يؤكد خبراء التقنية أن إنترنت الأشياء هي انفجار معرفي قادم لا محالة ليس فقط ليلعب دوراً محورياً في الاقتصاد العالمي بل انه سيغير وجه الاقتصاد بما فيه قطاع الطيران المدني الذي سيكون متصلاً كغيره من القطاعات الاقتصادية الضخمة.


ويقول جيم بيترز المدير التقني لشركة سيتا العالمية إن إنترنت الأشياء سيعطي قيمة اقتصادية مضافة إلى صناعة الطيران المدني وهذا يتطلب من الشركات العاملة في هذا القطاع أن تكون في الواجهة مستعدة لثورة الاتصالات هذه.


ويوضح بيترز بالقول إنه لن يمضي وقت طويل حتى تكون هذه الثورة داخل المنازل تخبرك بما يتوجب أكله وحاجتك من الطعام والشراب في الثلاجة والطفل سيكون متصلاً ليتمكن الوالدان من تتبع حركته أينما توجه.

ويقول بيترز الرسالة بسيطة تتمثل في أن كل شيء سيكون متصلاً بأجهزة تتبع واستشعار وهذا الاتصال للآلات بكل شيء سيحول وجه الصناعة وطبيعة العمل فيها وممارساتها ليتم إدارتها بطريقة أكثر فاعلية سواء لشبكات الكهرباء أو المصانع إضافة إلى الطائرات والمطارات على حد سواء.
الطائرة المتصلة


ويشير بيترز إلى أن الطائرة المتصلة هي مجال واحد لما هو قادم صناعة الطيران في المستقبل. نحن نرى اليوم العديد من الأشياء في المطار متصلة أو ترتبط ببعض مثل المباني والآلات والحقائب والعربات وهذا مثال بسيط على الربط أو الاتصال.


وتقول سيتا إن الجيل الجديد من الطائرات سيكون عبارة عن مراكز بيانات طائرة أو محلقة في الأجواء بحلول العام 2022 وسيكون هناك 10 آلاف طائرة من هذا النوع وجميعها ستكون متصلة سواء في الأجواء أو في الأرض معتمدة على تكنولوجيا المعلومات وتبادل البيانات لتحقيق أعلى كفاءة ممكنة.


ويبدو أن مصنعي الطائرات هم أيضاً أكثر شهية لتوسيع آفاق الطائرات اللاتي يصنعونها، فمثلاً محركات جنرال الكتريك الجديدة مزودة بـ 6 أجهزة استشعار تنتج قراءة في الثانية وهذا يعني أن محركات طائرة واحدة لبوينغ يمكنها أن تولد 10 تترابايت من البيانات كل 30 دقيقة ..

وهذا على افتراض أن هناك 4 محركات لكل طائرة بمعدل 25 ألف رحلة يومياً. ولك أن تتخيل كم البيانات التي يمكن أن تحصل عليها بدءاً من البيانات التشغيلية للطائرة من خلال أجهزة الاستشعار المثبتة في المحركات وهذا يعطي شركات الطيران قدرة كبيرة على تحليل البيانات الكبيرة والقيام بعمليات الصيانة الوقائية.


أما الأجهزة المحمولة فهي أيضاً لديها قصة أخرى من الاتصال تبقي الجميع على اتصال وتواصل في الأرض والأجواء بما فيهم المسافرين أو أطقم الطائرة. لكن الثورة الجديدة ستعمل على تعزيز حجم الاتصال داخل المطارات مع وجود المزيد من الأشياء التي يمكن ربطها بالاتصال مثل المباني والآلات والحقائب وحتى العربات.


والسؤال لماذا تحدث هذه الثورة الآن؟ والجواب هو البلوتوث «ذو الطاقة المنخفضة» أو المشاعل والأجهزة الصغيرة «بيكون» التي يمكن تثبيتها أو «زرعها» في مختلف مرافق المطار للاتصال بين كل هذه الأشياء.

لربط الأشياء السابقة تحتاج خدمات واي فاي إلى موصل وكوابل، وهي هنا تستهلك الكثير من الطاقة وبالتالي لا يمكن زرع الكثير من أجهزة الاستشعار في مرافق المطار المختلفة إذا كان ذلك يعني المزيد من الأسلاك والكثير من الطاقة.


أما «البيكون» أو المنارات، وهي الأجهزة الصغيرة أو أجهزة الاستشعار، فيمكن بسهولة تركيبها ويمكنها أن تساعد في المزيد من خفض الطاقة ومراقبة الأصول وبطريقة لم تكن معروفة سابقاً، أي أن خدمة «البلوتوث منخفضة الطاقة» يمكنها أن تربط جميع المرافق بخدمات الاتصال ببطاريات تدوم لسنوات.


ويوضح بيترز بالقول إن تركيب هذه الأجهزة سيعطينا معرفة تامة ومعمقة حول سلوك واتجاهات المسافرين ومعرفة كيفية تدفقهم وحركتهم بشكل لم نعهده من قبل بفضل البيانات الجديدة التي نحصل عليها من خلال ربط المطار مع الطائرة والأجهزة المحمولة المرافقة للمسافرين.
بحيرة البيانات
هذه الحساسات أو أجهزة الاستشعار تنتج كمية بيانات ضخمة جداً وهذه بالطبع لا نسميها مجموعة بيانات أو قاعدة بيانات بل هي فعلياً «بحيرة بيانات» وهذه هي مملكة البيانات

.
والسؤال هنا ماذا يمكن أن نعمل بهذه البحيرة من البيانات التي تشكل قيمة كبيرة. وجزء كبير منها يحتاج أيضاً إلى التحليل، ويستعمل كذكاء الأعمال في إدارة المطارات وتحويلها إلى مطارات ذكية وأكثر فاعلية، وإبقاء الموظفين وكوادر المطار على اطلاع تام لتمكينهم من اتخاذ قرارات فاعلة وسريعة بالوقت نفسه.


