أكدت قيادات ورواد في صناعة الإعلام أن الدورة الحالية للكونغرس العالمي للإعلام فرصة لتبادل الخبرات والأفكار بين صناع الإعلام في العالم.

وذلك عبر الجلسات النقاشية والأجنحة الخاصة بالمؤسسات الصحفية والرقمية، والتي تعرض آليات لصياغة الإعلام، خصوصاً لما يشهده القطاع من متغيرات تتعلق بالذكاء الاصطناعي، وكيفية تطويع هذه الأدوات لخدمة الرسالة الإعلامية. 

وتحدثوا في تصريحات لـ«البيان» عن أهمية دور الإعلام في نقل الصورة الصحيحة والرسائل الواضحة حول التحديات، التي يواجهها العالم، خصوصاً فيما يتعلق بالقضايا المناخية والبيئية، حيث يأتي انعقاد الدورة الثانية للكونغرس قبيل استضافة الدولة لمؤتمر الأطراف «COP28» في مدينة إكسبو دبي في 30 نوفمبر الجاري. 

الذكاء الاصطناعي

وقال عبدالله الشرهان، مدير الإبداع والهوية المؤسسية في مدينة الشارقة للإعلام: إن «من المهم مشاركة أفضل الممارسات في الإعلام، كما أن النسخة الجارية مفيدة للمؤسسات الإعلامية، خصوصاً الحكومية منها، للاطلاع على تقنيات الذكاء الاصطناعي وكيفية تطويعها في بيئة العمل». 

وحول العلاقة الوطيدة بين الإعلام والتقدم التقني والتكنولوجي أوضح الشرهان أن «مدنية الشارقة للإعلام تستقطب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ورسالتنا هي دعم هذه المشاريع بأعلى المعايير وأقل التكاليف ومساعدتها في الانخراط في سوق العمل بكفاءة».

ولفت الشرهان إلى أن «مدينة الشارقة للإعلام أطلقت منصة «أبدع»، التي تهدف إلى تصميم المحتوى المرئي والصور التوضيحية، بالإضافة إلى التغطيات الإعلامية»، مشيراً إلى إطلاق المرحلة الثانية من «أبدع»، والمدعومة بالذكاء الاصطناعي، خلال النسخة الجارية للكونغرس، للاستفادة منها على مستوى المؤسسات الحكومية في الدولة، بعدما لاقت مرحلتها الأولى نجاحاً كبيراً على مستوى حكومة الشارقة.

كما أشار إلى أن «الذكاء الاصطناعي أداة إبداعية، ولا نستطيع القول إنه بديل للموظف كما يشاع، بل إن توظيفه بالشكل الصحيح يوفر الوقت والجهد على الموظف والمؤسسة، بالإضافة إلى إمكانية تحصيل موارد غير متاحة على الإنترنت يستطيع صنعها وتصميمها بواسطة أدوات الذكاء الاصطناعي المتقدمة».

مواكبة المتغيرات 

بدوره أكد حسين المناعي، نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين الإماراتية، أن «الكونغرس منصة لتبادل الأفكار والممارسات الإعلامية على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، ولا شك في أن هذا التلاقي مهم من أجل صياغة مستقبل الإعلام في ظل المتغيرات التي يشهدها العالم»، مضيفاً:

إن «جمعية الصحفيين تعمل على تطور مهارات منتسبيها ومواكبة المتغيرات، من خلال الدورات التدريبية وورش العمل، التي تحرص الجمعية على تنفيذها على مدار العام، وتمكينهم بكفاءة في تخصصاتهم، لما فيه خدمة الرسالة الإعلامية لدولة الإمارات، خصوصاً فيما يتعلق بالبيئة والاستدامة والتحديات المناخية». 

التحولات الرقمية 

من جهته قال حسام إبراهيم، المدير التنفيذي لمركز المستقبل للأبحاث والدراسات: إن «المركز حرص على توسيع مساحة مشاركته في النسخة الحالية للكونغرس، وهي المشاركة الثانية على التوالي، حيث يعد منتدى لصناعة الإعلام والاهتمام بالتطورات المرتبطة به، في ظل التغيرات الحاصلة على مستوى الذكاء الاصطناعي، وتصاعد دور وسائل التواصل الاجتماعي، إذ تعد النسخة الحالية مهمة للغاية، وتواكب انطلاقة cop28».

وأوضح إبراهيم أن «المركز لديه وحدة ترصد التحولات التكنولوجية، وهي معنية بدراسة التحولات المتعلقة بالتكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي، وتأثير ذلك على الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وقد أصدر المركز مطبوعات تتعلق بالقضايا المرتبطة بتغير المناخ والاستدامة.

بالإضافة إلى إطلاق سلسلة تحت مسمى «حوارات المستقبل» على هامش فعاليات الكونغرس، تستضيف الشخصيات المؤثرة، وآلية التواصل مع الإعلام الدولي، وكيفية صناعة تأثير إعلامي عربي خارجي».