أحمد بو خاطر: الإنشاد وسيلتي لطرح القضايا

ت + ت - الحجم الطبيعي

في كل مجال إبداعي، تتصدر بعض الأسماء المقاعد الأولى تلقائياً، وفي مجال الإنشاد، لا يمكن لاسم المنشد أحمد بو خاطر إلا أن يتصدر المقعد الأول دائماً.

حضوره الأنيق، ولباقته في انتقاء الأناشيد، واجتهاده وحرصه على الارتقاء بنفسه وبفنه، جعلت منه ملهماً للكثيرين وكونت له قاعدة جماهيرية عريضة داخل الدولة وخارجها.

ورغم أنه لم يلهث وراء الشهرة يوماً، إلا أنها رافقته خطوة بخطوة، ليصبح واحداً من أبرز المنشدين على الساحة.

«البيان» تواصلت مع أحمد بوخاطر، الذي لم يتوقع أن يكون - يوماً ما- منشداً، إلا أن جمال صوته في الإنشاد، وإشادة أصدقائه به دفعاه لدراسة الموسيقى في محاولة لتطويعها في خدمة النشيد الإسلامي، ليتعلم المقامات الموسيقية، والعُرَب الصوتية، مُسخِّراً ذلك في فنه وأناشيده، ليتميز بروعة أدائه.

أم ووطن

أنشد بوخاطر للأم والوطن، وتغنى بإمارة الشارقة، وعزف بصوته لحناً حزيناً لفلسطين، ووظف موهبته في طرح قضايا اجتماعية مهمة، وانتقاد السلوكيات السلبية، وتوالت إبداعاته على هيئة ألبومات أبرزها «دعني» و«صمتاً» و«فارتقِ» و«حسنات» وغيرها.

وحققت ألبوماته نسبة مبيعات عالية في مختلف الدول العربية والأجنبية بالإضافة إلى ألبومي «انتصف الليل» و«القدس تنادينا» اللذين شارك فيهما مع مجموعة من المنشدين.

يشرف بوخاطر بنفسه على اختيار كلمات أناشيده، ولا يقبل إلا بتقديم الأفضل لجمهوره، ولإيمانه الكبير بأهمية دور كل فرد في التأثير الإيجابي في مجتمعه، فقد دخل مجال الفيديو كليب، ليقدم باقة إبداعية مميزة زادت إقبال الجمهور على أناشيده، بسبب الجودة العالية في الصوت والصورة، ورغم عدم تقبل البعض لفكرة الفيديو كليب.

إلا أن بوخاطر له رأي آخر، وعن ذلك قال: الإنشاد وسيلتي لطرح القضايا المهمة، ولا نستطيع أن نتجاهل دور الصورة وتأثيرها الكبير على المتلقي، وأرى أن تصوير النشيد بطريقة الفيديو كليب يساعد في رواجه داخل وخارج الوطن العربي، وأحرص على تقديم صورة راقية تليق بالمُشاهد في كل أعمالي.

لفتت الأعمال المصورة لبوخاطر الأنظار، وأبرزها فيديو كليب نشيد «زوجتي» الذي لاقى رواجاً كبيراً رغم عدم وجود موسيقى في النشيد، وبعده توالت الإبداعات، إذ قدم بوخاطر كليب «يتيم» الذي ظهر فيه التطور في تقنية الصورة المرئية بشكل واضح.

كما طرح أخيراً فيديو كليب نشيد «فاظفر بها»، الذي قدم فيه صورة الزوجة المستقبلية بشكل وقور، ورسالة مجتمعية هادفة خاطب فيها الأهالي وحثهم على تسهيل الزواج على الشباب وعدم المبالغة في المهور، لافتاً إلى أن الظفر بذات الدين هو سر السعادة في الحياة الزوجية، وهذه الرسائل المجتمعية رسخت حضور الإنشاد كفن ملهم، ووسعت مفهوم الفن الراقي، وأكدت قدرته في الوصول للجمهور.

مواكبة

ومواكبة للتقنيات الحديثة، اتجه بوخاطر في الفترة الخيرة لإطلاق أناشيد منفردة «سنغل» وعن ذلك قال: لم يعد سوق الألبومات رائجاً كالسابق، ولم يعد الجمهور يقتني الألبومات، كما أن «السنغل» هو الخيار الأنسب في هذه الفترة في عهد «السوشال ميديا»، الذي يساهم في توصيل الأعمال للجمهور بشكل سريع.

وعلى خلاف غيره، يرفض بوخاطر إدخال الآلات الموسيقية باختلافها على أناشيده، مراعياً الحدود الفاصلة بين الأغنية والنشيد. وفي كل مجال يرتقي بالإنسان، نجد بوخاطر حاضراً، فدعمه للمنشدين الجدد واضح وجلي من خلال تواجده في البرامج التي تدعم المواهب الإنشادية، ومشاركاته في المهرجانات والفعاليات المختلفة، ما زاد وعي الشباب بأهمية هذا الفن وتأثيره في المجتمع، وفي الارتقاء بالنفس وبالأخلاق وبالقيم.

بالإنجليزية

لم يقتصر إنشاد بو خاطر على اللغة العربية، بل قدم أناشيد بالإنجليزية، وعن ذلك قال: لدي الكثير من الأصدقاء غير العرب، وشعرتُ برغبتهم في معرفة مضمون الفن الذي أقدمه، وهو ما دعاني للتفكير بالإنشاد بالإنجليزية، وهذه الخطوة أضافت لي الكثير.

وساهمت في تعريف الأجانب بقيم ديننا الحنيف، وحرصت على التعاون مع طاقم كامل من الخبراء بالفن الانجليزي لمساعدتي على دراسة الألحان الغربية، وفي أماكن التصوير التي تتفق مع طبيعة أعمالي، رغبةً مني في إعطاء المتلقي الأجنبي حقه كاملاً.

كلمة جميلة، ومضمون هادف، ورسالة راقية، هذا ما يحمله الإنشاد بين ثناياه، ليكون البديل الصحي للسمعيات الرديئة، والخيار الأنسب الذي يمزج بين الترفيه والمتعة وبين تعزيز القيم الإيجابية وترسيخها في النفوس.

وفي سماء هذا الفن الهادف، تألق المنشدون كنجوم وأقمار، ليصدحوا بأصواتهم في فضاءات روحانية مملوءة على آخرها بالإبداع، ويحلِّقوا في عوالم الإيجابية والسعادة، ويتهادوا على وقع الحب والخير والسلام، معانقين الوطن، وتاركين على جبين كل أمٍّ قبلة امتنان وتقدير.

 

Email