يُعد جامع أم الطبول الأشهر والأوسع بين مساجد بغداد، ويقع عند مدخل الطريق الرئيس المؤدي إلى مطار بغداد الدولي، وتبلغ مساحته حوالي 15000 متر مربع ويستوعب نحو 1500 مصلٍ، وقد اكتمل بناؤه عام 1968. واطلق عليه اسم أم الطبول نسبة إلى الأرض التي شيد عليها، والتي كانت تحمل الاسم نفسه منذ عهد الملكية، وكانت ساحة لتدريب أفراد الجيش على الرماية، مكانها خارج بغداد وقتذاك، وعند التدريب تقرع الطبول في البداية والنهاية، ومنها كان الاسم.

وكان مجلس الوزراء العراقي بجلسته أول سبتمبر عام 1963 قد خوّل وزير البلديات يومئذ، الحاج محمود شيت بخطاب صلاحية إعداد التصاميم وعرضها على مجلس الوزراء وتأليف لجنة برئاسة وزير البلديات وممثل عن وزارة الدفاع والإسكان والصحة والتربية والتعليم والأوقاف للإشراف على التنفيذ، على أن تتحمل وزارة الأوقاف نفقات المشروع. واستقدم المهندس عبد السلام أحمد، وكيل الإدارة العامة بالأقسام الهندسية في وزارة الأوقاف المصرية، لتصميم المسجد على غرار جامع صلاح الدين في القاهرة، وبشكل أوسع، ورسم خرائطه الفنان ارشام جورج، ووضع حجر الأساس يوم 16 يوليو 1964، وافتتح في 20 سبتمبر عام 1978، بتكلفة بلغت 700 ألف دينار عراقي.

ويقول الشيخ مهدي الصميدعي رئيس هيئة إفتاء أهل السنة التي تتخذ من الجامع مقراً لها، إن أقوى الروايات الخاصة بتحمل نفقة البناء هي التي تقول ان من قام بتحمل تكلفة بناء المسجد هي والدة أو زوجة رائد المقام العراقي محمد القبانجي. وقد أخذ الجامع دوره في إنارة طريق الناس وتقديم الفتاوى على مختلف الأصعدة، فوظيفته هي توحيد صفوف المسلمين في العراق ودرء الفتنة.

ويشير الصميدعي إلى أن الجامع يستقبل السياح الأجانب والباحثين بالإضافة للمصلين، إذ زار المسجد قبل فترة وفد اندونيسي وآخر من مصر إلى جانب وفود من دول أوروبية للاطلاع على فن العمارة الإسلامية الحديثة وكتابة البحوث عنه.

بصمات الخطاط

ويرتفع حرم الجامع عن سطح الأرض قرابة متر ونصف وله سلم عريض من الرخام الأبيض وأمام الباب «طارمة» تزينها الأعمدة الرخامية والثريات الفاخرة وقد كتب على الحجر آيات من سورة ياسين، بينما كتب داخل الحرم آيات من سورة الرحمن وآية الكرسي وهي بخط الخطاط المبدع المرحوم هاشم محمد البغدادي سنة 1388 هجرية.

وحرم المسجد فهو مستطيل ويبلغ طوله حوالي 100 متر وعرضه حوالي 50 متراً ويتوسط المسجد 98 عموداً من الرخام الأبيض النادر وبين الأعمدة علقت الثريات الفخمة وفي السقف نقوش وكتابات بديعة نقشت بأيادي عمال مصريين ماهرين في هذا الفن.

خدمات متنوعة

وللحرم محراب بديع كما أن فيه منبراً من الصاج الفاخر صنع في مصر، وفي الطابق الأعلى يوجد مصلى للنساء وغرف وقاعات عديدة وكبيرة وهناك مصلى صيفي خلف الحرم وغرف للإمام والخطيب وفيه ثلاثة أبواب خارجية، ويوجد فوق الباب الرئيس منارتان كبيرتان طول الواحدة منها 40 متراً. وتوجد قبة فوق المسجد مبنية بالرخام الأبيض وبجانب القبة الكبيرة آخريان صغيرتان وخلف الحرم خصص مكان للوضوء والمرافق وفي غربي الجامع جهزت ثلاثة بيوت لمـوظفي الجامع.

سياح وباحثون

يستقبل الجامع السياح الأجانب والباحثين بالإضافة للمصلين، إذ زار المسجد قبل فترة وفد اندونيسي وآخر من مصر إلى جانب وفود من دول أوروبية للاطلاع على فن العمارة الإسلامية الحديثة وكتابة البحوث عنه.