دمج ممارسات الصحة والسلامة والبيئة لضمان سلامة عمليات إدارة النفايات واستدامتها

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الوقت الذي يجابه فيه العالم تحديات ضخمة في مجال إدارة النفايات، كثيراً ما يتم إغفال أهمية ممارسات الصحة والسلامة والبيئة، وما لها من دور فاعل في هذا القطاع الحيوي الذي يركز على أولوية إعادة التدوير ومكبات النفايات وعمليات تحويل النفايات إلى طاقة. إلا أن تلك الجوانب يجب أن تدعمها المعرفة الواضحة بدور ممارسات الصحة والسلامة والبيئة في ضمان استدامة البيئة وسلامة طواقم العمل على المدى الطويل. 

ينطبق ذلك على الصعيدين المحلي والعالمي على حد سواء، إذ يشهد العالم كل عام وقوع آلاف الحوادث الناجمة عن ممارسات العمل غير الآمنة في قطاع إدارة النفايات، والتي تؤثر في المقام الأول على عمال النفايات الذين يمثلون الخط الأول للتعامل مع النفايات الخطرة وفرزها والتخلص منها. ولا تقتصر تلك المخاطر على صحة البشر فقط، فهي تشكل تهديداَ حقيقياَ لسلامة البيئة في المنطقة بأكملها، ومن شأن تطبيق بروتوكولات السلامة غير الكافية أو التخلص من النفايات بشكل غير ملائم أن يؤديا إلى عواقب غير محمودة، كتلوث الهواء والمياه والتربة على سبيل المثال لا الحصر.

أما على المستوى المحلي، فتشهد مبادرات الاستدامة في دولة الإمارات زيادة في الكمّ والأهمية، لتمنح الأولوية لممارسات الصحة والسلامة والبيئة وتعتبرها عنصراً جوهرياً في عمليات إدارة النفايات. ولهذا، تكرّس الشركات المختصة بإدارة النفايات جهودها لتطبيق معايير السلامة الصارمة وضمان توافق عملياتها التشغيلية مع أفضل الممارسات الدولية، بما يضمن حماية العاملين ويؤكد على المساعي لتخفيض أثر النفايات على البيئة.

ومن بين الجهود المبذولة في هذا الخصوص، إطلاق برامج السلوكيات الآمنة التي اكتسبت مكانة بارزة في القطاع بفضل تشجيعها المتعهدين والموظفين على حماية سلامتهم بشكل استباقي، وبخاصة عند التعامل مع النفايات الخطرة. كما تركّز هذه البرامج كذلك على أهمية المسؤولية الشخصية، وأظهرت أيضاً فعالية ملموسة في تخفيض عدد الحوادث في أماكن العمل. 

وفي هذا السياق، كانت مجموعة تدوير واحدة من الجهات الرائدة التي حرصت على إطلاق تلك المبادرات خلال الأسابيع الماضية، إذ قدمت الدورات التدريبية للتعريف بطرق إنقاذ الأرواح وأطلقت مبادرات التوعية بالمخاطر المؤسسية وإدارة استمرارية الأعمال – وكل ذلك بهدف التصدي للمخاطر المحتملة والتأكيد على ضرورة تطبيق التدابير الاستباقية للسلامة. 

وبالطبع، لا تتحقق الفعالية المرجوة من ممارسات الصحة والسلامة والبيئة دون توسعها لتشمل الجمهور، ما يعني أن توعية المجتمع بالممارسات الآمنة للتخلص من النفايات أمر ضروري وعامل حاسم في الحدّ من المخاطر البيئية. وفي هذا الصدد، تتعاون مؤسسات إدارة النفايات بشكل مستمر مع السلطات المحلية والمجتمعات لضمان التخلص المسؤول من النفايات الخطرة وغير الخطرة، وذلك عبر برامج توعية الجمهور تجاه تلك المخاطر، وتعريفهم بالخطوات الآمنة التي تقلل من المخاطر وتحافظ على سلامتهم. 

يأتي دمج معايير الصحة والسلامة والبيئة في صميم عمليات إدارة النفايات ليذكّرنا بأن ممارسات الاستدامة لا تقتصر فقط على إعادة التدوير وتقليل النفايات، بل تتمحور حول سلامة العاملين في القطاع وحماية النظم البيئية من التأثيرات السلبية، كما تنسجم مع التزام دولة الإمارات تجاه الاقتصاد الدائري. 

Email