يقول المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله: الشباب هو الثروة الحقيقية، وهو درع الأمة وسيفها، والسياج الذي يحميها من الطامعين.
ويقول في موقف آخر: إن علينا أن نفتح الآفاق أمام طموحهم، ونزيل العقبات والصخور من طريقهم، ونعطيهم خبرة الأجيال وعصارة الأفكار.
ـــ نعم... كان الشيخ زايد، رحمه الله، أباً رحيماً وقائداً حكيماً، يعرف ما يقوله ويفعله، وكان مخططاً كبيراً يعرف كيف يُهندس استراتيجيته في أي عمل يريد أن ينجزه من ألفه إلى يائه، وكان على يقين بأنه يحصد ثمرة تعبه وعنائه بإذن الله وتوفيقه.
ـــ لذلك فإنه يقول: «وحينما نتكلم عن الشباب ومع الشباب، يجب أن نتكلم باللغة التي يفهمونها، حتى تصل المعاني إلى عقولهم ووجدانهم، ويجب أن نتحاور معهم بروح العصر ولا نفرض عليهم رأياً أو موقفاً بغير اقتناع منهم. ولا نتصور أن هذا الجيل نسخة طبق الأصل من أجيال سابقة، فكل جيل له سماته وطبيعته وتفكيره، فما كان مقبولاً في جيل الخمسينيات مثلاً أصبح مرفوضاً في جيل الثمانينيات، وما كان مقبولاً في جيل ما قبل البترول لا يصلح مئة في المئة للجيل الحاضر».
ـــ أقول: يا سبحان الله! ما أشبه الليلة بالبارحة، فهذا هو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يقول في قصيدته «بن زايد وبن سلمان»:
العِزْ لهْ ناسِهْ وللمَجدْ مدهالْ
وصَرحْ المعالي بالمعالي يِشَيَّدْ
وكلْ وقتْ في وَقتِهْ صناديدْ وأبطالْ
واهلْ العِلاَ دايِمْ إلىَ فوقْ تِصْعَدْ
وهذا الزِّمانْ إيقودْ فرسانِهْ إرْجالْ
لِهُمْ أسامي في المحافِلْ تِرَدَّدْ
ـــ في هذه الأبيات التي ينشدها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في العام 2018 إشارة واضحة إلى أن ما يتخذه اليوم قادة الدولة، ما هو إلا امتداد لنهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي رسمه قبل عقود من الزمن، وبالاعتماد على أساليب وأدوات تتماشى مع متطلبات ما طرأ على الحياة من تغيُّر وتغيير.
ـــ وهذا النهج لعمري هو من صميم ما كان عليه الرسول، صلى الله عليه وسلم، وخلفاؤه الراشدون، فمما ورد عن الإمام علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، قوله: لا تجبروا أولادكم على أخلاقكم فإنهم خُلقوا لزمان غير زمانكم.
ـــ نعود إلى الشباب واهتمام الشيخ زايد بهم، وذلك الاهتمام يظهر بجلاء في شعره، رحمه الله، فهو الذي قال في إحدى قصائده:
يا ذا الشّباب الباني
بادر وقم بجهود
اولا تقلّد الدّلهاني
لي ما وراهم زود
وترى الرّدي والدّاني
في سعيهم منقود
شمّر الوقت إن زاني
واعمل شرى ليدود
وعسى شباب أوطاني
يحظى بمجد أوفود
ـــ هذه أبيات من قصيدة استهلها بقوله:
شطّن بي الغزلاني
لي الهن عيان سود
والسّولعي وزّاني
في امتابعه مجهود
إلى آخر ما قال. وتبدو القصيدة في بدايتها غزلية، لكنها تتحول إلى وطنية وتربوية هادفة صادرة كلماتها من قلب والد مشفق على عياله، يفكِّر في تأمين مستقبلهم وحفظهم من الوقوع في براثن الغدر؛ فرحم الله زايد الحاكم الباني والأب العطوف الحاني على الشباب والشيب من أبناء أمته، والحاني على شباب الأمة العربية والإسلامية والإنسانية.