قدّمت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي مشروعاً حول مكافحة مرض الملاريا، وذلك خلال فعاليات مؤتمر الأطراف «كوب 28» المنعقد حالياً في مدينة إكسبو دبي، يعتمد على توظيف إمكانيات الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات المتعلقة بطبيعة المناخ والأحوال الجوية التي تسهم في انتشار المرض، ومن ثم تحديد بؤر التفشي وإرسال معلومات دقيقة إلى السلطات الصحية المختصة لاتخاذ الإجراءات العلاجية اللازمة.

وقال البروفيسور عبدالمطلب صديق أستاذ في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي والقائم على المشروع: نعمل على خطة لمكافحة مرض الملاريا منذ 9 أشهر، حيث نقوم بجمع المعلومات من مصادر مختلفة كبيانات الطقس ودرجة الحرارة والرطوبة والرياح، إضافة إلى جمع صور الأقمار الصناعية المتعلقة بالسحب، والتنبؤ بهطول الأمطار ودرجات الحرارة، إذ تمكنا عملية جمع المعلومات وتحليلها باستخدام خوارزميات تعلم الآلة، بالتنبؤ بمدى تفشي الملاريا، ومشيراً إلى تطوير الخوارزميات الخاصة بالمشروع في مختبرات الجامعة لكي تساعد على رصد المواقع الجغرافية التي تتفشى بها الملاريا ومن ثم الحصول على معلومات دقيقة في هذا الشأن.

ولفت إلى أن الجزء الثاني من المشروع عبارة عن التقاط صورة مجهرية للتعرف على مرض الملاريا من خلال عينات تأخذ من مناطق مختلفة خصوصاً الريفية لمعرفة نوعها ومدى خطورته، إضافة إلى تصميم تطبيق يحتوي على كافة المعلومات المتعلقة بنوع الملاريا ومستوى شدتها، وترسل هذه المعلومات إلى السلطات الصحية لاتخاذ الإجراءات اللازمة.

ويشكل مرض الملاريا خطورة على الصحة العامة، حيث يتسبب في وفاة حوالي نصف مليون فرد سنوياً، وفق إحصائيات الأمم المتحدة، لذا يشكل تحدياً كبيراً للدول النامية، خاصة في قارة أفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى والتي تشهد أعلى معدلات لانتشاره والذي يصاب بها نحو 90 % من سكان هذه المنطقة، كما تشهد بعض المناطق في جنوب شرق آسيا وأمريكا الجنوبية أيضاً انتشاراً ملحوظاً.

وتقوم الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية بجمع بيانات دقيقة حول انتشار الملاريا وأثرها الصحي على مستوى العالم، ووفقاً للتقارير الأخيرة فإن هناك زيادة في حالات تفشي المرض، خصوصاً في ظل التحديات المتزايدة المتعلقة بتغير المناخ والهجرة السكانية.