أعرب معالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني في تصريحات خاصة لـ«البيان الاقتصادي» عن تفاؤله الكبير بتجاوب الجانب الأميركي مع دعوته بضرورة الحفاظ على الأجواء المفتوحة، قائلاً، إن الأميركيين والقيادة الأميركية على قدر كبير من الوعي بأهمية العلاقات بين البلدين سواء الاقتصادية أو غيرها وبأهمية قطاع الطيران في دفع دفة حركة الاقتصاد بشكل عام سواء كان في الشحن أو في قضايا التواصل بين الناس أو أيضاً بتأثير الطيران على اقتصادات المدن التي يتم التواصل معها من الإمارات إلى هذه المدن، وكمثال على ذلك عمدة مدينة دالاس الأميركية متواجد معنا اليوم وتحدث بشكل إيجابي عن دور الناقلات الوطنية للإمارات والناقلات الوطنية في كل دول العالم في تحريك وتنمية الاقتصاد في مدينة مثل دالاس.
وأشار المنصوري إلى أن اتفاقية الأجواء المفتوحة الموقعة بين الإمارات والولايات المتحدة في عام 1990 تمنح شركات طيران الركاب والشحن حرية دخول غير مقيدة لأسواق البلدين.
وقال المنصوري ان شركة فيدكس الأميركية للشحن استفادت استفادة كاملة من الاتفاق، وانشأت واحدة من أكبر المراكز الدولية لها هنا في دبي اليوم، ويربط محور فيديكس دبي أكثر من 35 دولة إلى مركزها الرئيسي في ممفيس وبقية شبكتها العالمية.
وأضاف أن شركات الطيران الإماراتية نمت في سوق السفر الجوي العالمي الشامل، والأهم، أنها فعلت ذلك من خلال التنافس ضمن قواعد الأجواء المفتوحة.
وأكد معاليه على أن حكومة الإمارات وشركات الطيران الإماراتية حققت وبشكل كامل كافة الالتزامات والمسؤوليات الملقاة على عاتقها بموجب اتفاقيات الأجواء المفتوحة، مؤكداً أن حكومة الإمارات تعارض أي جهود جديدة لتقييد العمليات الجوية أو تقنينها أو السيطرة على الخدمات وذلك في إطار حماية المنافسة العادلة من جهة ومراعاة مصالح المستهلكين على المستوى العالمي من جهة أخرى.
ملتقى
تصريحات معالي المنصوري جاءت مباشرة بعد الكلمة التي ألقاها في الملتقى الذي نظمه مجلس الأعمال الإماراتي الأميركي بالتعاون مع جمعية صناعات الفضاء مساء الأحد في فندق ميناء السلام بمشاركة أكثر من 100 من المسؤولين والخبراء ورجال الأعمال من البلدين، وجه خلالها معاليه رسالة واضحة وبسيطة مفادها ضرورة الحفاظ على الأجواء المفتوحة في المسار القائم حالياً، قائلا:«لأربعين عاماً لوحظ انخفاض وتقليص القيود على شركات الطيران ولا أعتقد بأننا اليوم نستطيع العودة والسير إلى الوراء في هذا المجال، مؤكدا استعداد الإمارات للتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي والمساعدة في قيادة جهود عالمية جديدة نحو المزيد من تحرير حركة النقل الجوي الدولي بما يسهم في تحقيق المزيد من الفوائد والمكاسب للمسافرين وشركات الشحن أكثر من أي وقت مضى».
ورقة بيضاء
رسالة معالي المنصوري كانت واضحة جدا للضيوف الأميركيين وخاصة بعد الورقة البيضاء التي كانت قد أعدتها ثلاث ناقلات أميركية وهي دلتا وأميركان ويونايتد، زعمت فيها بأن الناقلات الوطنية بما فيها طيران الإمارات وطيران الاتحاد وناقلات خليجية أخرى تضر بمصالح الناقلات الأميركية والولايات المتحدة بشكل عام. رغم أن خطوط النقل الجوي التي توفرها طيران الإمارات من الولايات المتحدة إلى العديد من الأسواق النامية، التي لا تخدمها الناقلات الأميركية حالياً، تساهم في تعزيز وتسهيل التجارة الخارجية الأميركية، وتفتح أسواقاً جديدة للصادرات الأميركية، وتساهم في النمو الاقتصادي والتجارة وخلق مزيد من فرص العمل في الولايات المتحدة.
