كلوب هاوس" هو تطبيق جديد يشبه إلى حدّ كبير البث الصوتي المباشر ، ويتيح لمستخدميه مشاركة أفكارهم وقصصهم ، وبناء صداقات ضمن مجموعات للدردشة حول العالم. كل ذلك يتم باستعمال مقاطع صوتية بدلا من المنشورات النصيّة أو المرئية.
وشهد التطبيق خلال الأيام الماضية إقبالا متزايدا، إذ تشير الأنباء إلى أن المنصة تستقطب مليوني مستخدم كل أسبوع.
وتأتي الزيادة المفاجئة في الإقبال على التطبيق، إثر انخراط مؤسس شركة "تسلا" ، وأحد عمالقة وادي السيليكون ، في نقاش مطول مع الرئيس التنفيذي لتطبيق "روبن هود" فلاد تينيف.
وقد جرى ذلك عبر غرفة دردشة في منصة "كلوب هاوس"،بحسب ما ذكرته عدة مواقع أمريكية مختصة في التكنولوجيا.
وسبق أن دعم ماسك تطبيق "سيغنال" وحضّ متابعيه على استخدامه قبل أن يشجّعهم على استخدام "كلوب هاوس".
كما نجح التطبيق الصوتي في استقطاب روّاد مواقع التواصل الاجتماعي العرب ولأن الشبان يسعون إلى اختبار كل جديد، سجل العديد منهم أسماءهم على التطبيق ، لعلهم يظفرون بحساب عليه.
في حين لا يزال آخرون ينتظرون دعوة من شخص قريب، أو غريب للانضمام لـ "كلوب هوس".
فما سرّ كل هذا الاهتمام بالتطبيق؟ وكيف يعمل؟ وما مزاياه وسلبياته؟
تطبيق نخبوي أم تجربة جديدة؟"
تبلورت فكرة إنشاء تطبيق "كلوب هاوس" في ذهن مؤسسيه "بول دافيسون" و"روهان سيث"، مع بداية تفشّي جائحة كورونا ، واتجاه الكثيرين للعمل من المنزل.
تم طرح النسخة الأولى من التطبيق في ربيع 2020. وبدا كأنه ينافس تطبيق "زوم" المخصّص لإجراء مُكالمات الفيديو عبر الإنترنت.
غير أن تطبيق "كلوب هاوس" يعتمد أساسا على الصوت، إذ يجمع بين المحادثات الحيّة ، والمقابلات الجماعيّة ، وتجربة الاستماع إلى بودكاست podcast.
وهذا ما يجعله أيضا مختلفا عن باقي المنصات كفيسبوك ، ماسنجر ، أو سناب شات.
يُوصف التطبيق بـ"النخبوي"، إذ أنه محكوم بخاصية واحدة لاستقبال المشتركين.
ناهيك على أن استخدامه في البداية، اقتصر على الشخصيات المهمّة ، مثل المشاهير ، والمثقفين ورجال الأعمال.
طريقة الانضمام
الاشتراك في التطبيق يتطلّب تلقي دعوة، وكل عضو جديد يحقّ له دعوة شخصين فقط، ومن يرغب بالانضمام من دون دعوة عليه أن ينتظر وصول دوره ضمن قائمة انتظار طويلة.
تشبه غرفة المحادثة الاتصال الجماعي تماما، حيث يتحدث بعض الأشخاص فيما يستمع الآخرون. وعند انتهاء المحادثة، يتم إغلاق الغرفة.
رغم أن المحادثات تختفي عند إنهاء المحادثة فإنه يمكن للمستخدمين تسجيلها.
يمكن للمستخدمين الاستماع إلى المحادثات والمقابلات والمناقشات بين الأشخاص المثيرين للاهتمام حول مواضيع مختلفة، فالعملية تُشبه الاستماع إلى بودكاست podcast، ولكن مع طبقة إضافية من الخصوصية.
استضافت المنصّة الصوتيّة حتّى الآن نخبة وادي السيليكون الأمريكي مثل إيلون ماسك ومارك زوكربيرج.
ولاستخدام "كلوب هاوس" يتعين عليك الحصول على دعوة من عضو داخل التطبيق ، أو التسجيل عبر الموقع الرسمي وانتظار دورك.
ويجب عليك أن تستخدم رقم هاتفك للتسجيل.
وبرّرت الشركة المطوّرة استخدام تلك الخاصية لقبول المشتركين بأنها "تفضل النمو البطيء والمدروس على الزيادة السريعة في قاعدة المستخدمين".
ولكن يبدو أن خاصية الدعوات المسبقة ساهمت في زيادة شعبية التطبيق ، وجعلته مرغوبا.
وقد أعلن القائمون على تطوير التطبيق، عزمهم فتح التطبيق أمام الجميع.
وحتى الآن يتوفر التطبيق بشكل حصري لمستخدمي أجهزة نظام iOS (آبل). ولا يعرف بعد موعد إدراجه على أندرويد.
