سلّط تقرير في موقع Science News الضوء على عدد من الصخور المريخية غير العادية التي اكتشفتها مركبات ناسا الجوالة، والتي تقدم لمحات مثيرة عن التاريخ الجيولوجي للكوكب الأحمر، وإمكانية احتضانه للحياة في الماضي.
صخرة "شيافا فولز" (Cheyava Falls)
رصدت مركبة برسيفيرنس التابعة لناسا صخرة تُعرف باسم شيافا فولز، تتميز باحتوائها على مركبات عضوية وبنية سطحية تشبه البُنى المتحجرة للكائنات الدقيقة التي وُجدت على الأرض. هذه الخصائص توحي بأن الصخرة ربما احتضنت حياة ميكروبية منذ مليارات السنين.
صخرة "قلعة فريا" (Freya Castle) - صخرة الحمار الوحشي
واكتشفت برسيفيرنس أيضًا صخرة مميزة بلونين أسود وأبيض تُعرف باسم قلعة فريا، أو كما يسميها العلماء "صخرة الحمار الوحشي" بسبب نمطها المخطط. يُعتقد أن هذه الأشرطة تكونت نتيجة ذوبان وتحرك وتبريد الحمم البركانية، ما يشير إلى وجود نشاط بركاني سابق على سطح المريخ.
تكوين "بيض العناكب" الغريب
لوحظ أيضًا تكوين صخري غريب يُشبه مجموعة من بيض العناكب او طبق العدس، وأُطلق عليه اسم خليج سانت بول. يقع هذا التكوين على منحدرات تل ويتش هازيل في فوهة جيزيرو، لكنه ليس في موقعه الأصلي، مما يثير تساؤلات العلماء حول كيفية وصوله إلى هناك. بعض النظريات تفترض أنه قد نُقل بسبب اصطدام نيزكي أو تدفقات من مناطق مرتفعة.
صخور زرقاء اللون
في منطقة تُعرف باسم حقل صخور ماونت واشبورن داخل فوهة جيزيرو، التقطت برسيفيرنس صورًا لصخور فاتحة اللون تميل إلى الأزرق – ويُعزى هذا اللون إلى معالجات لونية في الصور لتوضيح التباين. تتكوّن هذه الصخور من معدن يُدعى بيروكسين، والذي قد يكشف عن تفاصيل مهمة في التاريخ الجيولوجي للكوكب.
تشير هذه الاكتشافات إلى أن المريخ كان يومًا ما كوكبًا ديناميكيًا ومعقدًا، وربما كان يحتوي على بيئات مناسبة للحياة في الماضي.
آفاق جديدة وألغاز جيولوجية مفتوحة
تطرح هذه الاكتشافات تساؤلات عديدة حول العمليات الجيولوجية التي شكلت سطح المريخ وكيفية انتقال المواد بين الطبقات المختلفة. فرغم التقدم الذي تحققه المركبات الفضائية في تقديم لمحات دقيقة عن الكوكب الأحمر، يبقى مصدر وتكوين هذه الظواهر لغزًا ينتظر العلماء حلاً يكشف عن تفاصيل أعمق لتاريخ المريخ.
مع تزايد الدعوات لإرسال البشر إلى المريخ، يصبح البحث في هذه الصخور أكثر أهمية، حيث سيساهم في فهم ما إذا كانت العلامات البيولوجية الملاحظة محلية المنشأ أم أن هناك عناصر جُلبت من خارج الكوكب. وبينما يستمر العلماء في تحليل العينات والتقاط المزيد من الصور، يبقى المريخ مسرحًا للأسرار والظواهر الغريبة التي تثير الخيال وتدعو للاستكشاف.
وعبر أسرار الصخور المريخية، يظهر لنا المريخ كعالم معقد يحمل في طياته تاريخًا جيولوجيًا غنيًا وإمكانيات غير متوقعة للحياة، ما يجعل من كل اكتشاف خطوة نحو فهم أعمق للكون.