الإعلام العالمي يناقش: لماذا يعد "كوب28" استثنائياً؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

يحظى مؤتمر "كوب28" باهتمام عالمي كبير حيث تتصدر مناقشات المؤتمر وسائل الإعلام في أنحاء العالم، وطرحت قضايا رئيسية وإشكالية متعلقة بالتمويل والاستثمار في المناخ، وأسباب الأهمية المحورية لـ"كوب28".

وكتب ديفيد جيليس في صحيفة "نيويورك تايمز" إن جهود مكافحة التغير المناخي يتوقف على حجم وطبيعة التمويل، وليس من المبالغة القول إن الإجابات على هذه الأسئلة ستساعد في تحديد مصير الكوكب.

وطرحت نيويورك تايمز" عدداً من الأسئلة المحورية: ما هو حجم رأس المال المتاح لمساعدة البلدان النامية على التحول إلى الطاقة المتجددة والتعامل مع الظروف المناخية القاسية؟ ومن أين سيأتي هذا الاستثمار؟ والأهم من ذلك، ما هي أنواع أسعار الفائدة التي سيفرضها المقرضون؟

وتطرقت الصحيفة إلى تردد أصحاب الأموال في العالم بالاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة وهي على رأس أولويات أجندة "كوب28". وفي الولايات المتحدة، يدفع ارتفاع أسعار الفائدة الشركات الكبرى إلى إلغاء خططها لمشاريع ضخمة للطاقة المتجددة. ولكن الانقطاع حاد بشكل خاص في العالم النامي، وخاصة في أفريقيا، حيث لا يحصل كثير من الناس على الكهرباء إلا بقدر ضئيل أو لا يحصلون عليها على الإطلاق.

وتسفر الجهود التي تبذلها البنوك المركزية لترويض التضخم عن معدلات مرتفعة بشكل خاص في أفريقيا.

لماذا كوب28 استثنائي؟

في السياق، كتب بيتر برينجامان، مدير أخبار المناخ في وكالة أسوشيتد برس، مقالاً في واشنطن بوست، حول الأسباب التي تجعل مؤتمر "كوب 28" مهماً.

واستهل برينجامان مقاله بإجابة مطولة وهادئة لسؤال: "لماذا يجب أن أهتم؟"

ويجادل الكاتب في نقد التشاؤم الذي ينبع من أن التعهدات المناخية ليست ملزمة ويمكن أن تتهرب منها بعض الدول، لكن رغم ذلك، يؤكد برينجامان في "واشنطن بوست" أن تعهد الدول في "منتدى عام" على شكل كوب28 حتى لو لم يكن ملزماً، فإنه يتيح عدة أدوات للمتابعة والضغط إعلامياً أو عبر منظمات مهتمة بالمناخ والبيئة، فضلاً عن خلق منافسة دولية للالتزام بالتعهدات المناخية، وعليه فإن مثل هذه التعهدات لن تكون ممكنة بدون "كوب28".

كما أن المعايير المناخية، وعلى رأسها أن لا يتجاوز ارتفاع الحرارة 1.5 درجة مئوية، تشكل مرجعية بيئية واقتصادية حتى لو لم تلتزم بها شركات بشكل فوري لها مصالح متعارضة مع التحول إلى الطاقة المتجددة.

ويعود الكاتب بالذاكرة إلى الوراء، حين كانت مناقشة فكرة "صندوق الخسائر والأضرار" على هامش فعاليات المناخ ولا تحظى باهتمام. أما اليوم فقد باتت في قلب المناقشات ضمن "كوب28"، لذلك فإن تحديد كيفية التحدث عن شيء ما يصبح جزءاً مهماً من آلية الإنجاز.

بشكل عام، تسير البشرية على طريق أفضل بكثير في ظل هذه الفعاليات الدولية الكبيرة. وفي حين أن العديد من العوامل ساهمت في خفض منحنى الانبعاثات - التقدم التكنولوجي، والقوانين البيئية في العديد من البلدان، والتحرك نحو السيارات الكهربائية، من بين أمور أخرى - فإن جهود الأمم المتحدة ستساعد في خفض الانبعاثات.

وأضاف أنه حتى لو لم يكن أي مما سبق مقنعاً للبعض، فإن الواقع هو أنه لا توجد حاليًا طريقة أخرى للعالم لمعالجة تغير المناخ بشكل جماعي. ويتساءل الكاتب: فكر في مدى صعوبة اتفاق شخصين على أي شيء. ماذا عن 200 دولة؟

كما تمنح "كوب28" كل دولة في العالم، سواء كانت غنية أو فقيرة، كبيرة أو صغيرة، مقعدًا على الطاولة لمناقشة كيفية تأثير تغير المناخ عليها وكيف تعتقد أن العالم يجب أن يواجهه.

ما هو مؤتمر الأطراف 28؟

بدورها، كتبت راشيل راميريز في "سي إن إن" أن أول مؤتمر أطراف عقد في برلين عام 1995. ومنذ ذلك الحين، تجتمع الدول الأعضاء بشأن تغير المناخ كل عام تقريبًا.

لقد مرت ثماني سنوات منذ اتفاق باريس، ومع ذلك لم يحرز العالم أي تقدم يذكر في خفض تلوث المناخ، والفرصة "تضيق بسرعة" للقيام بذلك. لذا، فإنه خلال "كوب28" المرة الأولى التي تدخل فيها الدول إلى غرف المفاوضات بتحليل يوضح مدى جدية خروجها عن المسار الصحيح فيما يتعلق بأهدافها المناخية.

وقالت ميلاني روبنسون، مديرة برنامج المناخ العالمي في معهد الموارد العالمية، لشبكة سي إن إن: "إن ذلك يخبرنا بوضوح أن العالم ليس على المسار الصحيح لتحقيق أهدافنا المناخية العالمية.. لكنه يقدم أيضًا مخططًا ملموسًا مثيرًا للاهتمام حقًا وجبلًا من الأدلة حول كيفية إنجاز المهمة، لذلك يجب أن يكون بمثابة دعوة للاستيقاظ لما يتعين علينا القيام به ولكن مع خريطة طريق واضحة".

 

 

Email