طالب إعلاميو مونديال روسيا 2018، الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، بسحب فوري لنهائيات كأس العالم 2022 من قطر. وأكد إعلاميون لـ «البيان الرياضي»، أن الدوحة غير قادرة على استيعاب جماهير المونديال التي يقدر عددها بـ 3 ملايين. وتساءلوا عن قدرات قطر لتوفير فنادق يقيم بها هذا العدد الكبير من الضيوف خلال شهر واحد. كما تساءل آخرون عن مدى استعداد الدوحة لقبول الجماهير بثقافاتهم وتقاليدهم المختلفة، والتي تتعارض مع نمط الحياة بها.

وناشد صحافيو مونديال روسيا 2018 «فيفا»، التدخل السريع، معتبرين أن تنظيم بطولة كبرى في حجم كأس العالم، لا تقتصر على بناء الملاعب فقط، وإنما استيعاب الجماهير بثقافتهم المختلفة مع سلوكات المجتمع القطري. ونصح الإعلاميون «فيفا»، بمنح تنظيم مونديال 2022 إلى الثلاثي الفائز ببطولة 2026: أميركا وكندا والمكسيك، باعتباره جاهز لاحتضان المونديال، ناهيك أن الولايات المتحدة الأميركية نظمت المونديال عام 1994.

رفض برازيلي

وقال المعلق الرياضي الشهير في البرازيل دوس سانتوس جورج لويس، الذي يشتغل مع قناة غلوبو: أستغرب منح «فيفا» مونديال 2022 إلى دولة صغيرة بحجم قطر، إني أنتظر معجزة بحق!، كيف لمدينة واحدة أن تنجح في احتضان المونديال؟، أعتقد أن التحدي مستحيل على الدوحة. لا أراها قادرة على استقبال مليوني مشجع على الأقل خلال شهر واحد. أنا أتساءل حقاً، أين ستقيم حشود الجماهير؟، وهل يوجد في الدوحة الفضاءات العامة من ساحات وشوارع ومقاهٍ تستوعب الجماهير؟، وهل ستسمح لهم بالسهر والرقص على طريقتهم، وحسب ثقافتهم المختلفة عن دول الخليج؟، وماذا عن اللباس، هل ستدخل قطر في الحريات الخاصة للمشجعين، وتجبرهم على لباس معين؟.

وأكد جورج لويس، أن قطر ستفشل في تنظيم المونديال، وستحصل كارثة رياضية، لو قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم رفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 48، حيث سيتضاعف عدد الجماهير، وتعجز الدوحة عن استيعابها.

ترحيب

من جانبه، رحب الصحافي الأميركي مارك ستيفن، باحتضان بلاده مونديال 2022 بدلاً من قطر، وقال: الولايات المتحدة جاهزة لتنظيم البطولة العالمية غداً، الملاعب متوفرة بالعدد الكافي، وسبق لها أن استقبلت العالم في نهائيات كأس العالم 1994 بنجاح كبير. موضحاً أن الولايات المتحدة الأميركية، انتقدت «فيفا» في عهد بلاتر مباشرة، بعد منح الدوحة شرف تنظيم مونديال 2022، وأكدت أنه من المستحيل على مدينة صغيرة، احتضان 3 ملايين مشجع في ذات الوقت.

وأوضح ستيفن، أن المونديال بطولة الدول الكبرى، مثل البرازيل وروسيا، مشيراً إلى أن المغرب ذات المساحة الأكبر من قطر، فشلت في الفوز باحتضان البطولة، فكيف لقطر أن تنجح.

ودعا الأسرة الرياضية والكروية، إلى التوحد بعد نهاية مونديال روسيا 2018، والضغط على «فيفا» لمراجعة قراره، وسحب البطولة من قطر.