باربرا ليف
قالت باربرا ليف السفيرة الأميركية في أبوظبي: نحن ملتزمون تماما باتفاقية الأجواء المفتوحة الموقعة بين البلدين، وأعتقد بأننا جميعا نتفق بأننا استفدنا كمجتمعات وكشركاء أعمال من تلك الاتفاقية ليس هناك أدنى شك في ذلك. وبالنسبة لادعاءات شركات الطيران الأميركية بحق الناقلات الوطنية الإماراتية فنحن نتعامل مع هذه القضية بطريقة منهجية وواقعية جدا، ونحن نتداول هذه القضية التي أثيرت من قبل شركات الطيران الاميركية في الولايات المتحدة وعلينا بطبيعة الحال أن نأخذ ما تقوله الناقلات الأميركية الثلاث على محمل الجد، ونحن طلبنا توسيع دائرة أصحاب المصلحة وطلبنا منهم المساهمة بالإدلاء بآرائهم في هذه المسألة.
علاقات مزدهرة
وفي كلمة له أمام الحضور وصف معالي المنصوري التجارة بين الإمارات والولايات المتحدة بالمزدهرة، وقال ان الاستثمار عبر الحدود آخذ في الازدياد، كما تتوسع الشراكات التجارية الثنائية.
وأضاف معاليه أن الإمارات تعتبر أكبر سوق لصادرات السلع الأميركية في منطقة الشرق الأوسط لمدة ست سنوات على التوالي. وفي عام 2014 بلغ حجم التجارة الثنائية بين البلدين نحو 24 مليار دولار منها 22 مليار دولار، مشيرا إلى أن الصادرات الأميركية للإمارات كانت أكثر وضوحا في قطاع الطيران والفضاء.
وأضاف معاليه في نواح كثيرة، قد تكون علاقة الإمارات والولايات المتحدة في قطاع طيران الفضاء وعلاقات الطيران الثنائية الأكثر أهمية في العالم. ووفقا لبعض التقديرات، فإن القيمة السنوية للعلاقات التجارية والعسكرية بين البلدين تتجاوز 5 مليارات دولار.
وقال معاليه المتجول في معرض دبي للطيران، سيرى بوضوح أن الشركات والحكومتين الأميركية والإماراتية ترتبط بعمق في جميع مجالات الطيران وفي القطاع العسكري، وتعمل الإمارات والولايات المتحدة بشكل وثيق لجعل المنطقة أكثر أمنا واستقرارا، فنحن ندرب ونقاتل معا. وأضاف بأن الطائرة المقاتلة ( إف 16) الصقر المقاتل هي قبل قوتنا الجوية وهناك مقاتلات أميركية الصنع من طراز أباتشي وطائرات هليكوبتر وبلاك هوك وباتريوت وأنظمة الدفاع الصاروخي ثاد C-130 و C-17 وطائرات النقل وبالتالي الشركات الدفاعية الإماراتية والأميركية تعمل معا لإنتاج والحفاظ على هذه الأنظمة وغيرها.
وقال المنصوري ان قطاع استكشاف الفضاء يعد الأحدث والأكثر إثارة للتعاون بين البلدين وقد ساعد الشركاء الاميركيين في وضع أول أربع أقمار صناعية في مدار أوربت. وأضاف أن الحكومة والصناعة، والجامعات، تدعم وكالة الفضاء الإماراتية والتي تعتزم إرسال مسبار «الأمل» إلى المريخ في عام 2021 والتي ستتزامن مع الاحتفالات بذكرى مرور 50 عاماً على قيام اتحاد دولة الإمارات وتساعد على إلهام جيل جديد من الشباب هنا وفي جميع أنحاء المنطقة.
وقال معالي المنصوري ان الطائرات التجارية هي ركيزة أساسية لشراكة الفضاء لدينا. قبل عامين هنا في معرض دبي للطيران أصبحت شركات الطيران الوطنية للإمارات أكبر المشترين للطائرات أميركية الصنع، حيث أعلنت كل من طيران الإمارات والاتحاد للطيران وفلاي دبي عن طلبيات بقيمة 120 مليار دولار لأكثر من 300 طائرة ركاب من طراز بوينغ وطائرات شحن ومعظمها بمحركات صنع ( جي إيه) تلك الطلبات تدعم مئات الآلاف من فرص العمل التي تتطلب مهارات عالية في الولايات المتحدة لسنوات طويلة مقبلة.
وأضاف قائلا: لن نرى حجم طلبات قياسية في معرض دبي للطيران هذا العام ولكن سنشهد خطوات مهمة، حيث تسلمت طيران الإمارات 150 طائرة من طراز 777 وافتتحت الاتحاد للطيران خدمة 787 دريملاينر للولايات المتحدة. وأشار المنصوري إلى أن تواجد الشركات الأميركية في معرض دبي للطيران هذا العام هو ضعف حجم تواجدها في عام 2013 والتي كانت في إجمالها شركات صغيرة ومتوسطة الحجم.
