هشام وجمانة يستأنفان الحياة والإبداع في كنف «شؤون القصر»

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تنفع الأدوية وجولات العلاج داخل الدولة وخارجها في شفاء أم هشام من مرض السرطان التي ظلت تصارعه وتقف صامدة في وجهه، متسلحة بالصبر على البلاء والإيمان بقدر الله، والأمل بالخلاص من هذا المرض الصامت الذي بقي يطاردها عدة سنوات حتى غلبها وقضى عليها بالرغم من كل محاولات العلاج منه بكل الطرق والأدوية والوصفات الطبية.

ففي عام 2010 رحلت أم هشام عن الدنيا مخلفة وراءها جمانة 6 سنوات وهشام 7 سنوات وزوجها المسن البالغ من العمر 70 عاما، بعد أن صارعت آلام سرطان المخ على مدار عدة سنوات، وتلقت العلاج في ألمانيا والإمارات على أمل الشفاء والعودة مرة أخرى إلى أطفالها ومنزلها وزوجها إلا أن الموت كان أقوى من أمنياتها.

كانت أم هشام فنانة تشكيلية مبدعة حازت على عدة جوائز من مختلف الجهات على مدار حياتها كما عملت عدة معارض في الإمارات والأردن وغيرها لتعرض رسوماتها وتبرزها من مختلف الجوانب الإنسانية والطبيعية والمعاصرة، وظلت في أوج نشاطها الفني إلى أن سرق منها السرطان ريشتها وراح يرسم باللون الأسود صورة مستقبلها الذي ملأه بالوجع والقسوة واليأس بالرغم من كل ماكانت تتحلى به من الصبر والعزيمة والدعم المعنوي الذي كانت تلقاه من محيطها طوال فترة مرضها وتنقلها بين الدول للعلاج.

بعد رحيل أم هشام، اختل توازن زوجها الذي مُني بهذا المصاب الجلل بفقدها، خاصة وأنها رحلت وتركت له طفلين صغيرين يحتاجان إلى رعاية خاصة في ظل تقدمه في السن، ومع ذلك كرس أبو هشام حياته من أجلهما، كي يشتد عودهما ويقويا على مواجهة ظروف الحياة، ووهب نفسه لهما رافضاً الزواج بامرأة أخرى، وتمكن بالتفاؤل والقناعة بقدر الله والصبر على البلاء أن يقوم بدور الأب والأم، وان يعوض طفليه حنان واهتمام أمهما ويلبي لهما بذلك جميع احتياجاتهما المعنوية والمادية.

كما استفاد أبو هشام من الدعم الخيري والإنساني الذي قدمته له مؤسسة الأوقاف وشؤون القصّر بعد وفاة زوجته، انطلاقاً من دورها في تشجيع النشاطات الخيرية وأعمال البر وبتعزيز التكافل الاجتماعي الذي من شأنه تأمين الترابط بين أفراد المجتمع وخلق جو من الرحمة والألفة بينهم، وساعدته في دمجهما في العديد من الفعاليات المجتمعية، وحرصت على إشراكهما في العديد من الدورات التعليمية والتدريبية ليزدادا تألقاً ونجاحاً وصلابة.

ومع هذا الاهتمام من الأب و «شؤون القصر» كبرت جمانة وهشام، وأصبح مستواهما الدراسي جيدا، ويطمحان بأن يصبحا أفراداً بارزين في المجتمع إلى جانب حبهما للرسم مثل أمهما.

Email