عماد رامي.. عملاق الفن الهادف

في ربوع الإنشاد وجد نفسه بذرةً زُرعت في أرض خصبة، فارتوت عروقه من ينابيع الفن الهادف، وكبر في عالم لا يغيب عنه الإنشاد، وفضاء تتخلله الألحان العذبة من كل حدب وصوب، فدرس الموسيقى والنغم في المعهد الموسيقي بدمشق، وشدا بصوته فلاقى تشجيعاً ودعماً من المحيطين به، لتمتلئ ذاكرته بإرث فني إبداعي كبير، أثرى مسيرته وثبت قدميه كمنشد صاحب بصمة مميزة.

هو المنشد السوري عماد رامي، الذي امتاز بجمال صوته واتساع مساحته، وموهبته في الإنشاد والتلحين، وبراعته في انتقاء الكلمات المميزة، القادرة على ترك صدى قوي في النفوس، لتؤثر بشكل كبير على المستمعين، وتضيف الكثير لعالم النشيد الإسلامي.

ارتقاء

خطوات عماد رامي الواثقة في مجال الإنشاد، أضافت الكثير له، فبعد أن نمت موهبته وتطورت، وتمرس وأجاد، سعى للارتقاء بهذا الفن الراقي، في محاولة جادة لإثبات وجوده كفن راقٍ وهادف يسمو بالنفس البشرية ويغذيها بمضامينه الغنية، ليجعل منه بديلاً عن السمعيات الرديئة، فنجح في تحقيق قفزة نوعية، من خلال تقديم لون فني جديد تمتزج فيه الكلمات الجميلة الهادفة بألحان راقية، ما جعل الكثيرين ينظرون له كمجدد لفن النشيد الديني، لاسيما أنه ترك بصمة لا يمكن أن تمحى، وأعطى النشيد الإسلامي طابعاً خاصاً وشخصية متفردة.

ولاقت مساعي عماد رامي وجهوده في مجال الإنشاد ترحيباً من قبل الكثيرين، الذين أدركوا قيمة رسالته، ليستقبلوا صوته وإبداعاته بشغف كبير.

ومع ألبومه الأول ثم الثاني والثالث، بدأ صوت عماد رامي يلفت الأسماع والأنظار، معلناً حضوره المتميز على الساحة، وفارضاً وجوده بقوة، ليتلقف الجمهور أعماله بلهفة، وتصبح أناشيده زاد الأسرة اليومي.

معانٍ وقيم

تغنى عماد رامي بالمعاني السامية، ونادى بالقيم العالية، فوجد آذناً صاغية من الأسر كبيرها وصغيرها. وبالحديث عن أعماله، فقد قدم عماد باقات يانعة كثيرة، حملت عناوين جميلة وملفتة، وأبرزها «هام قلبي» و»إله الكون» و»محمد نبينا» و»يا رسول الله شفاعة» و»إخلاص» و»أسماء الله الحسنى» و»داعي السلام» و»أباهي الدنيا بإسلامي» و»هكذا وصى محمد» و»أعبدك ربي» و»من القلب» و»طعم الضياء» وغيرها.

وإلى جانب القيم التي تغنى بها، والروحانية العالية التي طغت على أناشيده، إلا أن الأغنيات الوطنية كان لها نصيب كبير من اهتمامه، إذ غنى للأقصى «لبيك أقصانا» و»الأقصى ينادينا»، كم تألق بألبومه «وطنيات» و»سامحيني»، و»تغير إحساسي» وغيرها.

فيديو كليب

ولرغبته في توصيل رسائله الهادفة بشتى السبل، اتجه عماد رامي إلى تصوير الفيديو كليب، فكان من أوائل من أدخل الكليبات إلى عالم الإنشاد، فقدم قرابة الـ 30 فيديو كليب في أواخر التسعينيات، كما عاد لتقديم كليبات أخرى، أبرزها «استيقظي يا أمتي» في 2007، و»يقولون طفل» في 2011.

ولم يغِب نجم عماد رامي عن الحفلات والمهرجانات الإنشادية المهمة، فأحيا الكثير من الأمسيات في سوريا، وكانت حفلاته تلقى تفاعلاً جماهيرياً كبيراً، ولم يقتصر حضوره على بلده فقط، بل امتد ليشمل عدة بلدان عربية، إذ دُعي إلى لبنان أكثر من مرة لإحياء حفلات إنشادية، كما زار الأردن والسعودية ومصر والجزائر، وتواصل مع جماهيره الكبيرة هناك من خلال أمسيات متميزة أنشد فيها أجمل أعماله، ولاقت حفاوة بالغة.

كما فاح عبير عماد رامي في الولايات المتحدة الأميركية، وفي المملكة المتحدة، ليقدم فيهما حفلات جميلة، تفاعل معها جمهوره هناك بشكل رائع.

وتلقى ألبومات عماد رامي إقبالاً متميزاً، لجودتها العالية، ومضامينها الإيجابية، والصبغة الروحانية العالية، ما جعله من أبرز المنشدين على الساحة العربية، ببريق لا ينطفئ بمرور السنوات.

ألبومات

30

فيديو كليب قدمها عماد رامي في أواخر التسعينيات، ليستمر بعد ذلك في تقديم كليبات أخرى، وكان من أوائل من أدخل الكليبات إلى عالم النشيد.

1991

أصدر فيه عماد رامي ألبومه الأول، وحمل عنوان «هام قلبي» ولاقى تفاعلاً جميلاً من الجمهور.

1998

أطلق فيه عماد ألبومه الثامن «أباهي الدنيا بإسلامي»، وعكست أناشيد الألبوم قدراته الصوتية الرائعة.

الأكثر مشاركة