«آخر الفرسان».. ملحمة درامية تقدم القيم الإنسانية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يزال الكثير من متابعي الدراما العربية، يتذكرون أحداث المسلسل البدوي «آخر الفرسان»، المستوحى من أشعار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والذي عرضته شاشة تلفزيون دبي في عام 2002، ومن انتاج العربية للإنتاج، دبي.

ويعد هذا المسلسل ملحمة درامية تقدم القيم الإنسانية النبيلة بأقصى حدودها، الفروسية، والإقدام، والتضحية، والبطولة، والحب، والوفاء، والدفاع عن الحق والتمثل به، وكلها معانٍ سامية وقيم عربية أصيلة، ظللت الحياة العربية على مد التاريخ، والتي تنتصر دائماً في المعركة الأزلية بين الخير والشر.

قصة العمل وأحداثه تدور في مكان ما في الجزيرة العربية في أواسط القرن التاسع عشر، حيث تشتهر شيماء (اللبنانية جويل بحلق) إحدى جميلات العرب وأميراتهم بشعرها وقدرتها على تحدي الشباب في صورة ألغاز شعرية محاكة ببراعة ضمن أبيات قصائدها، وقد صعب حلها على الكثيرين، إلا ابن عمها رابح (الممثل عمار شلق). وقد أحبها ابن عمها رابح وأرادها زوجة له. إلا أن شيماء لم ترض به زوجا رغم إعجابها به لإدراكها بغريزتها الأنثوية أن فروسيته لم تنضج بعد، ولم تصل إلى مستوى ما تراه في فتى أحلامها، ولم يكن خلاصها من هذا المأزق، إلا بإعلانها على الملأ أنها ستتزوج بمن يحل لغزاً في قصيدة أنشدتها على الملأ، وأعلنت بأن من يعرف جواب اللغز، سيعرف مهرها، وعليه أن يحضره خلال عام للزواج منها.

فشل رابح كما فشل الكثيرون، إلا أن بشار (الممثل رشيد عساف) ابن شيخ قبيلة أخرى كان قد سمع بجمال شيماء وسمع عن تحديها، فأتى قبيلتها وحل اللغز، وتقع شيماء بحبه، بعد أن رأت فيه صورة فتى أحلامها، كما رأته «آخر الفرسان».

لعب شعر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في هذا العمل، دور البطولة، ضمن الحبكة الدرامية، وعمق المعاني وقوة الخيال، وشكل صوراً معبرة غنية الإيحاء، فضلاً عن أن أشعار سموه جسدت ملامح الرواية وخطوطها الأساسية، والتي عكست أفكاره وآراءه والقيم العربية الأصيلة التي يحملها، ورسمت صفات الفارس العربي بشجاعته وإقدامه ونبله، حيث أكد هذا العمل ضرورة التمسك بالقيم العربية الأصيلة التي تمثل سلاحنا الأمضى في صراعنا، لإثبات وجودنا وحماية هويتنا وأصالتنا من التشويه والاندثار، في ظل ثقافة القطب الواحد، التي تحاول الهيمنة على العالم.

أحداث المسلسل تم تصويرها في دول عربية وأجنبية عدة، منها: الإمارات، سوريا، الأردن، مصر، السودان، المغرب، جنوب إفريقيا، جزر المالديف والصين، وتمت ترجمته إلى اللغة الإنجليزية، كما استخدمت فيه مجموعة من المؤثرات الفنية.

نجوم العمل

 

تضمن العمل نخبة من نجوم الدراما العربية، ومنهم السوري رشيد عساف، واللبناني عمار شلق وملكة جمال لبنان السابقة جويل بحلق، والمغربي حسن الجندي، والسودانية هالة آغا، والأردنية جولييت عواد ومواطنها نديم صوالحة وغيرهم، وتألف العمل من 22 حلقة، وتولى إخراجه نجدت إسماعيل أنزور، فيما كتب حلقاته الكاتب هاني السعدي.

Email