استطاعت الممثلة سارة أبي كنعان أن تجذب الأنظار إليها من خلال شخصيتها البريئة في مسلسل «لو» والأخرى المركبة التي تحمل الكثير من التناقضات في مسلسل «اتهام»، جمهورها أحب فيها عفويتها وطبيعتها، وطالبها بعدم اللجوء إلى طبيب التجميل مثلما تفعل معظم الفنانات. سارة التي تؤكد أنها تسعى إلى تحدي نفسها من أجل تقديم الأفضل تشير إلى أن نادين نجيم احتضنها أثناء التصوير، أما ميريام فارس فلم يكن هناك وقت لكي تتعرف إليها. الأعمال التي قدمتها سارة مؤخراً تدل على ولادة نجمة جديدة في عالم التمثيل تجمع بين البراءة في الشكل والجوهر والجرأة في الأداء والاختيار.

هل وجدت صعوبة في التنقّل بين شخصيتَي «لو» و«اتهام»؟
بالتأكيد. بدأنا تصوير «لو» وأدّيت دور البريئة، ولكن أحببت الانتقال إلى دور «سهى» الذي كان جديداً عليّ وبعيداً عن شخصيتي، هذه الفتاة التي تعذبت كثيراً في حياتها، وافتقدت الحنان والعاطفة، وقد عملت على هذا الدور مع خالتي وهي طبيبة نفسية، فكانت تتابعني وتوجهني كثيراً، خاصة أن «سهى» شخصية مركبة ومشاعرها متضاربة، فتجسيدي لشخصية سهى كان الأصعب بالنسبة لي.


كيف وجدت ردود الأفعال على أدائك، وما رأيك الشخصي فيما قدمته؟
أنا قاسية على نفسي، وأحب دائماً أن أتحداها، لتقديم مختلف الأعمال، وأشعر أنني أستطيع تقديم الأفضل، أما التعليقات التي تلقيتها من جمهوري والنقاد فكانت إيجابية، وكانت أغلبها تتمحور حول أن أدائي كان طبيعياً للغاية، فأنا أغلب الوقت كنت أذهب إلى لوكشن التصوير من دون ماكياج، الأمر الذي جعل معظم التعليقات تطالبني بعدم اللجوء إلى عمليات التجميل، وألا أغير شيئاً في مظهري الخارجي وأظل طبيعية.

ما الذي قدمه لك هذا التحدي؟
أعطاني القدرة والاندفاع لكي أتحدى نفسي أكثر وأؤدي أدواراً أقوى، ونلت اعترافات وإشادة من الكُتّاب والمخرجين والمنتجين. اتصل بي كثر وهنأوني. الدور كان نقلة في مسيرتي المهنية.

أثناء عملك مع ميريام فارس شعرنا بالفعل أنكما صديقتان، لنكتشف فيما بعد أنكما لم تتقابلا سوى وقت التصوير، فهل ذلك يؤثر في الانسجام في العمل؟
إطلاقاً، فأنا لست مضطرة لأكون صديقة أي فنان، فنحن نستطيع التمثيل بأن بيننا انسجاماً، ولكن في الواقع يمكن يكون عكس ذلك، فالممثل ينبع من مدى قدرته وقوته على تقمص الدور دون التأثر بأي عنصر آخر، فأنا لم أقابل ميريام سوى قبل تصوير مشهدنا بثانية واحدة، فنحن لم نجلس معاً على الإطلاق.

عملت مع نادين نجيم وميريام فارس، ما الذي يميز كل واحدة منهما، سواء على الصعيدين العملي والشخصي؟
لدى نادين خبرة طويلة في التمثيل وهي ممثلة بجدارة وهذا ما نراه من خلال دورها في «لو»، كما أنني تعلمت منها في التمثيل، فهي سلسة جداً وقدماها دائماً على الأرض، فكانت تعاملني بالفعل مثل أختها الصغيرة، ومن ناحية الأداء فهي بالفعل ممثلة محترفة، أما ميريام فأنا على المستوى الشخصي لا أعرفها، ولكنها على صعيد العمل قدمت دوراً مميزاً.

هل تعجبك ميريام المغنية أم الممثلة؟
لست في موقع حكم عليها، فالجمهور هو الذي يحدد ذلك، ولكنها مميزة في الاثنين.

