تمهد جهود شركة «أبل» لتطوير تكنولوجيا خاصة بها لشرائح المودم، الطريق لتصنيع أجهزة جديدة، بداية من هواتف «أيفون» أكثر نحافة، وصولاً إلى أجهزة «ماك» وسماعات رأس تدعم الاتصال بالشبكات الخلوية.
ويتوقع أن يصبح صنع هذه الأجهزة ممكناً بفضل شريحة مودم مطورة داخل الشركة ستطرح لأول مرة العام المقبل، وفق أشخاص على دراية بتلك التحركات. وستحل هذه الشريحة، التي تربط الأجهزة بأبراج الاتصال الخلوي، تدريجياً محل المكونات المقدمة من شركة «كوالكوم» على مدى 3 سنوات، بحسب ما أفاد به تقرير لـ «بلومبرغ» في وقت سابق أمس.
وعلى مدى أعوام، اشتكى مهندسو ومصممو «أبل» من أن مودم «كوالكوم» والمكونات المرتبطة به يشغلان مساحة كبيرة داخل هواتف «أيفون». ولحل هذه المشكلة، صممت الشركة المودم الجديد، الذي يحمل الاسم الرمزي «سينوب»، ليكون أكثر تكاملاً مع مكونات أخرى مصنعة داخل الشركة، ما يعني أنه سيشغل مساحة أقل، ويستهلك طاقة أقل من البطارية.
وسيكون هاتف «أيفون إس إي» الجديد، المقرر إطلاقه العام المقبل، أول جهاز يستخدم هذا المودم الجديد. لكن الجهاز الذي سيبرز قدرات هذه الشريحة بشكل كبير هو هاتف جديد يحمل الاسم الرمزي «دي 23»، والذي سيُطرح في أواخر 2025. وسيكون هذا الهاتف الأكثر نحافة في تاريخ الشركة، ما يبرز الجهود التي بذلتها «أبل»، واستثمارها مليارات الدولارات للتخلص من الاعتماد على «كوالكوم»، الشركة الرائدة في قطاع شرائح الاتصال بالشبكات الخلوية.
وباستخدام المودم الخاص بها، ستتمكن «أبل» من تصنيع هاتف ذكي أنحف بحوالي 2 ملم مقارنة بجهاز «أيفون 16 برو»، مع الحفاظ على المساحة المخصصة للبطارية والشاشة ونظام الكاميرا. على المدى البعيد، يمكن أن يؤدي هذا التوجه إلى تصميمات جديدة كلياً، بما فيها الأجهزة القابلة للطي. ومع تطوير المودم الخاص بها، تستكشف «أبل» فكرة تزويد أجهزة «ماك» لأول مرة بالاتصال الخلوي، ما يتيح للمستخدمين الاتصال بالإنترنت دون الحاجة إلى شبكة الإنترنت اللاسلكية «واي فاي». وحتى الآن، كانت هذه الميزة مقتصرة على هواتف «أيفون» وساعات «أبل» وأجهزة «أيباد». ورغم ذلك، من غير المرجح أن تزويد أجهزة «ماك» بهذه القدرات قبل 2026، عندما تخطط «أبل» لإطلاق الجيل الثاني من المودم الذي سيدعم سرعات أعلى.