تسعى مختلف القطاعات الاقتصادية، بما فيها قطاع السيارات، إلى التأقلم مع الواقع الجديد الذي فرضه فيروس «كورونا» المستجد من خلال الاستعانة بأحدث الابتكارات في الانتقال بالعمليات التشغيلية والتسويقية إلى الفضاء الافتراضي، الأمر الذي ظهر مؤخراً من خلال قيام بعض الشركات والوكلاء بتنظيم معارض افتراضية، لتنشيط العمليات التسويقية وإبراز المنتجات والإطلاقات الجديدة، التي لم تحظ بفرصة المشاركة في المعارض الدولية بعد أن تم إلغاؤها.

وقال خبراء في قطاع السيارات: إن الكثير من الشركات كانت تستعين بالتقنيات الحديثة قبل أزمة «كورونا» في تعزيز خطتها التسويقية، لكن في ظل الوضع الحالي والإجراءات الاحترازية التي تحد من الحركة أصبحت التقنية تلعب دوراً أساسياً في العمليات التسويقية والترويجية لمختلف المنتجات، لاسيما المنتجات الجديدة.

وأضافت المصادر أن تطور البنية التحتية التكنولوجية في الإمارات ساعد العديد من وكالات السيارات على استخدام أحدث التقنيات ثلاثية الأبعاد بهدف توفير تجربة للزوار تحاكي حضورهم للمعارض، حيث انصب تركيز الشركات على الموديلات الجديدة والسيارات الكهربائية والهجينة.

تحديات

وأكد عرفان تانسل، الرئيس التنفيذي لـ «المسعود للسيارات»، حرص الشركة على تلبية احتياجات عملائها في ظل التحديات والظروف الراهنة التي يمر بها العالم، وفي إطار الإجراءات المتخذة لمنع انتشار فيروس «كورونا» المستجد.

ولفت إلى أن «إنفينيتي» من «المسعود للسيارات» أتاحت خدمة المبيعات عن بُعد من خلال تقنيات افتراضية تمكِّن العملاء من إجراء محادثة تفاعلية باستخدام تقنيات اتصال الفيديو دون الحاجة للخروج من المنزل، بحيث يقوم موظفو المبيعات بالتحدث مباشرةً مع العملاء وإطلاعهم على كتيب المواصفات الخاصة بالسيارة والقيام بجولة افتراضية في أرجاء صالة العرض ومشاهدة السيارة من مختلف الجوانب.

وأوضح أن عملية المبيعات تتم بطريقة سلسة وسريعة تبدأ من اختيار العميل لأي سيارة «إنفينيتي» عبر الإنترنت، ومن ثم يقوم أحد موظفي المبيعات بالتواصل مباشرةً معه لتحديد موعد الجولة الافتراضية ومناقشة المزيد من التفاصيل حول حسابات التمويل البنكي، ومن ثُمَّ تسليم السيارة للعميل في منزله بعد إتمام عملية المبيعات. وأكد تانسل حرص «المسعود للسيارات» على تبني أحدث التقنيات الرقمية في مجال إدارة أعمالها الرئيسية وتقديم الخدمات للعملاء، حيث يتم العمل حالياً على تطوير الخدمة بحيث تتضمن تجربة متكاملة للشراء، لافتاً إلى أن الواقع الافتراضي يعد جزءاً من استراتيجية التحول الرقمي التي تتبناها الشركة، وأن تقنية الواقع الافتراضي ستكون جزءاً لا يتجزأ من عملية التسويق التفاعلي للشركة في الفترة المقبلة.

أساليب جديدة

وقال فيكتور دالماو، المدير التنفيذي لشركة «فولكس واجن» الشرق الأوسط، إن المعارض الافتراضية تعتبر التوجه الطبيعي الجديد الذي برز في عصر التقنيات الرقمية وفي ظل الظروف الحالية التي تحث مختلف العلامات التجارية في العالم أجمع على التأقلم مع متطلبات العملاء من خلال أساليب وأشكال جديدة، مشيراً إلى أن فريق «فولكس واجن» قام بطرح معرض السيارات الافتراضي الذي جاء نتيجة إلغاء معرض جنيف للسيارات موضحاً مزايا العلامة التجارية الرئيسية.

وأضاف أن العالم يقف اليوم على مفترق طرق، ومن خلال طرح هذه الوسائل الرقمية المبتكرة في عالم الإنترنت سنتمكن من توسيع نطاق تواصلنا مع عملائنا مستقبلاً.

وعلى صعيد منطقة الشرق الأوسط، قال دالماو إن فريق «فولكس واجن» يعمل على مدار الساعة كي يلبي متطلبات العملاء على أكمل وجه، مشيراً إلى أنه تم خلال الأيام الماضية طرح منصة التجارة الإلكترونية في السعودية لخدمة العملاء الذين يرغبون بشراء سيارات «فولكس واجن» لكنهم ملتزمون بالبقاء في بيوتهم، وسنعتمد وسيلة البيع الجديدة هذه لدى باقي الوكلاء في الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط، كي نسهّل على العملاء اختيار سياراتهم المفضلة دون أن يغادروا بيوتهم وذلك من خلال إنشاء صالات عرض افتراضية.

تقنيات

وقال مجدي تفاحة، مدير معرض «رحاب الخليج» والخبير في قطاع السيارات، إن المعارض الافتراضية أصبحت موجودة في مختلف القطاعات الاقتصادية، بما فيها قطاع السيارات، خاصة بعد أن تم إلغاء أو تأجيل الكثير من المعارض التي كان مقرراً إقامتها على الساحة المحلية والدولية، مشيراً إلى أن شركات تصنيع السيارات والوكالات الكبيرة هي الأقدر على تنظيم مثل هذه المعارض لأنها تحتاج إلى شركات متخصصة وبتقنيات عالية. وأضاف أن المعارض الافتراضية تحاول التركيز على المنتجات والإطلاقات الجديدة كما هو الحال بالنسبة للمعارض الواقعية، وهي تمكن العملاء وزوار هذه المعارض من الاطلاع على أدق التفاصيل والحصول على معلومات كافية حول المنتجات التي يرغبون بها، مشيراً إلى أن المعارض الافتراضية موجودة في السوق قبل أزمة «كورنا»، لكن في الفترة الأخيرة أصبحت القطاعات الاقتصادية أكثر حاجة لها في ظل محدودية الحركة.