ما العمل الأكثر نجاحاً من وجهه نظرك «لو» أم «اتهام»؟
اعتقد أن هذا الأمر متوقف على الجمهور، لكن بالنسبة لي أنا استمعت بتجسيد الدورين، فهما بمثابة ولديّ اللذين أحبهما كثيراً، ولا أستطيع أن أفرق بين أحد منهما.

بعد النجاح الذي حققته مؤخراً هل ستضعين في حساباتك الأجر وترتيبك على التتر بين الفنانات؟
بالتأكيد سوف تتغير حساباتي، وكذلك نظرة المنتجين لي، فالجمهور اليوم ينتظر مني أعمالاً أكثر تميزاً، ولا مجال للرجوع للوراء، ففي الفترة القادمة سوف أنتقي أعمالي بحرص، أما بالنسبة لترتبي على التتر فلا أضع هذا الأمر كثيراً في حسباني، لأنني أبحث عن العمل المميز.

ما الذي تعلمته من العمل مع النجوم الكبار أمثال تقلا شمعون وعزت أبو عوف؟
العمل معهم كان ممتعاً للغاية، فقد تعلمت منهم أن التواضع هو السمة التي من المفترض أن توجد في الفنان، وأن من دون المعجبين، الفنان لا يساوي شيئاً، لأنه سيكون وقتها صفراً على الشمال.

من هو الممثل الذي تحلمين أن تمثلي معه؟
ماجد المصري شخص رائع وممثل محترف وأعشق العمل مع أحمد السعدني.

كيف وجدت تأثير الأعمال المشتركة على مسار الأعمال الدرامية اللبنانية؟
تأثيرها إيجابي للغاية، فالدراما اللبنانية منذ سنوات، وفي مكانها بل بالعكس تراجعت قليلاً، ولكن الأعمال المشتركة أثرت في انتشار الدراما اللبنانية في مختلف الأقطار العربية، إضافة إلى زيادة الإنتاج بشكل ملحوظ.

دوران لك في عملين مشتركين في موسم واحد، ما الذي يقدمه لك هذا الإنجاز؟
بعدما أصبحت معروفةً على صعيد لبنان، أُتيحت لي الفرصة لكي أكون في كل بيت عربي، وشهرتي اتسعت. كما أن طريقة العمل في الأعمال المشتركة تختلف عن الأعمال المحلية التي نعمل فيها مع ممثلين لبنانيين فقط. فالأعمال المشتركة تضم المصريين والسوريين واللبنانيين والأردنيين والخليجيين، وأتاحت لي فرصة التعرف إلى أسلوب عملهم وتقنيات التمثيل لديهم، وكانت تجربة جميلة جداً.

وقعت أخيراً مع إيلي خوري صاحب شركة ek production events فما هي خططكما المستقبلية؟
هناك عدة مشاريع كبيرة وضخمة ستقوم بها الشركة المنتجة والتي يمتلكها إيلي خوري الذي آمن بموهبتي وبمقدرتي، ومن خلال مجلتكم أود أن أعبر له عن امتناني وأتوجه له بالشكر هو والإعلامي ربيع أبو رجيلي، ومؤخراً عرض علي الكثير من الأعمال الدرامية، ولكني رفضت المشاركة بها لأنني شعرت بأنها لن تضيف لي شيئاً، ولكنْ هناك مشروع فيلم سينمائي.

ماذا عن الغناء؟
أنا في انتظار الوقت المناسب الذي سأظهر خلاله كمغنية، ولكني في البداية أريد تثبيت خطواتي في مجال التمثيل، لأنتقل فيما بعد إلى الغناء الذي أعشقه منذ طفولي.

ما الشخصية التي تحلمين بتجسديها؟
أتمنى تجسيد شخصية سعاد حسني فأنا أعشق هذه الممثلة الجميلة، فالكثير يشبهوني بها الأمر الذي يسعدني كثيراً، كذلك أتمنى تجسيد الأدوار الجريئة، على سبيل المثال الأعمال التي تسلط الضوء على عصابات المافيا، فأنا أرغب في الخروج من جلباب الفتاة البريئة.

ماذا درستِ؟
درست العلوم المخبرية، وهو تخصص بعيد جداً عن التمثيل ومجال الفن، ولكني أحب الطب أيضاً ولدي شغف كبير بهذا التخصص، ووجدت أن الصيدلة الأقرب إلى الطب ولن تأخذ من وقتي في التمثيل.