نورة الجسمي لـ«البيان»: الريشة الطائرة الإماراتية على طريق المجد الأولمبي

في عالم تتسارع فيه الرياضات نحو التميز والاحتراف، تبرز أسماء صنعت الفارق بهدوء وثقة، ومن بين هذه الأسماء تقف نورة الجسمي شامخة، لا باعتبارها فقط أول امرأة إماراتية تتولى رئاسة اتحاد للعبة أولمبية، بل بصفتها مهندسة نهضة الريشة الطائرة في الدولة، وصاحبة رؤية تقود اللعبة نحو العالمية بثبات، وفي مقابلة مع «البيان»، فتحت نورة الجسمي ملفات الطموحات والتحديات، كاشفةً عن تفاصيل دقيقة حول التحول النوعي الذي شهدته اللعبة، ومعلنةً بوضوح: «هدفنا الآن بطل أولمبي إماراتي».

بدأت نورة الجسمي حديثها بتقييم مشوار الاتحاد منذ توليها المسؤولية نهاية عام 2022، قائلة: «منذ تولينا مسؤولية الاتحاد عملنا على وضع خطة استراتيجية شاملة وخطة تشغيلية واضحة لتطوير اللعبة محلياً ودولياً، ووفق مؤشرات الأداء أنجزنا حتى اليوم حوالي 98 % من أهداف الاتحاد الاستراتيجية، وهو إنجاز كبير في وقت قياسي».

تحديات رئيسية

لكن طريق الإنجاز لم يكن مفروشاً بالورود، كما أكدت الجسمي، وأوضحت: «واجهتنا في البداية تحديات رئيسية، أهمها عدم وجود مقر تدريبي متكامل للمنتخبات الوطنية وعدم توفر مقر إداري دائم، وتغلبنا على هذه التحديات من خلال توقيع اتفاقيات تعاون مع أكاديميات وصالات رياضية في مختلف إمارات الدولة مما أتاح لنا تغطية جغرافية شاملة، كما تم مؤخراً انتقال مقر الاتحاد إلى مبنى اللجنة الأولمبية المجاور لوزارة الرياضة في دبي، وهو خطوة مهمة نحو دعم استدامة العمل المؤسسي».

توسع مجتمعي

وعن سر الانتشار الكبير للعبة، أشارت الجسمي إلى خطة مدروسة كان محورها الأساسي المجتمع، قائلة: «اعتمدنا استراتيجية قائمة على التوسع المجتمعي واكتشاف المواهب، وأطلقنا عدة مبادرات مثل مهرجانات اكتشاف البراعم في نادي أبوظبي لألعاب المضرب ونادي الوصل، بالإضافة إلى برنامج «وقت الريشة – دبي» لتحفيز المشاركة المجتمعية في الريشة الطائرة الهوائية، بالتعاون مع مجلس دبي الرياضي».

وأضافت: «نحتفل سنوياً باليوم العالمي للريشة الطائرة في 5 يوليو، ويشارك فيه أكثر من 500 لاعب ولاعبة، ولدينا أيضاً برامج مشتركة مع الاتحادين الدولي والآسيوي لتطوير مراكز التدريب في كلباء ووادي الحلو، كما نستعد لإطلاق «مركز التميز الرياضي» في أكاديمية اتصالات بدبي لتقييم أداء اللاعبين بالتعاون مع الاتحاد الدولي».

شراكة

لم تكن رحلة التطوير لتنجح دون دعم رسمي، وهنا أكدت الجسمي: «الاتحاد يحظى بدعم كبير من معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، الرئيس الفخري لاتحاد الإمارات للريشة الطائرة، ومن وزارة الرياضة، واللجنة الأولمبية الوطنية، والمجالس الرياضية».

