زايد وموقفه من المرأة

ت + ت - الحجم الطبيعي

رغم أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، قدم إلى المدينة والتحضُّر من بيئة بدوية محافظة، والبدوي يتشدّد عادة في مواقفه من المرأة ودخولها في منافسة مع الرجل في ميادين العمل؛ رغم كل ذلك، نجد الشيخ زايد ينظر إليها بأنها شقيقة الرجل وصنوه بالتطوير، وأنها معنية بالنهضة الشاملة؛ فإذا هي لم تشارك في البناء، وقبل ذلك لم تنل حظها من التعليم والتدريب، فإن الدولة خاسرة من غير شك.

لذا فإنه أكد مراراً أن حق المرأة محفوظ ولا سلطة لأحد عليها، وأن الإسلام لا يعادي المرأة وحقوقها وحريتها طالما هي تمارسهما في الحدود التي رسمها لها الدين، والمرأة نصف المجتمع، وكيف للدولة أن تبني نفسها ونصفها غارق في ظلام الجهل والتخلف والأغلال؟!

وبناء عليه، فتح لها باب التعليم وممارسة المهن ومزاولة الأنشطة التي تتناسب مع قدراتها، وتولّي الوظائف القيادية العليا، ولعل من أبرز النساء اللاتي تدربن على يد الشيخ زايد «أم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، التي قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في حقها:

ع راسنا من فوق دايم محلك

يا أم الشيوخ اللي لها قدر وحساب

زايد أبد ما مات مادام ظلك

من قال زايد مات له نقطع رقاب

وأنا مع أخواني ترانا نجلّك

وكل العرب تغليك وشيوخ وانجاب

نبغي رضاك وندّعي لك يعلّك

تحيين ما بين النواظر والأهداب

وعندما نقرأ قصيدة «ابسم» للشيخ زايد، التي يقول فيها:

إبسم عسى تبسم حياتك

يا قايد الخفرات والعين

عطاك ربي غناتك

وأصبحت سيد في المزايين

كل يوم تكبر غلاتك

وألقاك دوم بعين تزين

من بالحسن سيدي شراتك

مثلك فلا قد شافت العين

الشمس تخجل من بهاتك

والبدر لك بانواره يدين

مثل العسل منطق شفاتك

ذرب وموزون بموازين

والطيب من اصلك وذاتك

واضح ولا يحتاج تبيين

يا سيدي ما أحلى سماتك

حسن وطيب واصل ودين

نلاحظ أن الشيخ زايد عندما يتغزل في الحبيبة، يذكرها بصيغة المذكر، وهذا الأسلوب عند العرب القدامى ليس من باب تجاهل مكانة المرأة، وإنما من باب التقدير والحشمة والمحافظة عليها.

إن الشيخ زايد عندما يتغزّل في المرأة، يشير إلى مواطن النعمة في هذه المخلوقة، فالجمال نعمة والكمال نعمة، والشكر عليهما واجب.

إذاً فالشيخ زايد، رحمه الله، كان يجلّ المرأة ويحترمها، وإذا رأيت بأنه يذكر محاسنها الجسدية، فإن ذلك للوصول إلى محاسن أخلاقها والثناء على دورها في المجتمع كأم وكأخت وكعاملة وكحبيبة.

Email