قلق

من جهته، طالب الصحافي الدنماركي هنريك ايركسون، الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، الضغط على «فيفا» لسحب مونديال 2022 من قطر، متوقعاً فشلاً ذريعاً لو منح إياها. وقال: كيف تقبل أوروبا إيقاف دورياتها القوية: البريمرليغ والليغا والبندسليغا والكالتشيو والدوري الفرنسي، لمنح قطر فرصة تنظيم كأس العالم خلال ديسمبر بدلاً من يونيو.

ويرى ايركسون أن التوقيت غير مناسب للكرة الأوروبية، ويضر بها، وبالتالي، على الاتحاد القاري أن يعجل بعد نهاية مونديال روسيا 2018، بفتح ملف قطر 2022 من جديد، ويرمي بكل ثقله من أجله نقله إلى الولايات المتحدة الأميركية وكندا والمكسيك. وتساءل الصحافي الأرميني، تستريان هاسك، عن مدى استعداد قطر لقبول الجماهير اللاتينية مثلاً، المعروفة بـ «مجونها» وصخبها في الشوارع، والحال أن الدوحة خالفت لوائح حقوق الإنسان مع العمال في كواليس ملاعب مونديال 2022.

معارضة

بدورها، أكدت الصحافية الكاميرونية نغو نولا فريدة، العاملة بموقع «الكاميرون الرياضي»، أن تغطيتها لمونديال روسيا، جعلتها تتساءل عن قدرة قطر على احتضان مونديال 2022، وقالت: إذا كانت روسيا البلد العملاق بمدنه الكبيرة، اكتظ بالجماهير، والفنادق كلها محجوزة، فكيف لمدينة واحدة أن تستوعب ملايين المشجعين. وتابعت: حقيقة أن أشكك في قدرة الدوحة على توفير غرف في الفنادق للعدد الكامل من الضيوف. وأشارت فريدة إلى أن المونديال تطور خلال الدورات الأخيرة، وبات مهرجاناً رياضياً يتوزع على مدن عديدة في دولة واحدة، مثلما كان حال البرازيل 2014، أو روسيا هذه الأيام.

حلول

من جهته، قال الإعلامي اللبناني بلال نصور، إن الدوحة ستواجه مشكلة كبيرة في احتضان الجماهير خلال مونديال 2022، ودعاها إلى إيجاد حلول عاجلة، وذلك ببحث إمكانية إقامة عدد من الضيوف في إحدى الدول المجاورة. في حين، حذر الصحافي الصيني، زاهو زمينغ، من حصول كارثة إنسانية في قطر 2022، حيث يرى أن وجود 3 ملايين شخص في مدينة صغيرة، سيؤدي إلى فوضى وتدافع، خاصة قرب الملاعب. وأشار إلى أن قطر تعتقد أن النجاح في تنظيم كأس العالم، رهين بناء ملاعب فخمة، وفاتها أن العرس الكروي العالمي أكبر من ذلك، إذ يتطلب عدداً قياسياً من الفنادق لاحتضان 32 منتخباً، وما بين 2 و3 ملايين مشجع.

وتساءل زمينغ عن الموقع المخصص للجماهير، هل سيكون في وسط المدينة أم قرب الملاعب، وأكد أن قطر ستواجه صعوبات كبيرة، لأنها كدولة، أصغر من مدينة روسية واحدة من المدن الـ 11 المضيفة لمونديال 2018.

حيرة

وأبدت الجماهير المونديالية في موسكو، مخاوفها من النسخة المقبلة في قطر، حيث أكد عدد من المتحدثين لـ «البيان الرياضي»، في غمرة الأجواء الرائعة في الساحة الحمراء: عشنا في البرازيل 2014 لحظات رائعة، واليوم نحن نعيش مهرجاناً في موسكو، ولكننا نجهل مصيرنا في قطر 2022. نحن متخوفون من قدرتها على توفير الظروف الملائمة للمنتخبات والأعداد الكبيرة من المشجعين. وطالب مشجعون، الاتحاد الدولي لكرة القدم، عدم المغامرة بمنح الدوحة شرف تنظيم المونديال، وسحبه منها مباشرة بعد مونديال روسيا.