قواعد
وأشار المنصوري إلى أن الجيل الجديد من الطائرات بعيدة المدى مثلت تغيراً في قواعد اللعبة بالنسبة لشركات الطيران الإماراتية العالمية، موضحاً بأن تلك الطائرات إلى جانب الموقع الجغرافي الاستراتيجي لدولة الإمارات وتموضعها كمركز عالمي للأعمال مثلت عوامل مكنت الناقلات الوطنية من ربط الأسواق العالمية المتسارعة النمو في آسيا وافريقيا وشبه القارة الهندية مع الولايات المتحدة وأوروبا وأميركا اللاتينية.
وتابع معاليه: كان ذلك بالتأكيد وجهة نظر المسؤولين الحكوميين وكبار رجال الأعمال في ولاية فلوريدا عندما أطلقت طيران الإمارات رحلات دون توقف بين دبي وأورلاندو في سبتمبر الماضي. وهذه الرحلة الواحدة يوميا تولد أكثر من 100 مليون دولار في النشاط الاقتصادي السنوي وتدعم ما يقرب من 1500 وظيفة في جميع أنحاء وسط ولاية فلوريدا.
معرض دبي للطيران
قالت السفيرة الأميركية لدى الدولة: كل عامين نرى قفزة كبيرة فيما يتعلق باهتمام الشركات الأميركية بقطاع الطيران هنا في الإمارات وهذا العام تشارك 155 شركة أميركية في معرض دبي للطيران منها 63 شركة أميركية تشارك لأول مرة.
دعم إكسبو2020
تقف الشركات الأميركية على أهبة الاستعداد للمساعدة على ضمان تقديم دبي لمعرض اكسبو عالمي مذهل في عام 2020 على حد سواء في إعداد البنية التحتية وفي الحدث نفسه. وبالفعل الصناعة مع CH2MHill الأميركية في الأمام والوسط، فقد اختيرت الشركة للقيام بإدارة برامج عقارية لإكسبو 2020 دبي Mace مع شريكها البريطاني وجهود إعداد الموقع، وقد تم اختيار شركة بارسونز لتنفيذ التصميم والبناء والإشراف على كل مواقع البنية.
الإمارات من أكثر الاقتصادات انفتاحا في العالم
قالت السفيرة الأميركية لدى الدولة، ان مستقبل العلاقة بين الولايات المتحدة والإمارات يكمن في دينامية شراكتنا الاقتصادية، وهذا الركن العظيم الآخر من علاقاتنا الاستراتيجية، الإمارات طالما سادت كأكبر سوق للصادرات الأميركية على مستوى العالم العربي، وقد أثمرت العلاقات التجارية بين البلدين عما ما يقرب من 25 مليار دولار من تجارة السلع وحدها والتي تمثل نموا بنحو 81٪ على مدى السنوات الخمس الماضية، ودعمت عشرات الآلاف من فرص العمل في كلا البلدين.
وقالت ليف ان الإمارات هي واحدة من أكثر الاقتصادات انفتاحا في العالم، وهي تحتل المرتبة الأولى في المنطقة من حيث «سهولة ممارسة أنشطة الأعمال»، وفقا للبنك الدولي، وهي موطن لعشرات مناطق التجارة الحرة، ووجهة عالمية شهيرة للترفيه وسياحة والأعمال، ومركز جذب للمؤتمرات العالمية والمعارض التجارية وواحدة من الأماكن الأكثر استقرارا للقيام بأعمال تجارية في المنطقة.
تحقيق رؤية الإمارات الاقتصادية 2030
أكدت السفيرة الاميركية لدى الامارات على أن الشركات الأميركية حريصة على التعاون مع الحكومة والصناعات هنا في مشاريع البنية التحتية والنقل. وقالت ان الشركات الأميركية لديها الدراية لمساعدة الإمارات في تحقيق الرؤية الاقتصادية للعام 2030 في القطاعات ذات الأولوية. إذا نظرنا إلى بعض خطط البنية التحتية وخطط التنمية الاقتصادية في الإمارات سنجد عددا من الأمثلة الرائعة من مساهمات الولايات المتحدة كشراكة بوينغ ومبادلة لإنتاج قطع لبعض طائرات بوينغ الأكثر تقدما. وفي العام الماضي فقط، سلمت ستراتا أول أجزائها المركبة المتطورة لشركة بوينغ، بارسونز هيل آند آيكوم تقوم بإدارة الإنشاءات والإشراف على المهام لمبنى الركاب الجديد في أبوظبي، وهو مشروع كبير سيُمكن أبوظبي من التعامل مع أكبر عدد من الطائرات والسياح ومسافري الأعمال.