قدر مديرو شركات عالمية مشاركة في المعرض حجم قطاع إدخال تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاء في قطاع الطيران بما يقارب 250 مليار دولار بحلول العام 2020، مشيرين إلى أن حجم القطاع حالياً يقارب 120 مليار دولار، حيث تقدر نسبة النمو السنوية للقطاع خلال السنوات الخمس القادمة بما يقارب 22 %.
مستقبل
أشار المسؤولون إلى أن التقنية حالياً تقتصر على صناعة أجزاء من محركات الطائرات وأجزاء مختلفة من الطائرة، لكن المستقبل قد يتمثل في طباعة أجزاء كبيرة كالأجنحة أو المحركات أو أجزاء من المقصورة. مشيرين إلى أن هذه التقنية بدأت في حجز مكان قوي لها داخل منظومة الصناعة في قطاع الطيران سواءً المدني أو العسكري، وذلك لما تتوفر له من مزايا عديدة.
مميزات
أكد المسؤولون أن تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاء تقدم لشركات صناعة الطائرات عدة امتيازات أهمها توفير الوقت، حيث إن صناعة جزء صغير من محرك الطائرة مثلاً يتطلب أياماً، بينما مع استخدام تقنية «الثري دي» لا يتعدى ذلك ساعات فقط. إضافة إلى توفير اليد العاملة، خصوصاً في مجال النقل، حيث إن شركات التصنيع كانت تعتمد على طلب الأجزاء من شركات أخرى ليتم نقلها إلى مقر الشركة لتركيبها، وهو ما يتطلب عدداً من الأشخاص في جميع المراحل، بينما توفر التقنية الجديدة كل ذلك، من خلال شراء طابعة ووضعها في مقر التركيب لتكون الاجزاء جاهزة للتركيب في نفس المكان. كما توفر الطباعة ثلاثية الأبعاد المال أيضاً خصوصاً وأنها لا تترك أي مخلفات، حيث إن المواد الخام المتبقية من صناعة جزء معين يتم إذابتها وإعادة استخدامها في صناعة جزء آخر.
طائرة بدون طيار
وتفصيلا قال ألكساندر بابانتونيو، المدير العام لشركة دي تو إم سولوشنز، المتخصصة في إمداد شركات تصنيع الطائرات بالطابعات ثلاثية الأبعاد، إن شركته استطاعت صناعة أول طائرة بدون طيار بشكل كامل من تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاء، حيث استغرق المشروع حوالي 3 سنوات، مشيراً إلى أن الطائرة الجديدة تستطيع الطيران مسافة 150 ميلاً دون توقف كما ان وزنها أخف بكثير من الطائرة العادية، وذلك ما يتيح لها استخداماً أقل من الوقود أو الكهرباء.
مشيراً إلى أن الطائرة تعرض لأول مرة في معرض دبي للطيران. وأضاف أن الشركة تصنع أيضاً بعض أجزاء الطائرات التي تستخدمها إيرباص، مؤكداً أن حجم القطاع حالياً يصل إلى 120 مليار دولار، بينما من المتوقع أن يصل إلى 250 مليار دولار بحلول 2020. وأضاف أن استخدام هذا النوع من تقنيات صناعة الطائرات عن طريق الاعتماد على تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد سيستمر في الزيادة مع تقليص نفقات التصنيع وزيادة جودة المواد المستخدمة في تصنيعها.
محركات رولز رويس
من جانبه أكد بيل أوسوليفان، رئيس قسم الاتصال بشركة رولز رويس لصناعة محركات الطائرات، إنه سيبدأ بيع طائرات تجارية وعسكرية بحلول عام 2050، تكون أجزاؤها مصنعة بالكامل اعتمادا على تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد. وأضاف أنه بحلول 2016 ستكون بعض مكونات الفرامل في الطائرة المصنوعة بواسطة تقنية ثلاثية الأبعاد قطعا معيارية أساسية بحيث ستكون القطع الحالية شيئا من الماضي. وأضاف أوسوليفان أن الشركة أطلقت في وقت سابق من العام محرك ترينت إكس دبليو بي 97 الذي يحتوي على أكبر قطعة مصنعة عن طريق الطباعة ثلاثية الأبعاد يبلغ طولها 1.5 متراً. مضيفاً أن هذا المحرك يحتوي على الكثير من المميزات أبرزها يهمّ الجزء المسؤول على إحراق الوقود، حيث تم صنعه بالتقنية ثلاثية الأبعاد.
