لماذا قاطع المعلنون «إكس».. وهل ينتصر ماسك بدعم الجمهوريين؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

رفعت منصة إكس «تويتر سابقاً» المملوكة لإيلون ماسك دعوى قضائية ضد هيئة تجارية رائدة في مجال التسويق ومجموعة معلنين، ومن بينهم «يونيليفر» و«مارس»، بتهمة «المقاطعة غير القانونية» للمنصة فيما يعد انتهاكاً لقانون مكافحة الاحتكار، بحسب زعم «إكس»، وذلك في تصعيد دراماتيكي للخلاف بين الملياردير وعدد من أهم مصادر عائدات منصة التواصل الاجتماعي.

وقالت ليندا ياكارينو، الرئيسة التنفيذية لشركة «إكس»، إن الشركة رفعت دعوى قضائية ضد «التحالف العالمي لوسائل الإعلام المسؤولة» «جارم»، وهو تحالف يضم علامات تجارية ووكالات الإعلان. وإضافة إلى «جارم»، تضمنت الدعوى شركات «يونيليفر» و«مارس»، وسلسلة الصيدليات الأمريكية «سي في إس هيلث».

وقال ماسك في منشور على إكس «لقد حاولنا حل هذا الأمر سلمياً لمدة عامين، والآن حان وقت الحرب».

وتأتي الدعوى بعد أن أصدرت لجنة القضاء في مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون الشهر الماضي تقريراً يزعم أن «جارم» وأعضاءه «تآمروا» لمقاطعة «إكس» بعد استحواذ ماسك، ما أدى إلى تقييد خيارات المستهلكين وانتهاك قوانين مكافحة الاحتكار.

وينفي روب راكويتز، المؤسس المشارك في «جارم»، هذه المزاعم، في حين يجادل آخرون بأن العلامات التجارية لديها الحق في تحديد أين تنفق أموال حملاتها الإعلانية.

وترى ليندا ياكارينو أن «نتيجة هذه المقاطعة، وربما كان الهدف، هو السعي إلى حرمان مستخدمي «إكس»، سواء كانوا من عشاق الرياضة، أو اللاعبين، أو الصحافيين، أو النشطاء، أو الآباء، أو القادة السياسيين والشركات، من ساحة مفتوحة للجميع».

وأضافت ياكارينو: «ببساطة، يتأذى الناس عندما يتم تقويض ساحة الأفكار ولا يتم تمويل بعض وجهات النظر على حساب أخرى كجزء من مقاطعة غير قانونية»، وإن هذا «السلوك غير القانوني لهذه المنظمات ومسؤوليها كلف «إكس» مليارات الدولارات».

ويعد «جارم» مبادرة مشتركة بين الصناعات أنشأها الاتحاد العالمي للمعلنين في عام 2019 «لمساعدة الصناعة على تحدي المحتوى غير القانوني أو الضار على منصات الوسائط الرقمية وتحقيق الربح منه من خلال الإعلانات»، وفقاً لموقعه الإلكتروني. والعضوية في هذا الاتحاد طوعية.

وتزيد الدعوى القضائية عمق الخلافات بين ماسك والمعلنين الذين يشعرون بالقلق إزاء انتشار خطاب الكراهية والمحتوى السام على المنصة، إضافة إلى ميله إلى مهاجمتهم علناً.

وقبل إتمام ماسك استحواذه على المنصة مقابل 44 مليار دولار في أكتوبر 2022، حذر «جارم» رئيس تسلا من أن الحفاظ على خلو المنصة من المواد غير اللائقة أمر «غير قابل للتفاوض».

رغم ذلك، وعقب الاستحواذ، خفض عشرات المعلنين الكبار إنفاقهم على «إكس»، ما أدى إلى تراجع عائدات الإعلانات بنسبة 50 % بعد أن خفف ماسك سياسات الاعتدال وقلص أعداد موظفي الحفاظ على سلامة المحتوى. ولم تعد العديد من الشركات إلى المنصة.

وفي أواخر العام الماضي، أطلق ماسك، الذي يصف نفسه بأنه «مدافع مطلق عن حرية التعبير»، سيلاً من الانتقادات على أولئك الذين أوقفوا حملاتهم الإعلانية، بما في ذلك «آبل» و«والت ديزني» و«آي بي إم» و«كومكاست» و«وارنر برذرز».

كما يمثل ذلك تحولاً بالنسبة لليندا ياكارينو، وهي شخصية مخضرمة في «ماديسون أفينيو» معروفة سابقاً بعلاقاتها الوثيقة مع العلامات التجارية.

وذكرت صحيفة فاينانشال تايمز سابقاً وجود توترات بين ماسك وياكارينو، حيث تكافح الأخيرة لتعزيز الوضع المالي للمنصة.

واتهم ماسك بإشعال التوترات العرقية في المملكة المتحدة هذا الأسبوع، بعد أن قال على منصته إن «الحرب الأهلية أمر لا مفر منه» عقب الاضطرابات التي شهدتها البلاد. وقد أدت هذه التصريحات إلى زيادة نفور العلامات التجارية وأغضبت رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي صرح المتحدث باسمه بأنه «لا يوجد مبرر لمثل هذه التعليقات».

ورداً على منشور لستارمر تعهد فيه بحماية الفئة التي تعرضت لهجمات المتطرفين اليمينيين، رد ماسك أيضاً قائلاً «لا ينبغي أن تكون قلقاً بشأن الهجمات على جميع المجتمعات».

وواصل ماسك الثلاثاء انتقاد تعامل رئيس الوزراء مع الاضطرابات في سلسلة منشورات لمتابعيه البالغ عددهم 193 مليوناً.

وفي نوفمبر الماضي، أعادت منصة إكس تفعيل حساب الناشط اليميني البريطاني والمؤسس المشارك لرابطة الدفاع الإنجليزية، ستيفن ياكسلي-لينون، المعروف باسم تومي روبنسون، الذي نشر تعليقات وأشرطة فيديو مستمرة لأعمال الشغب على المنصة.

وقبل استحواذ ماسك، تم حظر روبنسون من استخدام ما كان يعرف آنذاك بـ«تويتر» في عام 2018 بسبب سياسات المنصة المتعلقة بالسلوك العدائي.

كلمات دالة:
  • FT
Email