توحيد الله عز وجل هو جلّ المقصود من خلق الله للإنس والجن، قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ).

ومن دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم: اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، إلى من تكلني إلى قريب يتجهمني أو إلى بعيد ملّكته أمري، إن لم يكن بك غضب عليّ فلا أبالي.

ـــ ويقول الشاعر الرائع عمر الخيام، الذي ذهب بعضهم إلى التشكيك في عقيدته:

يا من يحار الفهم في قدرتك

                      وتطلب النفس حِمى طاعتك

أرهقني الإثم ولكنني

                     صحوت بالآمال في رحمتك

إن لم أكن أخلصت في طاعتك

                     فإنني أطمع في رحمتك

وإنما يشفع لي أنني

                     قد عشت لا أشرك في وحدتك

ـــ وفي سورة قصيرة من القرآن الكريم لخص لنا مولانا الكريم، سبحانه وتعالى، ما يجب أن نعتقده في ذاته وأسمائه وصفاته فقال لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم: (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ* اللهُ الصَّمَدُ* لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ* وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ).

ـــ إن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، كان يعيش هذا الجوّ التوحيدي منذ أن ولد وترعرع وفتح عينيه على الحياة، ولم تكن فكرة توحيده للإمارات إلا نتيجة عمق إيمانه وحبه للخير وتأثره بفكرة توحيد الخالق وفلسفة استحضاره الوحدوية عند الإقدام على أي عمل، فالله تعالى يقول: (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتَا...) الآية رقم 22 من سورة الأنبياء.

ـــ ومن هذا القبيل أيضاً فكرة جمع المصلين في الحرم عند الكعبة أو في أي جامع كبير خلف إمام واحد يؤم المصلين، حتى لو بلغ عددهم ملايين الملايين، لماذا؟ لأن القائد لأي عمل لا بد أن يكون واحداً.

ـــ إن الشيخ زايد، رحمه الله، جسّد هذا المعنى الوحدوي الرائع في شعره فقال:

عزّ لي صوّرك باحسانك

                      فرد مالك واحد ثاني

بالجمال أو منطق لسانك

                      صوّرك من حور لجناني

هذان البيتان من قصيدة له بعنوان «برخص الغالي على شانك»، ومن يقول فيها:

مرحبا مليار بقبالك

                   يا سفر داري والاوطاني

يا سعادة من لفى دارك

                 إلّلنالي بي الوزا باني

برخص الغالي على شانك

                لا تخلّي حاليه حاني

خذنيه بالرّوف وأحسانك

              ونصفينه منك بوزاني

أسلبتني نظرة اعيانك

            وحتى نومي ذار ما جاني

هان ربّي كل من هانك

           يا بصيري ومقلت أعياني

بك والجيون بها صانك

           والمباسم ورد والواني

ـــ ويحكي المغفور له الشيخ زايد، في القصيدة عن المحبوب فيذكره بأجمل صوره، وأكمل صفاته، والحقيقة أنه بذلك يستعرض عظمة الخالق في هذا المخلوق الذي أودع فيه كل هذا الجمال والكمال.