تدور الكرة، وتجري، لتقدم أرضيةً رياضية، وترفيهية، لعشاقها حول العالم. ومن هنا يمكن أن نصرح بأن تأثير حمى كأس جول ريميه لم يكن رياضيا فحسب، بل هو إلهام أودى بفتاة لرسمِ أجمل اللوحات الفنية للنجوم الرياضيين، باستخدام الكرة كأداةٍ أو ريشةٍ للرسم. وعلى شفير الأحداث الأخرى، مازالت «عضة» سواريز تتصدر مقاطع الفيديو والألعاب. لدرجة ابتكار تقنية «لخط العض»، لحل المشكلة. أما أخبار المشجعين هذه المرة تبوحُ بتعرضهم لسيل من السخرية، من قبلِ كلبٍ دُمية.

«خط العض»

وافقت «فيفا»، وهي الهيئة التي تدير لعبة كرة القدم عالمياً، على المضي في تنفيذ تقنية «خط العض» أو «بي إل تي» لجميع المباريات المستقبلية التي يشارك فيها لاعب الأوروغواي لويس سواريز، بسيرته المهنية الحافلة بالعضات التي استهدفت أكثر من لاعب خصم، على امتداد مسيرته الكروية.

وكما لاحظ جمهور نهائيات كأس العالم لكرة القدم لهذا العام، فقد تمت مساعدة الحكام وإسعافهم بتقنيات مستحدثة، كتقنية خط المرمى، والرغوة التي تتلاشى سريعا. لذلك من الآن فصاعدا، وبتطويع التكنولوجيا الحديثة، كلّما لعب مهاجم الأوروغواي على الميدان، سيرتدي حكم المباراة ساعة خاصة تشير على الفور إلى سلوكه، سواءً تصرف ككلب هائج، أو كطفل مشوش في أول يوم له في روضة الأطفال. وصرح متحدث باسم فيفا بأنه وفقا للنظام الأساسي للعبة، يعتبر سواريز مساءلاً عن عضته، فقط، في حال تركت أسنانه أثراً على جلد الضحية، وفي أعقاب ذلك فإن له حق الإنكار بشدة لقيامه بأي سلوك خاطئ. مضيفاً إن هذه التكنولوجيا ستتيح للحكام التعرف على العضة، التي ترادف عقاباً بإشهار بطاقة حمراء

ولتقريب الصورة على تلك التقنية التي هي في الواقع ضربٌ من الهزل، فإنه عند تنشيط «خط العض» من قبل أي لاعب، يعاقب بالحظر من اللعب لمدة قصيرة، ثم عند معاودته للعب الكرة، بسلوك منضبط وجيد للغاية، تقريباً لبضعة أشهر، يمكن للجميع حينها نسيان أمر أفعاله البربرية في حق منافسه. ولقد تم تصميم تكنولوجيا «بي إل تي» لتبديد احتمال وقوع «عضات المفترس» المثيرة للجدل. ومن المؤمل أن تساهم التقنية في التقليل بشكل كبير من مواقف المؤيدين لسواريز، وبشكل غير مقنع بتاتاً، سواءً من جانب وسائل الإعلام في الأوروغواي، أو اتحاد كرة القدم. يُذكر أنه كانت هناك بعض الانتقادات للتقنية الأخيرة..

دارت معظمها، وبشكل أساسي، حول مسألة إطلاق مثل هذا الاسم اللافت عليها. ولكن عفواً، أليس من المنوط بهذه التقنية تمهيد الطريق لبث تطورات جديدة، بما في ذلك تقنية إعادة الفيديو، والحكام السايبورغ «نصف الآليين». النسخة المتحركة من عضة سواريز «تومو نيوز»، المنتجة لأسخف الفيديوهات «الإخبارية»، أكملت سلسلتها الأخيرة لمقاطع الفيديو باستثمار موضوع «عضة» سواريز كموضوع رئيسي.

البايتمان

بالتأكيد، جميعُنا مستعد لإدانة لاعب الأوروغواي لويس سواريز، على سلوكه الأخير في مباراة منتخبه ضد إيطاليا، بعد عضّه لأحد لاعبي الفريق الخصم، ولكن هل حاول أيُّكم أن يضع نفسه مكانه، ويعض شخصاَ آخر عمداً.

الفرصة متاحة لك الآن بعد أن ابتكر أحد العباقرة لعبة الـ «بايتمان»، أو «بطل العض»، وهي محاكاة للعبة الباك مان المعروفة. ليكون بطل هواية العض في اللعبة سواريز عينُه، وتكون النقاط في اللعبة على هيئة جورجيو كيليني، وهو الضحية الأخيرة لسوابق سواريز في العض خلال الكأس. ولإكمال إطار اللعبة، هنالك أيضا حكام يمسكون ببطاقات حمراء.

جنون

تضمّنت أشرطة فيديو بثت على الانترنت الكثير من الجنون الذي لا يتطلب سوى الجلوس والاستمتاع بالمشاهدة، وكان من بين اللحظات التي فضلها بعض المتابعين لأخبار تومو،على سبيل المثال: عض سواريز لضحيته الإيطالي في هيكله العظمي. وتصوير أسنان سواريز الأمامية بحجم كبير، ومن ثم قدرته على سحب عدد من الطائرات الكبيرة عبر العشب، وبأسنانه لاغير. وبطبيعة الحال، مشهد ضرب ممثل للفيفا على رسغ سواريز، والذي ربما يمثل وقائع معاقبته بكل دقة.