بين الغناء والإنشاد، وبراعته في كلا الجانبين، لم يكن اختيار الإنشاد قراراً صعباً على المنشد والفنان المغربي عبد السلام الحسني، الذي حقق نجاحات كبيرة في الغناء والتلحين، واقتنص العديد من الجوائز فيهما، ليتجه بكامل إرادته حيث أخذه قلبه، وسبقته إرادته إلى عوالم الإنشاد.
في قرية صغيرة ضواحي مدينة فاس بالمغرب، ولد المنشد عبد السلام الحسني، وسط مجتمع محافظ، تحيطه القيم الدينية من كل جانب، وتتردد بين ثناياه أصداء الغناء الروحي، وساهم احتكاكه ووجوده وسط حفظة القرآن الكريم، وعمالقة الغناء الروحي، في تعزيز حب الإنشاد والفن الهادف في داخله، ورغم ذلك، فقد كانت بدايات الحسني من الفن، إذ بدأ مشواره الفني مبكراً كمطرب وملحن مع إحدى الفرق المسرحية، ليتألق غناءً وتمثيلاً في مسرحيات ناجحة، ما لفت الأنظار إليه، ليتم اختياره بعد ذلك للغناء في بعض المسلسلات المغربية الناجحة، ما أهَّله للمشاركة في مهرجانات محلية ودولية عدة، مثَّل من خلالها بلده المغرب مرتين في مهرجان الموسيقى العربية بمصر.
نقطة تحوُّل
وفي خِضَمّ ذلك، كان عبد السلام يحاول البحث عن ذاته الفنية وروحه الإبداعية، وبعد النجاحات والجوائز التي حققها، بدأ يخطو نحو تحقيق حلمه كمطرب، إلا أن تحوُّلاً هاماً حدث خلال تلك الفترة دفعه لاختيار الإنشاد عن قناعة، ليبدأ منذ عام 2000 بالتفرغ للإنشاد الروحي، متجهاً لهذا الفن بكامل إرادته ورغبته، ليقدم الأدعية والموشحات التي صافحت الجمهور، ورسخت حضوره كمنشد صاحب رسالة هادفة، محققاً نجاحات لا تقل عن نظيرتها التي حققها في الغناء في وقت سابق.
كانت أولى إنتاجات الحسني في عوالم الفن الهادف عبارة عن 40 دعاءً مصوراً في رمضان عام 2000، قدمها لصالح إحدى القنوات المصرية، كما شارك في إنشاد حلقات برنامج «الطريق إلى الله» وأحيا العديد من الحفلات الدينية في آسيا وأوروبا وأفريقيا وأميركا، وبدأت ألبوماته الإنشادية تتهادى واحداً تلو الآخر، ليشهد عام 2003 طرح ألبوم حمل عنوان «نسيم»، الذي يعد أحد أبرز الأعمال وأنجحها على ساحة الإنشاد، ولاقى تفاعلاً جميلاً من الجمهور، لا سيما أنه قام بتصوير 3 أناشيد منه على طريقة الفيديو كليب، وهي «السلام عليك» و«نسيم» و«يا رب صل على محمد»، كما أصدر ألبوماته التي ضمت أناشيد متميزة من حيث اختيار الكلمات والمضامين، وأبرزها «أمان» و«البردة».
مهرجانات
ولم تتوقف إبداعات الحسني عند حدود الألبومات، بل كانت له مشاركات كثيرة في مهرجانات ثقافية وفنية عدة داخل وخارج المغرب، أحيا من خلالها حفلات متميزة في دول الخليج العربي وإندونيسيا وماليزيا.
نشأة عبد السلام الحسني المحافظة وسط بيئة شغوفة بالإنشاد والغناء الروحي، ساعدته في إنتاج أسلوبه الخاص، الذي يجمع بين جمال الكلمات وسلاستها، وعمق المضامين وتنوعها، كما ظهر ذكاؤه الفني بشكل لافت، ليحصد العديد من الجوائز، وتمتاز أعماله بروحها العصرية الحديثة، التي تخاطب مختلف العقول والثقافات، وتتسم بقدرتها الكبيرة على الإثراء الروحاني وتعزيز العاطفة الدينية في النفوس.
وقد تمكنت الكلمة الهادفة من قلب الحسني، فأحبها وتمازج معها حتى صدح بها بصوته، فخرجت من حنجرته معانقةً عقول وأرواح المستمعين الذين استقبلوه بكل الحب، وفتحوا آذانهم لاستقبال إبداعاته. وإلى جانب الجمهور، نجح الحسني في إقناع النقاد بصوته وإمكاناته، ليستحسنوا أداءه مؤكدين براعته وحرفيته في تطويع صوته بأفضل صورة في تقديم الرسالة بالشكل المطلوب.
ألبومات
40
دعاءً مصوراً كانت بداية انطلاق عبد السلام الحسني في طريقه نحو الإنشاد، ليلفت الجمهور والنقاد إلى جمال صوته وتميزه.
2000
شهد انطلاقة عبد السلام الحسني في عالم الإنشاد الذي اختاره بكامل إرادته رغم تحقيقه لنجاحات كبيرة في الغناء والتلحين.
2003
شهد إطلاق الحسني لألبومه الإنشادي الأول بعنوان «نسيم»، ويعد من أبرز الأعمال وأنجحها على ساحة الإنشاد.