الشخصيات الطموحة جداً تدرك بذكائها أن الإيمان بالله هو أول سلّم في سلالم النجاح والقيام بالنهضة الشاملة، والعبد إذا أخلص النية لله فرحاً بطاعته أحبه الله ووفقه، وفي الحديث أن الله إذا أحب عبداً نادى جبريل وقال: إن الله يحب فلاناً فأحببه، فينادي في أهل السماء: إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض فيحبه أهل الأرض.
نعم.. والإيمان بالله سبحانه فطرة عند المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، فطرة فطره الله تعالى عليها منذ أن وُلد، لذلك فإنه من المسلّمات عنده أنه لا مدبّر لهذا الكون إلا الله، ولا معطي ولا مانع ولا نافع ولا ضار إلا الله سبحانه وتعالى.
من أجل ذلك فإنه منذ اليوم الأول لتوليه مقاليد الحكم، استعان بالله سبحانه وتعالى في تحمّله مسؤولية الحكم وقال أمام شعبه: «إنني بصراحة لم أكن أرضى أو أتمنى تولّي هذه المسؤولية الجسيمة، فما الذي جعلني أقبلها؟ لقد كان إدراكي لمدى الخسائر التي كان يعاني منها الشعب هو الأمر الذي دفعني إلى قبول هذه المسؤولية، ولكن ليس هناك أية سعادة تعادل فرحة الحاكم وهو يرى أبناء بلده ينتقلون في خطى آمنة نحو المستقبل المشرق، ومن حالة العسر إلى اليسر، وإلى حالة مليئة بالخير والتقدم، وإذا كان الله عز وجل قد منّ علينا بالثروة فإن أول ما نلتزم به لرضا الله وشكره هو أن نوجّه هذه الثروة لإصلاح البلاد ولسوق الخير إلى شعبها».
وما أروع ما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في حق الشيخ زايد في قصيدته «عام زايد»:
ما هو بغصب الدين له سر يوضع
في قلب من شاف النجاه ووعاها
ودايم إلى ربه بقلبه إيتضرع
ويكسب رضا ربه وناسه رضاها
لاحظ كيف كان يفكر الشيخ زايد، وكيف كان يستشعر عظمة الله، وكيف يجعل رضا ربه هو المحور، وهذا هو ما عبّر عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أيضاً وهو يتحدث عن أمجاد زايد في قصيدته «عام زايد»، إذ قال سموه:
الدين عنده لطاعة الله يفزع
وبمنهج الإسلام نفسه شفاها
إذا سمع لآيات له قلب يخشع
ودمعه يبلِّل وجنته من بكاها
والإسلام عنده مب طقوس اتوزع
والأعمال بالنيات من لي نواها
وقال عنه سموّه في قصيدة «سيرة المجد»:
وزايد يحبّ العداله حطّ ميزاني
للعدل والظلم عنده ماله معيني
والاعتصام بكتاب الرّب سبحاني
وإلنا بقرآننا قـوّه وتحصـيني
ما كان عن طاعة الرحمن متواني
يمضي على الحق ما يخشى المضلّيني
زايد هديّه من الله وفضل واحساني
الله حبانا بزايد منه تمكيني
هذا وللحديث بقية..