ملاعب الإمارات.. لكل الجنسيات

في فطرة البشر.. أشياء

لا تخضع للغة، ولا تعرف اللهجات

فلا وطن للضحك ولا أبجديات للبكاء

هكذا هي.. سمة التسامح

لا مكان لها ولا زمان..

لأنها باختصار..

تخرج من ثنايا مشاعر الإنسان.

ولأن الرياضة تمثل إحدى صور

التسامح، فلا ريب أن تزول معها

الخصومة، وتنزوي بها الخلافات،

فتصفو القلوب وتتلاشى العيوب.

وعند ذكر التسامح الرياضي

تأتي الإمارات كنموذج واقعي

لتجسيد هذه السمة الحسناء

كأسلوب حياة..

وفي هذه السطور نرصد بعض من تلك الصور المضيئة:

ورث أبناء الإمارات في شتى المجالات، لا سيما الرياضي منها، روح التسامح والتآخي، وقد ارتبطت هذه السمة بجذور هذه الأرض الطيبة، التي احتوت الجميع، منذ أن أرسى القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، قواعد هذه السمة، وجعلها نبراساً للأمة، فأثرى هذا الجانب بفتح الأبواب للوافدين من مختلف الجنسيات والديانات فعجت بهم الملاعب والصالات من لاعبين ومدربين وإداريين، دون تفرقة بين هذا أو ذاك.

وقد سار الجميع قيادة وشعباً على هذا الدرب القويم، فاستمر المد الرياضي، وخلاله كان التسامح هو السمة الغالبة بين الجميع، وتجلى ذلك عقب افتتاح ملعب كرة القدم بمدينة زايد الرياضية عام 1980، حيث شهد هذا الصرح تواجد كبار النجوم من مختلف دول العالم شاركوا في العديد من الفعاليات والمنافسات، كان آخرها كأس آسيا الذي أقيم في يناير الماضي، وقد يبدو الرقم مدهشاً إذا عرفنا أن هذا الملعب وحده، استقبل في 2016 فقط، ما يقرب من 1.3 مليون زائر من مختلف الجنسيات والمعتقدات، في عدة مناسبات، كما سبق وشهد حضوراً مكثفاً قارب الـ 55 ألف متفرج في نهائي كأس العالم للأندية 2018، وبذات الأعداد من مختلف الأعراق والجنسيات في كأس آسيا 2019، ولطالما أشاد الجميع بحفاوة أهل الإمارات وسماحة طباعهم.

إنسانية الإمارات

على الجانب الإنساني.. فتحت الإمارات منذ تأسيس الدولة عام 1971 أبوابها لمختلف الكفاءات الرياضية في معظم اللعبات، لا سيما في مجال التدريب.. فراحت الأندية تجلب العديد من الأسماء اللامعة، دون التوقف عند الجنسية أو المعتقد أو اللون، ما يؤكد أن التسامح من مواريث هذه الأمة، وكان لنادي النصر السبق في هذا النهج التسامحي الذي بدأ في أواخر ستينيات القرن الماضي، فعمل به العديد من الأسماء الوافدة، منها المدرب المصري رجب ريحان، ومواطنه ميمي الشربيني، والسوداني إبراهيم يحيى الكوراتي، وفي 1975 جلب الهولندي بات سيوارد واستمر معه حتى 1980، وتبعه بالإنجليزي دون ريفي ومساعده الإسكتلندي ايريك سميث 1981، ثم المدرب البرازيلي سبستيان لابولا، بعدها توالت الاستعانة بالعديد من المدربين الأجانب آخرهم الإسباني بينات سان خوسيه، وتبعه البرازيلي كايو زاناردي.

النهج ذاته

وعلى ذات النهج التسامحي، فتح نادي العين أبوابه لمجموعة كبيرة من المدربين، حيث بدأ بالمصري عبد العزيز الهمامي 1971، والسوريين أحمد حجير، وأحمد عليان والتونسيين حميد الذيب، وعبد المجيد شتالي، والمغربي أحمد نجاح، والبرازيلي نيلسينهو روزا، واليوغسلافي ميلان ميلانيتش، والبرازيليين جير بيتشرني وجواو فرانسيسكو، وزي ماريو، والجزائري محيي الدين خلف، ثم المصري يسري عبد الغني، والبرازيلي اماريلدو، والمصري شاكر عبد الفتاح، والأرجنتيني انخيل ماركوس، والبرازيلي لوري ساندري، ثم مواطنه كارلوس كابرال، والبرتغالي نيلو فينغادا، والروماني ايلي بلاتشي، والارجنتيني اوسكار فيلوني، والتونسي مراد محجوب، والروماني انغيل يوردانيسكو، والبوسني جمال حاجي، كما تعاقد النادي مع برونو ميتسو أبرز هؤلاء المدربين، حيث أعلن إسلامه بعد معايشته للسلوك التسامحي في الإمارات وإعجابه به، ومن بعد ميتسو جاءت مجموعة أخرى من المدربين أبرزهم الفرنسي بلان بيران، وميلان ميتشالا، والتونسي محمد المنسي والهولندي تيني ريخس والإيطالي والتر زنجا والبرازيلي تيتي والألماني وينفريد شايف، والمغربي رشيد بن محمود، والبرازيلي تونينيو سيريزو، ومواطنه الكسندر جالو، وكوزمين اولاريو، والأورغواني خورخي فوساتي، والإسباني كيكي فلوريس، والكرواتي زلاتكو داليتش، ومواطنه زوران، ثم الاسباني جاريدو.

وفي الدرب التسامحي، سار نادي الوصل، فتعاقد عبر تاريخه مع أسماء لامعة مثل المصري زكي عثمان، والبرازيليين أنتونيو لوبس دوس سانتوس، وكامبوس، وآرثر، وجارسيا، ونينوس، وزوماريو، وفارياس، والمصريين حسن شحاتة، ومحمد المنزلاوي، والأرجنتيني ميجيل باسكيلدو، والنمساوي جوزيف هيكسبيرغر، والهولندي يوهان بوسكامب، والكوستاريكي ألكسندر غيماريش، كما استعان بالنجم الأرجنتيني العالمي مارادونا عام 2012، وبعدها بعدة سنوات جلب مواطنه رودولفو أروابارينا، ثم الروماني ريجيكامب.

وتعاقد أهلي دبي مع المصريين محمد صديق شحتة، والدكتور طه إسماعيل وصلاح أبو جريشة ومحسن صالح، والتشيكي ميلان، والمجري نادور هيديكوتي، والكرواتي يوريسيتش ستريشكو والروماني ايلي بلاسي، 2003-2004، والصربي ماركوف زيليكو، وألماني وينفرد شايفر، والسوداني فوزي التعايشة، والفرنسي آلان ميشيل والتونسي يوسف الزواوي، والفرنسي روبرت بوفون، والإسباني كيكي سانشيز فلوريس، والروماني كوزمين أولاريو، وفي الموسم الاخير تعاقد مع الارجنيني رودولفو أروابارينا.

ولم يختلف الوضع في الوحدة، حيث تعاقد منذ تأسيسه في السبعينيات مع كل من المصريين محمود الجوهري، وأحمد عبد الحليم، والفرنسيين بولوني وريتشارد تاردي، والهولنديين جو بونفرير وتيني ريخس، والبرازيليين تيتي ووترمان ايفو، والنمساوي جوزيف هيكسبرغر، والمكسيسكي أغيري، والسعودي سامي الجابر، والهولندي تين كات.

إنها نماذج من التسامح في ملاعب الإمارات.. وغداً نستكمل اللقطات والحكايات.

الأكثر مشاركة