اكتشـف الريحان منذ أكثر من 7000 سـنة، والريحان نبات خفيف المحمل طيب الرائحة يستخدم كغذاء ودواء وعطر، الموطن الأصلي له الهند ويسمى بالعشبة الملكية، وسماه قدماء المصريين ((سـت أو شامو)) وفي كتاب الطب النووي لابن القيم «إنه نبت طيب الريح»، أما في الغرب فيسمونه «الآس» وعند العرب «الريحان»، وأهل العراق والشام يسمونه «الحبق»، ويعرف في اليمن بالحابي أو شجرة الرعاوز، ويسميه البعض حوك، وقالوا عنه في الغرب إنه عشب يسحب السموم من اللدغات وعض الحيوانات السامة، ويزرعه الفرنسيون في داخل منازلهم لإبعاد الذباب عنها ويكفيه تكريماً أنه ذكر في القرآن الكريم مرتين الآيــة الأولى وردت في سورة الرحمن قال تعالى:- «والحب ذو العصف والريحان» الآيــة الثانية وردت في سورة الواقعة آية 89 قال تعالى: «فَرَوْحٌ وَرَيحانٌ وجَنَّةُ نعيمْ» وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم ((من عُرض عليه ريحان، فلا يرده، فإنه طيب الريح، خفيف المحمل)) .
صفة الريحان
يوصف نبات الريحان بأنه شجيرة يصل طولها من 100 – 150 سم، وهو كثيف الأوراق، وله رائحة عطرية وأزهار بيضاء أو بنفسجية، ومن طبيعة هذا النبات تحمل ملوحة التربة بصورة عالية، كما أنه يحتاج للري بانتظام ويجب تسميده شهرياً، ويزرع الريحان طوال العام وينصح زراعياً بقص الأزهار وتقليم النبات بشدة ودائماً حتى يساعده على النمو وإذا لم يتعرض الريحان للجفاف ولم يكوِنْ بذوراً، فقد يعيش لسنوات عدة، وتبلغ أنواع الريحان أكثر من 150 نوعاً، ولكن أهمها نوعين.
أحدها: الريحان الحلو ويستخلص منه زيت طيار، لونه أبيض له رائحة عطرية ويستعمل في تحضير العطور ومعاجين الأسنان، وثانيها: الريحان الكافوري وزيته سائل أصفر، ويستعمل في الطب والصناعات الدوائية.
يحتوي الريحان على فيتامين A وفيتامين B والفلافونيدات المختلفة، وكلها مضادة للأكسدة، وتقوي الجهاز المناعي في الجسم، كما تحتوي بذور الريحان على مواد شبيهة بالمضادات الحيوية، والتي تفيد في الوقاية والتداوي من الانتانات الجلدية، وتسرع في شفاء الجروح الجلدية الصغيرة، ولذا فقد اشتملت بعض المراهم الجلدية على مستخلصات من الريحان، كما أنه فاتح للشهية، فمضغ بعض أوراق الريحان قبل وجبة الأكل يفتح الشهية، وشربه مغلياً بعد الوجبة يساعد على هضم الطعام، ويقلل الغازات والانتفاخات.
فوائد الريحان
ذكر الأطباء القدماء من فوائد الريحان الطبية أنه إذا استُـنشق حلّـل ما في الدماغ من الرطوبة الفاسدة وأخلاط الصدر، وإذا شرب ماؤه أزال اليرقان وانحباس الدم حيث كان، وإذا نثر مسحوقه على الجرح ساعد في التئامه، وإذا دلّك الجلد به في الحمام نعَّم البشرة، وأزال الأوساخ، كما أن نقيع ورق الريحان يقوي الشعر، ويمنع سقوطه وينشطه وقال ابن سينا: ينفع من البواسير، والدوار، والرعاف. يستخدم الريحان لعلاج التشنج والخفقان والرجفة، حيث تنقع زهرة الريحان بالماء المغلي لفترة ثم يؤخذ منه مقدار ملعقة وتضاف على كوب ماء ويشربه بعد كل وجبة، وتسحق بذور الريحان وتغلى ويتمضمض بها لقتل جرثومة نخر الأسنان (السوس)، وكذلك يحرق ورق الريحان ويسحق ويدهن أماكن البرص والبهاق، كما يساعد حب الريحان في علاج التهاب المسالك البولية وانحباس البول أو قلته ولعلاج ورم الحالبين.
الطب الحديث
من فوائد الريحان أنه علاج ناجع للصداع النصفي (الشقيقة)، وذلك بوضع مقدار ملعقة من مسحوق الريحان المجفف في كوب به ماء مغلي، ويترك لمدة 10 دقائق، ثم يصفى، وبعد أن يبرد تغمس قطعة قماش فيه وتوضع على الجبهة والأصداغ، أو يوضع بضع قطرات منه على قطعة قماش ويستنشق كسعوط ومن فوائده ما أوصى به خبير الأعشاب الفرنسي موريس مسيجيه من صنع شاي مُعَـد من الريحان، لإدرار المزيد من اللبن لدى الأم المرضع، وأيضاً تتناوله قبل الدورة الدموية وبعدها لتعزيز الدورة الدموية.
الريحان السنة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر)).