفتيات الطامحات إلى تولي أدوار قيادية في القطاع الرياضي.
وقالت الدكتورة مي الجابر: إن التوعية بمخاطر المنشطات شهدت تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة بفضل تضافر جهود الجهات الوطنية مثل وزارة الرياضة واللجنة الأولمبية الوطنية والمجالس الرياضية، بالتنسيق مع الوكالة الوطنية لمكافحة المنشطات، ورغم هذا التقدم، إلا أن الحاجة ما زالت قائمة لتعزيز الفهم العميق لدى بعض الفئات، خصوصاً فئة الناشئين والشباب، التي قد تفتقر للخبرة الكافية وتقع فريسة للمعلومات المغلوطة أو الضغوط المحيطة لتحقيق إنجازات سريعة.
وعن التحديات، أوضحت أن أبرزها يتمثل في سرعة تطور وانتشار المواد والطرق المحظورة عالمياً، إضافة إلى انتشار المكملات الغذائية غير الموثوقة، فضلاً عن الحاجة المستمرة لتحديث البرامج التوعوية لمواكبة تطورات الرياضة الحديثة، وتابعت: «نعمل على تجاوز هذه التحديات عبر تطوير آليات الرقابة، وبناء شراكات مع المؤسسات الرياضية والتعليمية، إضافة إلى الاستفادة من التكنولوجيا في إيصال الرسائل التوعوية بطرق مبتكرة».
ومع ازدهار الرياضة الإماراتية، تؤكد الجابر أن الوكالة الوطنية تواكب هذا النمو من خلال تحديث السياسات وفقاً للمعايير الدولية، وتكثيف برامج الفحص والتوعية في البطولات والمسابقات المختلفة، كما تولي اهتماماً خاصاً بتدريب الكوادر الوطنية وتطوير قدراتهم الفنية والإدارية لضمان استدامة العمل وتحقيق أعلى معايير النزاهة في المنافسات الرياضية.
مبادرات
وكشفت الجابر لـ«البيان» عن خطة متكاملة لإطلاق عدد من المبادرات خلال الفترة المقبلة، تستهدف تثقيف اللاعبين والمدربين والمعالجين حول المواد والطرق المحظورة، ومن بين أبرز المبادرات؛ حملة مشتركة بالتنسيق مع وزارة الرياضة موجهة لفئة الشباب بعنوان «رياضة بلا منشطات»، تهدف لإيصال الرسائل التوعوية بطريقة تفاعلية ومؤثرة، كما تعمل الوكالة على دعوة الاتحادات الوطنية للمشاركة في اليوم العالمي للرياضة النزيهة، من خلال بث رسائل توعوية عبر لاعبي المنتخبات الوطنية على المنصات الإلكترونية.
أخطاء شائعة
وتشير الجابر إلى أن أحد أبرز الأخطاء الشائعة هو الاعتماد على المكملات دون التحقق من مصدرها أو مكوناتها، أو تناول أدوية بوصفة طبية دون استشارة الوكالة أو الفريق الطبي للأندية، وأضافت: «الجهل بالقائمة المحدثة للمواد المحظورة يعد سبباً رئيسياً لوقوع كثير من الرياضيين والأطباء المعالجين في المحظور دون قصد».
المرأة قادرة
وشددت الدكتورة مي الجابر على أن المرأة أثبتت جدارتها في مختلف المناصب القيادية داخل القطاع الرياضي، ودورها في تعزيز الشفافية واتخاذ القرار أصبح أكثر وضوحاً وتأثيراً، ووجّهت رسالة ملهمة للفتيات قائلة: «قناعتي ألا سقف لطموح فتيات الإمارات فلا تدعن شيئاً يحدّ من طموحكن، فالمجال الرياضي يرحب بالكفاءات، والعمل الجاد يفتح الأبواب مهما كانت التحديات».