الأساطير الصينية تعيد إحياء جهاز «بلاي ستيشن 5»

أصبحت الأساطير الصينية القديمة، فجأة، محور الحديث بين عشاق الألعاب الإلكترونية في أرجاء المعمورة. فها هي لعبة مستوحاة من رواية «رحلة إلى الغرب» الخالدة، إحدى درر الأدب الصيني الكلاسيكي الأربع، تحطم الأرقام القياسية وتحقق قفزة غير متوقعة بمبيعات جهاز سوني بلاي ستيشن 5.

وابتداءً من يوم الاثنين المقبل، سترفع شركة سوني سعر جهاز بلاي ستيشن 5 بنحو 19 % ليصل إلى قرابة 550 دولاراً في اليابان. كما ستقوم الشركة برفع أسعار الملحقات، بما في ذلك جهاز التحكم اللاسلكي وسماعات الرأس اللاسلكية.

وفي الظروف العادية، لم تكن هذه الزيادة في سعر جهاز بلاي ستيشن 5 لتلقى ترحيباً من اللاعبين؛ نظراً لأنه مضى على وجوده قرابة 4 سنوات، وعادة ما تكون دورة حياة جهاز الألعاب نحو 5 سنوات.وكانت مبيعات جهاز بلاي ستيشن 5 بدأت تظهر علامات تباطؤ خلال السنة المالية 2023، حيث أخفقت المبيعات بفارق ضئيل في تحقيق الأهداف التي حددتها سوني البالغة 21 مليون وحدة. وكان هذا الهدف نفسه قد تم تعديله من تقدير سابق قدره 25 مليون وحدة.

ويعتبر توقيت سوني مناسباً إلى حد كبير، مع ارتفاع الأجور في اليابان، وزيادة متوسط الأجور الأساسية للعمال بأسرع وتيرة له خلال أكثر من 3 عقود في وقت سابق من هذا العام. علاوة على ذلك، عزز إطلاق الألعاب الجديدة، مثل لعبة إطلاق النيران «هيل دايفرز 2» هذا العام، الطلب على جهاز بلاي ستيشن 5، ما جعله أكثر أجهزة الألعاب مبيعاً في الولايات المتحدة خلال شهر يوليو.

وفي الصين، يمكن للعبة «الأسطورة السوداء: ووكونغ»، وهي لعبة مستوحاة من الأساطير الصينية، التوقعات المتعلقة بجهاز بلاي ستيشن 5. وقد بلغت مبيعات اللعبة 10 ملايين نسخة خلال 3 أيام فقط من إطلاقها، ما يجعلها واحدة من أسرع الألعاب مبيعاً على الإطلاق.

ويعني ذلك ارتفاعاً ملحوظاً في مبيعات بلاي ستيشن 5 في الصين. وقد تضاعف حجم مبيعات الجهاز على منصة التسوق الخاصة بمجموعة التجارة الإلكترونية «علي بابا» خلال الأسبوع الذي سبق إصدار اللعبة.

ويعد ذلك إنجازاً لافتاً، ويرجع ذلك إلى أن الصين كانت تاريخياً سوقاً ضعيفة نسبياً فيما يتعلق بمبيعات أجهزة البلاي ستيشن. وتهيمن ألعاب الهاتف المحمول والحواسيب الشخصية على سوق الألعاب في البلاد، حيث لا يمثل اللاعبون على الأجهزة سوى حوالي 15 % من إجمالي اللاعبين في الصين.

وارتفعت أسهم شركة سوني، فيما بلغت مكاسبها نحو 18 % في العام الماضي. ويعكس ذلك النمو المتوقع لأعمالها في صناعة الألعاب. وبدأت سوق ألعاب الفيديو في الصين في التوسع، إذ ارتفعت الإيرادات المحلية بنسبة 13 % لتصل إلى 43 مليار دولار العام الماضي. كما ارتفع عدد اللاعبين في البلاد إلى مستوى قياسي بلغ 668 مليوناً، ما يترك المجال مفتوحاً أمام سوني للنمو داخل أكبر سوق للألعاب في العالم.