كادا يفقدان حياتهما.. رائدان ناسا يرويان لحظات مرعبة حول مغامرتهما في الفضاء

كشف رائدا الفضاء بوتش ويلمور وسونيتا ويليامز عن تفاصيل مروعة حول مغامرتهما في الفضاء على متن مركبة بوينج ستارلاينر، التي كانت مهمتهما الأصلية فيها ستستمر لثمانية أيام فقط، ولكنهم اضطروا للبقاء على متن محطة الفضاء الدولية لمدة 286 يوماً بعد تعطل المركبة.

في أول ظهور إعلامي لهما منذ العودة إلى الأرض الشهر الماضي، وصف رائدا الفضاء كيف أن المركبة كانت تواجه مشكلات خطيرة منذ البداية، حيث كادا يفقدان حياتهما في حادث مرعب أثناء محاولتهما الالتحام بمحطة الفضاء الدولية.

في اللحظات الحرجة عندما كان ويلمور يقود المركبة يدوياً، تعرضت المركبة لفقدان أربعة محركات دفع في وقت حرج، ما جعلهما يفقدان القدرة على التحكم في المركبة.

ووفقاً للقوانين الفضائية، كان يجب عليهما العودة إلى الأرض فور حدوث هذا العطل، لكن ويلمور كان يعتقد أنهما قد لا يتمكنان من العودة على الإطلاق.

وقال ويلمور: "لا أعلم إن كنا سنتمكن من العودة إلى الأرض. كنا في وضع صعب جداً، ونحن لا نعرف ما سيحدث." في تلك اللحظات العصيبة، كان ويلمور وويليامز يتواصلان بشكل غير معلن داخل المركبة، يناقشان الخيارات المتاحة أمامهما، مثل محاولة العودة إلى الأرض أو محاولة الالتحام بمحطة الفضاء الدولية.

وأوضح ويلماور إنه بعد فشل محركات الدفع، كان يفكر في نفسه: " ها نحن ذا، فقدنا التحكم بست درجات ، وتعطلت أربعة محركات دفع خلفية، وأنا أتخيل ميكانيكا المدار. محطة الفضاء متجهة للأسفل.

إذن، لسنا على نفس مستوى المحطة تمامًا، بل أسفلها. إذا كنتَ أسفلها، فستتحرك أسرع. هذه هي ميكانيكا المدار. ستجعلك تبتعد عن المحطة".

وأضاف " أقول كل هذا في عقلي. لا أعرف أي سيطرة أملك. ماذا لو فقدت محرك دفع آخر؟ ماذا لو فقدنا الاتصال؟ ماذا سأفعل؟ ".

وأوضح أن ستارلاينر تستخدم نظام رؤية يستخدم محطة الفضاء كإطار مرجعي، وأن العطل يعني "أننا بدأنا نتراجع ونفقد ذلك".

وأضاف ويلماور "لم نفقد المحطة أبدًا، لكننا بدأنا في الانحراف قليلًا. أعتقد أننا كنا متوترين بعض الشيء في ذلك الوقت لأن النظام كان سيجهضنا تلقائيًا."

وتم حل الوضع الشائك في نهاية المطاف عندما تمكنت ناسا من إعادة تشغيل المحركات الدافعة، فقط بعد أن اضطر ويلمور إلى التخلي عن السيطرة على الكبسولة، مما تركه هو وويليامز عائمين في الفضاء، مما سمح لهما في النهاية بالالتحام بمحطة الفضاء الدولية، وفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

وعندما تحقق الاتصال، عبّرت ويليامز عن فرحتها العارمة باللحظة، وقالت: "كنت في قمة السعادة عندما تم الالتحام أخيرًا، وكان إحساساً رائعاً."

لكن رغم النجاح في الوصول إلى المحطة، كان ويلمور يعلم أن العودة على متن نفس المركبة قد تكون مستحيلة، مما دفعه للبحث عن طرق بديلة للعودة إلى الأرض، بما في ذلك التواصل مع مدير رحلات محطة الفضاء الدولية. وأوضح قائلاً: "كنت أفكر، ربما لن نعود في المركبة نفسها، وربما نحتاج إلى وسيلة أخرى."

رائدا ناسا الفضائيان عادا أخيرًا إلى الأرض بعد 286 يومًا في الفضاء، واصفين تلك الرحلة بأنها من أصعب التجارب في حياتهما.