وتقوم سيتا حالياً بالعمل مع العديد من شركات الطيران والمطارات في مختلف أنحاء العالم لتركيب أجهزة الاستشعار هذه «بيكون» التي لا زالت في مراحلها الأولى من مسيرة هذه الثورة «ثورة أجهزة الاستشعار أو إنترنت الأشياء التي باتت حقيقة واقعة ستغير وجه اللعبة في قطاع الطيران.


وتزداد أهمية هذه الأجهزة الصغيرة «بيكون» إذا علمنا أنه سيكون هناك 26 مليار جهاز محمول متصل بالإنترنت عام 2020 وهذه الأجهزة بالطبع ترسل وتستقبل البيانات وهذه يعني عملية إدارة لكل الأشياء الحسية أو المادية في كل مكان.


المسافر المتصل سيعطي لكل هذه الثورة المزيد من الأهمية والتعرف بعمق على المزيد من اتجاهات المسافرين وحركتهم والتعامل مع مختلف القضايا بكفاءة عالية اعتماداً على حجم البيانات المتوفرة لدينا وتحسين فاعلية عمليات المطارات وخاصة مسائل الازدحام أمام نقاط التفتيش وأكشاك إنجاز إجراءات السفر وتوجيهها بما يخدم المسافر والمطار على حد سواء وتوفير تجربة مثمرة للمسافر.

وفي كل هذه الثورة ستلعب الأجهزة الصغيرة المسماة «بيكونز» والتي تثبت في المطارات دوراً مهماً في عملية تعزيز ذكاء المطارات التي ستتعامل مع أكثر من 7.3 مليارات مسافر في عام 2034 مقارنة مع 3 مليارات مسافر في العام الماضي، الأمر الذي يتطلب حلولاً ناجعة لازدحام وتكدس الطوابير.

وستكون التكنولوجيا الحديثة هي الحل الأمثل والاستثمار فيها سيعطي قيمة اقتصادية أكبر ذلك أن توفير الوقت على المسافر واختصار إجراءات السفر تضمن له توفير وقت كافٍ للتجول في المطار واستخدام متاجره وأسواقه الحرة مما يعني مزيداً من العائدات لهذه المطارات.


الاتصالات المتنقلة التفاعلية لشركات الطيران


توضح دارسة سيتا أن شركات الطيران تسعى حالياً إلى ضبط الاتصالات لتطويرها بسرعة من الموجة الأولى من خدمات الإشعارات، والتي تم إنشاؤها لتصبح الاتصالات المتنقلة التفاعلية هي المعيار بالنسبة للغالبية العظمى من شركات الطيران.

وأشارت «سيتا» ستركز هذه الخدمات الجديدة خلال السنوات الثلاث المقبلة على استخدام المعلومات المستندة إلى الموقع، فمن أجل حل المشكلات المتعلقة بالأمتعة ومساعدة الركاب للصعود إلى الطائرة في الوقت المحدد مع تلقي الإشعارات استناداً إلى مواقعهم، تقدم نحو 60% من شركات الطيران اليوم خدمات الإشعار بالرحلة للركاب عبر تطبيقات الهاتف الذكي ومن المتوقع أن يزيد عدد متلقي الإشعارات إلى أكثر من 96% بحلول عام 2018.

وتعتبر هذه هي بالفعل الخدمة رقم واحد التي تستخدم فيها شركات الطيران تكنولوجيا «البيكون» وخلال الثلاث سنوات المقبلة، سيستخدم 57% من المشغلين تكنولوجيا «البيكون» باعتبارها توفر تطبيقات الحصول على الإشعارات.

وتقول سيتا إن الوقت لا زال مبكراً بالنسبة لتقنيات «إنترنت الأشياء» ولكنها أصبحت حقيقة واقعة، وستكون هذه ثورة حقيقية من شأنها أن تغير الطريقة التي نقوم فيها بعمل الأشياء، ليس فقط في صناعة النقل الجوي ولكن في جميع جوانب حياتنا.

وأضاف «يمكن لشركات الطيران والمطارات معاً استخدام تكنولوجيا «البيكون» كبوابة لتقنية إنترنت الأشياء، من أجل وجود المطارات الذكية، والاستغلال الكامل لمراكز استقصاء المعلومات التجارية والتحليلات لتقديم تجربة أفضل للركاب».
 

200


يبلغ أسطول طائرات بومبارديه في منطقة الشرق الأوسط 200 طائرة يمتلكها 55 عميلاً ما بين شركات الطيران أو الطائرات الخاصة التي يملكها أشخاص

ينمو أسطول بومبارديه من الطائرات التجارية في الشرق الأوسط وأفريقيا نمواً مستقراً متضمناً Q Series المروحية والنفاثات الإقليمية CRJ وطائرة C Series، إما في الخدمة أو قد تم طلب شراءها من حوالي 55 عميلاً ومشغلاً في المنطقة.
وستعرض بومبارديه جزءاً من طائراتها في معرض دبي للطيران.

وتتوقع بومبارديه للطائرات التجارية في الفترة من 2015-2034 الطائرات ذات 60-150 مقعداً تسليم 450 طائرة للشرق الأوسط و550 طائرة لأفريقيا. وبوجود مكتب إقليمي للشركة في منطقة دبي الحرة بالقرب مطار دبي الدولي يستطيع فريق بومبارديه للبيع والتسويق أن يقدم حلولاً متقدمة لعملائه الحاليين والمحتملين.