قال سونيل سوريش، نائب الرئيس الدولي للشؤون الاستراتيجية في شركة «كابيلاري تكنولوجيز» (Capillary Technologies) المتخصصة في برمجيات تحليلات البيانات الضخمة والحلول السحابية إن توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في المواقع الإلكترونية والإعلانات الرقمية يؤدي إلى زيادة المبيعات بنسب تتراوح ما بين 30 إلى 50%، مؤكداً أن الإمارات في وضع مثالي للاستفادة من تلك الفرص بفضل نمو وانتشار التجارة الإلكترونية وسهولة تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في الدولة، الذي سيرسم مستقبل صناعة الإعلانات الرقمية خلال الفترة المقبلة.

وأضاف سوريش في تصريحات خاصة لـ «البيان الاقتصادي»: إن من الواضح أن الذكاء الاصطناعي يعتبر واحداً من الاتجاهات الأبرز التي يتوقع لها أن تؤثر على نحو كبير على الاقتصاد بشكل عام، حيث من المتوقع أن يشكل عاملاً داعماً للاقتصاد الإماراتي بنسبة 14% تقريباً بحلول العام 2030. وفي حين يسجل الذكاء الاصطناعي نمواً سنوياً بنسبة 25 إلى 35%، فإن استخدام الذكاء الاصطناعي في استراتيجيات التسويق الإلكتروني لا يزال محدود نسبياً.

وأضاف: «أصبح المستهلكون يلمسون أثر الذكاء الاصطناعي في حياتهم اليومية، سواء من خلال هواتفهم المحمولة أو منصات البيع الإلكترونية مثل أمازون. كما يشكل الذكاء الاصطناعي أيضاً جزءاً لا يتجزأ من الإعلانات الرقمية في العديد من الشبكات الإلكترونية الرائدة. وهناك حاجة ملحة لشركات البيع بالتجزئة والأعمال الاستهلاكية الأخرى للاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي عبر مختلف أنشطتها بما في ذلك التسويق».

ثلاث مزايا

وأشار سوريش إلى وجود ثلاث مزايا رئيسية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في التسويق، وهي إضفاء الطابع الشخصي من خلال إظهار منتجات وعروض تلبي رغبات المستهلكين، مما يدفعهم للشراء على نحو أكثر. حيث إن التخصيص يجعل عملية التسوق أكثر سهولة أمام المستهلكين، وتوفير توصيات الشراء، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي الاطلاع على السلوك الشرائي للمستهلك وربطه مع البيانات الضخمة لجميع المستهلكين الآخرين، ومن ثم تقديم منتجات مقترحة تناسب تفضيلات المستهلك، ما يسهّل عليه عملية إيجاد المنتجات التي تهمه والقيام بشرائها، بالإضافة إلى أتمتة الحملات الإعلانية وإيصال الرسائل الإعلانية ذات الصلة في الوقت المناسب وعبر القناة المناسبة. وهذا يجعل الإعلانات مفيدة للمستهلك بدلاً من أن تكون مصدر إزعاج بالنسبة له. ومن شأن ذلك أن يحقق معدلات استجابة قوية.

أصول رقمية

وحول سبل تحويل البيانات الضخمة إلى أصول ذات قيمة في الشركات وتوظيف تلك البيانات بالصورة المثلى، قال سوريش: «معظم شركات البيع بالتجزئة تمتلك كميات هائلة من البيانات، التي لا تستفيد منها للأسف. الأمر أشبه بجلوسها على صندوق مغلق من الذهب دون أن تمتلك المفتاح لفتحه.

ولكن هناك أشياء عدة يتوجب على هذه الشركات القيام بها للاستفادة من قيمة هذه البيانات، من بينها تثبيت أنظمة متكاملة يمكنها التحدث إلى بعضها البعض، والاستثمار في إنشاء سجل، يمكن من خلاله الجمع بين نقاط البيانات المتعددة، بحيث يمكن فيما بعد توظيفها بطريقة فعّالة، والاستثمار في أدوات التحليل الذكية، لكي تتمكن من الحصول على رؤى معمقة ذات صلة في الوقت المناسب عن المستهلكين والنشاط التجاري، بالإضافة إلى استخدام بيانات المستهلكين بفعالية لإضفاء طابع شخصي على العلاقة بين العلامة التجارية والمستهلكين ولتصميم منتجات وبرامج تسويقية مخصصة».

مجالات الاستخدام

وأضاف سوريش إن هناك تطبيقات عدة للبيانات الضخمة، يتضمن بعضها توفير رؤى معمقة حول النشاط التجاري، وأي من المتاجر تبلي بلاءً حسناً، والأسباب وراء الأداء المعين لكل متجر من المتاجر، والمنتجات الأكثر مبيعاً، ونوعية المستهلكين وغيرها الكثير. كما يمكن أيضاً استخدام البيانات الضخمة في تصميم برامج ولاء شخصية وبرامج تفاعلية لإدارة علاقات العملاء CRM.

ويمكن للتحليلات الفورية التي توفرها البيانات الضخمة أن تساعد على اتخاذ قرارات أكثر استنارة فيما يتعلق بالأعمال التجارية، بما في ذلك الشراء، وتسويق البضائع وإدارة المخزون. وبالطبع، يمكن للبيانات الضخمة أيضاً أن تشكل أساساً لعملية نشر فعّالة لتقنيات الذكاء الاصطناعي.

تأثيرات

وحول التأثيرات المحتملة لتوظيف البيانات والتحليلات التنبؤية على مستقبل التجارة في الإمارات والمنطقة عموماً، أفاد سوريش: «يتوقع المستهلكون اليوم أن تكون تجارب التسوق ميسرة وذات طابع شخصي. فهم يرون ذلك في كل شيء تقريباً وفي جميع الأوقات، إذ يمكنهم طلب سيارة أجرة بضغط زر فقط أو الحصول على محتوى شخصي على نت فليكس مثلاً وغيرها الكثير من التجارب الأخرى. وهذه التوقعات ذاتها تنطبق على جميع تفاعلاتهم.

وخلال التسوق، يتوقعون أن يكون هناك اتصال سلس بين القنوات الإلكترونية والتقليدية. كما يبدون استغرابهم في حال عدم قيام الشركات بإظهار إعلانات لهم حول المنتجات التي تناسب تفضيلاتهم. وسيكافئ المستهلكون على نحو متزايد الشركات التي توفر لهم تجارب شخصية وميسرة. ويمكن للشركات التي تقوم بذلك أن تتوقع نمواً قوياً لأعمالها بمعدل أعلى بنسبة 30 إلى 50% مما تشهده الآن».

وتقوم كابيلاري في الوقت الراهن بإدارة نشاطات التواصل مع المتسوقين ومبادرات الولاء وتحليل البيانات لنحو 400 علامة تجارية مشهورة عالمياً من بينها بيتزا هوت، والفطيم، وكي اف سي، وول مارت، وستاربكس، وسامسونغ، ومادورا جارمنتس، وكورتس.

كما يعمل برنامج الولاء الخاص بـ «كابيلاري» على تحديد العملاء الأوفياء للعلامة التجارية، ومكافئتهم بالعروض المناسبة في الوقت المناسب وعبر القنوات المناسبة، بما يساعد العلامة على الاحتفاظ بعملائها بما ينعكس إيجاباً على المبيعات وقيمة العلامة على المدى الطويل.