وتابعت: «حوالي 80 % من مشاريع الاتحاد هي مبادرات مشتركة مع هذه الجهات، ومن أبرز إنجازات هذا التعاون نجاح استضافة بطولات كبرى مثل، البطولة الآسيوية للفرق في مركز إكسبو دبي، البطولة الآسيوية للأفراد في صالة راشد بن حمدان بنادي النصر، وبطولة أبوظبي ماسترز الدولية».

وكشفت عن خطط مقبلة، قائلة: «نستعد هذا العام لتنظيم النسخة الثانية من بطولة أبوظبي ماسترز في مدينة العين، وبطولة العالم للريشة الطائرة في الهواء الطلق على شاطئ مدينة كلباء بالتعاون مع مجلس الشارقة الرياضي».
أما عن التعاون مع المؤسسات التعليمية، فقالت: «لدينا شراكة فعالة مع اتحاد الإمارات للرياضة المدرسية والجامعية، ونشرف فنياً على تنظيم الأولمبياد المدرسي، بالإضافة إلى تنفيذ معسكرات صيفية في المدارس مثل معسكر منطقة كلباء الصيفي بالتعاون مع مؤسسة (تعليم)».

المرأة الإماراتية

وتفتخر الجسمي بالدور المتنامي للمرأة في الرياضة الإماراتية، قائلة: «المرأة في الإمارات تحظى بدعم غير محدود من القيادة الرشيدة، وفي اتحاد الإمارات للريشة الطائرة، تشكل المرأة 50 % من مجلس الإدارة، وهذه نسبة تعكس الثقة في قدراتها»، وتابعت بفخر: «التشريعات الحديثة سمحت للعنصر النسائي بالوصول إلى مناصب قيادية في الاتحادات الرياضية، وقد أسهم هذا الدعم في وصولي إلى مناصب دولية مثل، نائب رئيس الاتحاد الآسيوي للريشة الطائرة، وعضو المكتب التنفيذي في المجلس الأولمبي الآسيوي».

وكشفت عن طموح جديد، قائلة: «أتطلع إلى الفوز بعضوية الاتحاد الدولي للريشة الطائرة في الانتخابات المقبلة يوم 26 أبريل 2025 في مدينة شيامن – الصين».

شرف كبير

وعن فوزها بمنصب نائب رئيس الاتحاد الآسيوي، قالت الجسمي: «الفوز بمنصب نائب رئيس الاتحاد الآسيوي بنسبة 100 % من الأصوات في الانتخابات هو شرف كبير ومسؤولية أعتز بها، ويعكس مكانة دولة الإمارات في الساحة الرياضية القارية والعالمية». وأضافت: «هذا المنصب يمثل إحدى أدوات القوة الناعمة لدولتنا، ومن خلاله نعمل على تبني توجهات اللجنة الأولمبية الوطنية، وتوقيع مذكرات تفاهم مع دول رائدة مثل ماليزيا، تايلاند، وإندونيسيا لتبادل الخبرات وصقل مهارات اللاعبين، كما نشارك في برامج التضامن الأولمبي لتأهيل لاعبين، مدربين، وحكام إماراتيين ضمن منظومة احترافية عالمية».

نحو صناعة بطل أولمبي

وعن أبرز طموحاتها للمرحلة المقبلة، اختتمت الجسمي تصريحاتها، قائلة: «الطموح لا يتوقف، ونركز حالياً على مشروع وطني كبير يتمثل في صناعة بطل أولمبي إماراتي جديد ضمن خطة عمل مشتركة مع لجنة النخبة في وزارة الرياضة». وأكدت بثقة: «الإمارات مصنفة حالياً بالمركز الـ11 عالمياً في فئة الشباب، وهو مركز متقدم جداً يعكس حجم الجهد، ويحفزني للمنافسة على مستوى الاتحادات الكبرى، أسعى للفوز بعضوية الاتحاد الدولي للريشة الطائرة، وقد تقدمت بملف ترشح قوي، وعلى تواصل مع الدول الشقيقة والصديقة لدعم ترشحي في الانتخابات المقبلة».