خطط «مايكروسوفت» للعام 2025.. إنفاق متزايد على الذكاء الاصطناعي

ت + ت - الحجم الطبيعي

في خضم الاندفاع المحموم نحو الذكاء الاصطناعي يميل المستثمرون لاختيار الاستثمارات الأقل مخاطرة، بدلاً من الشركات الرائدة في تطوير الذكاء الاصطناعي، وقد يكون هذا التوجه خطأ.

وأظهرت السوق ردود فعل متباينة بشكل كبير على نتائج أرباح كل من «مايكروسوفت» و«أدفانسد ميكرو ديفيسيس»، فقد حققت عملاقة البرمجيات والحوسبة السحابية التي يقودها ساتيا نادلا ربعاً مالياً قوياً، بارتفاع الإيرادات بنسبة 15 % وزيادة صافي الدخل بنسبة 10 % إلى 22 مليار دولار، خلال الربع الرابع من السنة المالية المنتهية في يونيو، وتجاوز كلا الرقمين التوقعات قليلاً. رغم ذلك انخفض سهم «مايكروسوفت» في تداولات ما بعد السوق.

كما حققت شركة تصنيع الرقائق «إيه إم دي»، التي تعتبر المنافس الأقرب لشركة إنفيديا الرائدة في مجال رقائق الذكاء الاصطناعي، ربعاً مالياً جيداً أيضاً.

وارتفعت الإيرادات بنسبة 9 %، بينما قفز صافي الدخل إلى 265 مليون دولار من 27 مليون دولار في الفترة نفسها من العام الماضي، وارتفع سهم الشركة بنسبة 8 % في تداولات ما بعد السوق.

وواجهت مايكروسوفت عبئاً كبيراً لتحقيق نتائج تتماشى مع توقعات السوق المرتفعة، وتحت ضغط لإظهار نتائج استثماراتها الضخمة في الذكاء الاصطناعي، إلا أنها أعلنت تباطؤ نمو وحدة الحوسبة السحابية «أزور» إلى 29 % خلال الربع.

وقفز إجمالي النفقات الرأسمالية على السحابة والذكاء الاصطناعي، بنسبة تقارب 80 % على أساس سنوي لتصل إلى 19 مليار دولار، وفي السنة المالية 2024 بلغ إجمالي الإنفاق 55.7 مليار دولار، وأكدت مايكروسوفت استمرار زيادة الإنفاق العام المقبل.

في الوقت نفسه رفعت «إيه إم دي» توقعاتها لإيرادات رقائق الذكاء الاصطناعي لعام 2024، وأعلنت استمرار نقص المعروض حتى عام 2025، لكن عند التدقيق تكشف كل من مايكروسوفت و«إيه إم دي» عن قصة متشابهة، فهناك طلب كبير مكبوت على الذكاء الاصطناعي.

كان السبب وراء تباطؤ نمو «أزور» هو أن الطلب يفوق قدرتها على التلبية، وكان ساتيا ناديلا محقاً في الدفاع عن خطط الإنفاق، فإذا لم تتمكن مايكروسوفت من بناء القدرة بالسرعة الكافية، فسيتجه العملاء إلى أماكن أخرى. فضلاً عن ذلك فإن نحو نصف إنفاقها الرأسمالي يذهب إلى الأراضي والبناء وعقود الإيجار، وهذه أصول مرنة ويمكن استخدامها لتلبية احتياجات الحوسبة الأخرى.

ومن بين جميع الشركات التي تستثمر بكثافة في مجال الذكاء الاصطناعي، ربما تكون شركة مايكروسوفت هي الأكثر إنفاقاً، فقد طرحت مجموعة واسعة من الخدمات، بما في ذلك خدمة الاتصال بالعملاء المعززة بالذكاء الاصطناعي، مقابل 110 دولارات شهرياً.

ويمكن لمايكروسوفت أن تتحمل الإنفاق الضخم، فقد بلغت التدفقات النقدية من العمليات 119 مليار دولار خلال السنة المالية، واستقر العائد على رأس المال بين 21 و22 % على مدار السنوات الأربع الماضية.

وجنى مساهمو «مايكروسوفت» أرباحاً كبيرة، حيث ارتفع سعر سهم الشركة بنسبة 26 % خلال العام الماضي، إضافة إلى إعادة توزيع الشركة نحو 34 مليار دولار على المستثمرين.

ويستحق ناديلا، الذي قاد «مايكروسوفت» من حالة ركود بتقييم 381 مليار دولار في عام 2014 إلى قيمتها الحالية فوق 3 تريليونات دولار، أن نثق بقراراته.

كلمات دالة:
  • FT
Email