كيف يعمل؟
وبمجرد الحصول على حساب، يسمح التطبيق للمستخدم بتحديد المواضيع التي تهمه سواء كانت سياسية، اجتماعية، أو ترفيهية.
كلما قدمت معلومات عن هواياتك، كلما زادت المجموعات أو الغرف الافتراضية التي ينصحك التطبيق بمتابعتها، وفق وكالة الأنباء الفرنسية.
تشبه تلك الغرف الافتراضية الاجتماعات المغلقة أو الندوات المفتوحة. ويمكنك إنشاء غرفتك الخاصة ، أو الانضمام إلى حوار عام ، والاستماع إليه مباشرة.
وإذا أردت عرض رأيك، فارفع يدك، والأمر متروك للمشرفين على النقاش. فقد يسمحون لك بالحديث ، أو يقدمونك كمتحدث رئيسي، في حال كانت لديك معلومات مثيرة.
وقد تحظى أيضا بفرصة لمناقشة شخصيات هامة. كما يقوم التفاعل عبر التطبيق بشكل كبير على وجود شخصيات بهويات معروفة وحقيقية.
ومن أسباب رواج التطبيق هو هامش الحرية التي يوفرها لمستخدميها لنقاش مواضيع مختلفة دون رقابة أو قيود خلافا لفيسبوك الذي أعلن عن نيته الحد من المحتوى السياسي على منصته.
ومن مزايا التطبيق أيضا أن المشاركات الصوتية لا تحفظ، وتختفي بخروج المشارك من الندوة الافتراضية ، ما يضفي نوعا من الخصوصية.
مع ذلك، يمكن تسجيل المحادثات بوسائل خارجية. كما أن بعض المؤثرين على شبكات التواصل الاجتماعي اشتكوا من التطبيق لا يفعل الكثير لمنع انتشار خطاب الكراهية ، أو حملات التنمر.
كما يستطيع أي شخص آخر يستخدم التطبيق أن يتعرف على الشخص الذي دعاك، إذ تحفظ هذه المعلومة في ملفك الشخصي.
علاوة على ذلك، فقد أثارت طريقة الاشتراك في التطبيق تساؤلات تتعلّق بخصوصية البيانات وعملية جمعها.
وهي مشكلة تعاني منها تطبيقات أخرى ، التي تطلب معلومات المستخدم وأرقام هواتفه.
وبينما يحتفي المنبهرون بالمنصة الجديدة بقدرتها على تجاوز مقص الرقيب، أفادت تقارير صحفية بنجاح السلطات الصينية في حجبها، مما طرح أسئلة عديدة حول مستقبلها.
هل يستحق كل هذا التهافت؟
لكن بعض المتفاعلين يرون أن تلك الإشكاليات لن تحدّ من حماسه وإعجابه بتطبيق "كلوب هاوس". ويقول هؤلاء إن التطبيق الجديد وفّر لهم مساحة حرة وجديّة يستعيضون بها عن التفاهة والرقابة التي تتّصف بها باقي المنصات.
لذا يتوقعون أن ينجح هذا التطبيق الصوتي في تغيير عالم منصات التواصل الاجتماعي.
ينما يرى خبراء تقنيون أن الانبهار بالتطبيق سيتراجع قريبا.
ويرجح بعضهم أن التطبيق لن يتمكن من منافسة المنصات الاجتماعية الكبرى، خاصة أن بعضها يخطط لاستنساخ ميزات "كلوب هاوس".
وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن شركة "فيسبوك" تسعى إلى اقتحام مجال المنصات الصوتية، بعد الإقبال الصاروخي على تطبيق "كلوب هاوس".
هل التطبيق مخترق أمنيا؟
كشف تقرير صادر عن مرصد ستانفورد للإنترنت، عن وجود عيوب أمنية في تطبيق Clubhouse الاجتماعي، الذي بات من أكثر التطبيقات إقبالاً وتحميلاً في العالم حالياً.
وقال التقرير إن التطبيق الصيني يراجع ممارسات حماية البيانات بعد تقارير عن احتوائه عيوبا أمنية تركت بيانات المستخدمين عرضة للوصول من الحكومة الصينية.
من جهتها، ردت إدارة التطبيق على التقرير قائلة إنه بالرغم من أنه اختار عدم إتاحة التطبيق في الصين، فقد وجد بعض الأشخاص حلاً لتنزيل التطبيق، ما يعني أنه يمكن نقل المحادثات التي كانوا جزءا منها عبر الخوادم الصينية.
وسبق أن أطلق تويتر تقنية التدوينات الصوتية، إلا أنه لم يحقق النتائج المرجوة لحد الآن.
فهل تشهد تطبيقات التواصل الاجتماعي، في قادم الأيام، حربا للاستحواذ على خاصية التدوين الصوتي؟