ولطالما استخدمت الشركة التقنية ثلاثية الأبعاد لتصنيع أجزاء بلاستيكية ولكنها المرة الأولى التي تنجح فيها في صناعة مكونات تعتمد على مواد أكثر صلابة وبالتقنية ثلاثية الأبعاد، ومن ضمن تلك المواد الأولية النيكل والألمنيوم والحديد الصلب. ولا تنتهي الإثارة عند هذا الحد بل إنّ المواد التي يتم اعتمادها في صنع تلك الشفرات وغيرها من مكونات أخرى ستجعل من الطائرة أخفّ بنحو 500 كلغ، بما يجعلها أقل استهلاكاً للوقود. ووصل عدد كبير من الطلبيات على المحرك الجديد، وقالت الشركة إنّ تلك المحركات ستدخل حيز الاستخدام عام 2016 بما يعني أنّه يتوجب عليها صناعة 1500 محرك كل عام.
قواعد اللعبة
من جهته وصف دومينيك لافيتتز، رئيس قطاع التوريد وتطوير الأعمال في شركة سافران توربوميكا، التصنيع بالطباعة ثلاثية الأبعاد بأنه من المتوقع أن يغير قواعد اللعبة في سلسلة التوريد لصناعة الطيران والدفاع. ومع اهتمام الشركات الرئيسة الكبير بهذه التقنية، تبرز أهمية الجمع بين هاتين الصناعتين. وأضاف أن على المصنعين متابعة التطورات في مجال التصنيع بالطباعة ثلاثية الأبعاد، وعلى الشركات المصنعة لأجزاء الطائرة تجريب مثل هذه التقنيات المتقدمة. وأكد أن صناعة الطيران تتجه نحو استخدامات أوسع لعمليات التصنيع بالطباعة ثلاثية الأبعاد بسرعة لافتة، «لأنه يمكننا استخدام التصنيع بالطباعة ثلاثية الأبعاد في أجزاء محركات الطائرات وتخفيض الأوزان».
طائرات ايرباص
من جانبه قال جوزيف كورووفيلا، رئيس قطاع التطوير في شركة يو تي سي أيروسبيس سيستمز، إن الشركة استخدمت أخيراً هذه التقنية لانتاج أكثر من 1000 جزء داخلي في طائرات ايرباص A350 XWB، بينما قالت GeekWire ان هناك أكثر من 20 ألف جزء تم تصنيعه من البلاستيك. وهذه الأجزاء مستخدمة حالياً في طائرات بوينغ. وبنفس الأهمية، أعلنت جنرال الكتريك أن محرك الطائرات التي تنتجه (LEAP) سيشمل فوهة الوقود المصنوعة كلياً بتقنية التصنيع بالطباعة ثلاثية الأبعاد، وتجري حالياً التجارب العملية عل محركات (LEAP) الجديد.
أول طائرة
نجح فريق من المهندسين من جامعة ساوثهامبتون البريطانية في إطلاق أول طائرة بلا طيار صنعت بتكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد. وجاء إطلاقها من سفينة «ميرسي» الحربية لاكتشاف استخداماتها في البحر. وحلقت الطائرة في مسار مبرمج لمسافة 500 متر قبل هبوطها على شاطئ تشيسل. يبلغ وزنها 3 كيلوغرامات ويصل باعها إلى 1.5 متر. وصُنّعت من 4 قطع رئيسة يمكن تركيبها دون معدات.