حين يتربع حب الوطن على عرش القلوب، يصبح توصيل رسائل الحب له مهمة سهلة، ومع المنشد العراقي حقي الحيالي، تهادى الصوت الجميل في خدمة هذا الهدف، وتمازج مع الإحساس بمسؤولية الفرد تجاه وطنه ومجتمعه، فجاءت الرسالة كبيرة بأهميتها، راقية بأهدافها.
منذ نعومة أظفاره، برزت موهبة حقي الحيالي الصوتية بشكل واضح، وساهمت نشأته في بيئة محافظة ذات طابع ديني في تعزيز حب الإنشاد في نفسه، والتزامه بهذا الفن الهادف، لينجح من خلاله في توصيل رسائل روحانية عالية القيمة والجودة.
عناق الوطن
ولأن جرح الوطن عميق، لم يتوقف الحيالي عن تضميد جراحه، فصدح بصوته بأجمل الأغنيات التي عانقت الوطن، وقبلت جبينه واحتضنته في ضعفه، ليعود معافى بين أنشودة وأخرى، فمع «جنة يا وطن» و«محلاها بلادي» وغيرهما، حلَّق الحيالي في سماء الفن الجميل، ليخفف جرح العراق، ويطبطب على أبنائه، ليحكي من خلال أغنياته وأناشيده حكايات شوق وحنين.
وفي حب الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ــ تغنى حقي الحيالي، وتهادت مشاعره بأجمل صورة، فوصلت إلى قلوب الجمهور دون استئذان. وفي عوالم مكارم الأخلاق جال في جميع الاتجاهات، منادياً بتعزيز القيم الإيجابية، متخذاً من الإنشاد سلاحاً لخدمة هذا الهدف، وحاثاً على الأخلاق الكريمة والفضائل، ليصل إلى الآباء والأمهات، ويساندهم في أداء المهمة، حاملاً على عاتقه مسؤولية مجتمعية كبيرة، كما طالب في أناشيده بالابتعاد على الرذائل، ليأخذ بأيدي الشباب إلى بر الأمان.
جماهيرية
بدايات الحيالي كانت مع فرقة الأحبة للنشيد الإسلامي، التي انطلق من خلالها ليصدح في سماء الإنشاد، وبدأ صوته يتسلل لقلوب الجمهور وأسماعهم، وفي عام 2009 انطلق كطير محلق في فضاء برنامج «منشد الشارقة»، ليمثل بلده العراق في هذه المسابقة المهمة على مستوى الوطن العربي، لتتضاعف جماهيريته ويحصد شعبية واسعة في بلده العراق، وفي البلدان الأخرى.
مواويل وأناشيد متميزة قدمها الحيالي في البرنامج، وتنوع لافت أكد على موهبته الصوتية الكبيرة، وقدراته العالية، وبراعته في التنقل بين الطبقات بحرفية وتمكن شديدين، ما جعله سفير الأنشودة العراقية بالنسبة للكثيرين، لا سيما أنه لا يتوانى عن الغناء لوطنه الجريح.
حقي الحيالي يتعامل مع النشيد كوسيلة من وسائل الدعوة إلى الله، ليتقن اختيار الكلمات والمضامين الهادفة، لا سيما أن الفن الهادف هو البديل الناجح عن الأغنيات الهابطة والسمعيات الرديئة التي انتشرت. ولإيمانه بتأثير النشيد في نفوس المستمعين، فقد سخَّر الحيالي صوته لتوصيل ما يدعو إليه، وصاغ قضاياه في قوالب إنشادية جميلة، ليقدمها بأجمل صورة، كما منح الكثير من وقته لهذا الفن، وتواصل مع الجمهور في المحافل الإنشادية المهمة، فوصل إلى قلبه بكل طواعية.
عناوين جميلة حملتها أناشيد حقي الحيالي، ومن أبرزها «قدوتنا نبينا» و«الأرض جنة» و«عندي لأجل فراقكم آلام» و«هام القلب» و«مولانا» و«سلوا قلبي» وغيرها.
أصالة وعراقة
وفي أعماله، يصر حقي الحيالي على الأصالة، لتأتي أناشيده ذات طابع أصيل، تراوح بين التراث والعراقة بكل أناقة، راويةً قصص فراق وغربة وحنين، رغم أنها تُغنى على أرض الوطن. ولا تتوقف طموحات حقي الحيالي للحظة، إذ يسعى من خلال شغفه بالإنشاد لتقديم أعمال قوية ذات أهداف إنسانية ومجتمعية وقيمية عالية.
وللصدى الجميل الذي أحدثه، والتأثير اللافت الذي تركه على برنامج «منشد الشارقة» وفي قلوب الجمهور، شارك حقي الحيالي في الدورة التاسعة من البرنامج، وأطل على الجمهور عبر هذا المسرح الذي احتضنه يوماً، وزاد شعبيته وحضوره في أرجاء الوطن العربي، وحلَّ ضيفاً عزيزاً عليه ليحيي سهرة التتويج للبرنامج عام 2016.
ألبومات
2009
شهد مشاركة حقي الحيالي في برنامج «منشد الشارقة»، ونجاحه في الوصول إلى قلوب الجمهور في أرجاء الوطن العربي.
72000
متابعة على «يوتيوب» لأنشودة «يا دار ما صنعت بك الأيام» التي تتسم بنبرة حزن طاغية.
2016
حل فيه الحيالي ضيفاً على برنامج «منشد الشارقة» في موسمه التاسع، وأحيا سهرة التتويج.