البنية التحتية المتكاملة لإعادة التدوير: خطوة أساسية نحو استدامة عالمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يشكل تطوير بنية تحتية فعّالة لإدارة النفايات عنصراً أساسياً لمواجهة أزمة النفايات في جميع أنحاء العالم. لذا، فإن سوء إدارة النفايات وعدم وجود أنظمة فعالة لإدارتها والتخلص منها يؤدي إلى تزايد النفايات في المكبّات أو حرقها. ومع ذلك، يمكننا البدء في معالجة هذه المسألة وخلق مساحة لحلول فعالة لإدارة النفايات من خلال الاستثمار في البنية التحتية المناسبة لإدارة النفايات التي تشجع التدوير والشمول والاستدامة المالية كأولوية قصوى. من هذا المنطلق، تسهم التقنيات المتطورة بشكل كبير في تعزيز كفاءة البنية التحتية المخصصة لإعادة التدوير، مما يقلل من الأثر السلبي على البيئة ويساهم في تحسين إدارة النفايات بفعالية.

تُعدّ الحلول المبتكرة مثل آلات استرداد العبوات والتقنيات الرقمية وسائل فعّالة تدعم رفع معدلات إعادة التدوير وتقليص النفايات التي تصل إلى المكبات، فهي تشجع على إعادة التدوير من خلال تقديم حوافز تشجع الأفراد على المشاركة في تبني هذه الممارسات. فقد أظهرت دراسة حديثة أن 60% من المشاركين وجدوا في الحوافز دافعًا حقيقيًا لهم للقيام بإجراءات إعادة التدوير، مما شجعهم على البحث واكتساب المعرفة حول هذه الممارسات.

وفي هذا السياق، تشير التقديرات إلى أن المستهلكين حول العالم يستهلكون 1.4 تريليون عبوة مشروبات سنوياً، ويكاد يكون مصير معظم هذه العبوات هو النفايات ما لم تتم إعادة تدويرها. وهنا تتجلى أهمية دور آلات استرداد العبوات التي تقوم بدور ريادي في مواجهة هذا التحدي، إذ تمنع وصول هذه العبوات إلى المكبات. وبفضل قابلية نقل هذه الأجهزة الفريدة وإمكانية وضعها في أماكن سهلة الوصول إليها، مثل مواقف الحافلات والجامعات ومراكز التسوق، تصبح عملية إعادة التدوير ممكنة ليستطيع أفراد المجتمع من تنفيذها بسهولة ويسر.

وعلى الصعيد العالمي، حققت هذه الآلات نجاحًا باهرًا، حيث سجلت دول مثل النرويج معدل إعادة تدوير بلغ 97% للعبوات البلاستيكية، بينما تشهد دولة الإمارات جهودًا مماثلة تقودها مجموعة تدوير، التي تسعى إلى الاستفادة من التقنيات المبتكرة في مجال إعادة التدوير. وفي إطار هذه الجهود، قامت المجموعة بتوزيع 25 آلة لاسترداد العبوات في أنحاء أبوظبي، بما في ذلك آلات حديثة تم وضعها مؤخرًا في جامعة الإمارات العربية المتحدة في العين. إذ تتكامل الآلات المبتكرة مع تطبيق "مكافآت تدوير" الذي يتيح للمستخدمين الحصول على نقاط المكافآت مقابل إيداع المواد القابلة لإعادة التدوير في هذه الأجهزة - وهو ما يعزز الاقتصاد الدائري ويشجع أفراد المجتمع، وبالأخص فئة الشباب واليافعين، على تبني السلوكيات المستدامة.

ولا يفوتنا الإشارة إلى دور هذه المبادرات في تسليط الضوء على أهمية التعاون بين قطاعي التعليم والبنية التحتية في دفع عجلة الاستدامة، من خلال غرس ثقافة تقليل الاستهلاك وإعادة الاستخدام وإعادة التدوير لدى الأطفال منذ سن مبكرة، إذ تعتبر هذه الجهود جزءًا أساسيًا من المساعي المستمرة لحماية البيئة وتعزيز الممارسات المسؤولة في إدارة النفايات.

Email