خسر منتخبنا الوطني أمام المنتخب الإيراني المدجج بمحترفي الدوريات الأوروبية والمرشح الأول للوصول إلى نهائيات كأس العالم، وكان رجال الأبيض الإماراتي يستحقون نتيجة أفضل قياساً بالمردود المتميز الذي قدموه في أرضية ملعب المباراة، خصوصاً في ثلث الساعة الأخير، حيث ضغطوا بقوة بحثاً عن التعديل وأجبروا الإيراني على التراجع؛ بل وعمد لاعبوه إضاعة الوقت بالسقوط وادعاء الإصابات، قبل أن يتنفسوا الصعداء بإطلاق الحكم صافرة النهاية، ونهاية مباراة إيران لا تعني انتهاء المعركة بالنسبة لرجال الأبيض الإماراتي، لأن «خيرها في غيرها»، فلا يزال الطريق طويلاً والفرص مواتية لكتابة التاريخ وتكرار سيناريو 1990 بالصعود إلى نهائيات كأس العالم، إذ تبقت 8 مباريات يخوض اثنتان منها في 10 و15 أكتوبر المقبل أمام كوريا الشمالية وأوزبكستان على التوالي، وفيما يلي أبرز المشاهد من لقاء الأبيض الإماراتي بضيفه المنتخب الإيراني أول من أمس.
حضور حاشد
امتلأ ملعب استاد هزاع بن زايد، بحضور جماهيري حاشد بلغ عدده 17826 ألف متفرج، احتشدوا قبل 3 ساعات بعد اصطفت جميع ألوان وشعارات الأندية الإماراتية خلف منتخب الوطن لتتزين المدرجات بعلم الدولة مع هتافات تشجيعية وأغانٍ حماسية، فيما غطى «تيفو» ضخم مساحة واسعة من المدرجات المقابلة للمنصة الرئيسة وتزين بعبارة محفزة «أكملوا الانتصارات من أجل شعب الإمارات».
شهدت الدقيقة 31 نقطة تحول في المباراة بعد أن سجل مهدي قائدي هدفاً لمنتخب إيران ألغته تقنية الفيديو بعد ثبوت تسلل اللاعب، وحفز الهدف الملغى من دوافع الضيوف، فبعد أن كانوا متراجعين أمام الضغط الهجومي المتصل للأبيض الإماراتي، أتتهم الجرأة الهجومية وبادلوا الأبيض الإماراتي هجمة بهجمة، لتثمر جهودهم في الدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب بدل الضائع في الشوط الأول ويسجلوا هدف المباراة الوحيد عن طريق لاعب فريق نادي كلباء الإماراتي مهدي قائدي.
غلطة الشاطر
على الرغم من أدائه الرجولي والبطولي في الملعب في مواجهة محترفي المنتخب الإيراني والتصدي لهم وإفساد محاولاتهم باليقظة والفدائية والتركيز العالي، غير أن المدافع الأيمن خالد الظنحاني وقع في المحظور حينما تعثر وسقط أرضاً داخل منطقة العمليات فيما كان يحاول إبعاد الكرة من أمام مهدي قائدي ليخطفها هذا الأخير ويسدد الكرة على مقربة من المرمى لتهز شباك الحارس الدولي المتألق خالد عيسى، والذي كان بطلاً هو الآخر وأنقذ مرماه من أهداف محققة، وهكذا جاء هدف إيران الوحيد من «غلطة الشاطر خالد».
وأعرب المدرب البرتغالي، باولو بينتو، للأبيض عن رضاه عن أداء اللاعبين برغم خسارة المنتخب 0-1 أمام ايران، موضحاً أن جميع اللاعبين قاتلوا بجسارة وظهروا بروح قتالية وتنافسية عالية، سيطروا على مجريات اللعب وصنعوا فرصاً وشكلوا ضغوطاً كبيرة على منافس قوي ومنظم ويتمتع بالخبرة وهو المنتخب الإيراني، وأجبروه على التراجع في الشوط الثاني، وقد نجح هذا الأخير في خلق مساحات واسعة عبر الهجمات المرتدة وصنع خطورة على مرمانا، خصوصاً بعد دخول سردار أزمون.
وقال بينتو: بالطبع لم تكن النتيجة جيدة، وكنا نتطلع لأفضل مما كان، ولكني سعيد بمردود اللاعبين، وأعتقد أن الهدف الذي استقبلته شباكنا في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول كان بمثابة اللحظة الأسوأ لمنتخبنا في المباراة، ولولا هذا الهدف لاختلفت الأمور تماماً في الشوط الثاني، ولكن عموماً أتمنى أن يحافظ اللاعبون على الروح القتالية والتنافسية التي ظهروا بها في مباراتي قطر وإيران، ومن جانبنا سنعمل على معالجة السلبيات بعد تحليل الأداء حتى نعود بصورة أقوى في مباراتنا المقبلة.
وأضاف: لدينا في شهر أكتوبر برنامج إعداد واضح ومعد مسبقاً، وأتمنى أن يعود جميع اللاعبين ويكونوا في قمة الجاهزية، ويحافظوا على الروح القتالية والتنافسية التي ظهروا بها في الجولتين الأولى والثانية، لأنه بغض النظر عن الفوز والخسارة، ولكن من المهم جداً أن نقوم بعمل جيد خلال فترة الإعداد لمباراتنا أمام كوريا الشمالية لنجعل اللاعبين يعملون بشكل أفضل، وبالروح القتالية والتنافسية نفسها التي ظهروا بها.