تعد الرائد عتيقة مصبح الظاهري، أول عنصر نسائي تعمل في قسم الإنقاذ البحري، وأول امرأة تكلف بمهام «ضابط مناوب القوة» بشرطة دبي، كأحد أهم العمليات الأمنية والمعنية في إشراف ضابط القوة على سير الحالة الأمنية في الإمارة، والوجود والإشراف على غرفة القيادة والسيطرة، ومتابعة كافة مراكز الشرطة، والتواصل مع مختلف الضباط المناوبين في مختلف القطاعات، ومتابعة البلاغات المهمة والحالات الطارئة، ومتابعة سير عمل الدوريات المرورية والأمنية.

 وحول محطاتها المختلفة في العمل الشرطي، أكدت الرائد عتيقة مصبح الظاهري، أنه كانت وما زالت شرطة دبي بيئة محفزة وسبّاقة في تمكين العنصر النسائي في مختلف التخصصات والمجالات الشرطية والأمنية، واستطاعت من خلال منظومتها أن تتيح المجال للعناصر النسائية بتولي المهام التي كانت فقط حكراً على الرجال، وأصبحت المرأة اليوم تعمل جنباً إلى جنب مع الرجل في مختلف القطاعات، لتحقق بذلك إنجازات نوعية وقيّمة مضافة لمنظومة العمل الشرطي.

وتعرضت الرائد عتيقة مصبح الظاهري للغرق وعمرها 11 عاماً، ولم تمارس السباحة بعدها، حتى التحاقها بالفريق النسائي لقيادة الزوارق البحرية بشرطة دبي، حيث تعد الرائد عتيقة مصبح مطر الظاهري، أول ضابط من العنصر النسائي تعمل في قسم الإنقاذ البحري، وكذلك أول ضابط من العنصر النسائي تكلف بمهام (ضابط مناوب القوة).

ثقة

وعن تجربتها بصفتها أول عنصر نسائي يعمل ضابط قوة، قالت الرائد عتيقة الظاهري: تلقيت اتصالاً من مدير المركز يبلغني بعبارات تحمل الكثير من الثقة وحسن الظن، بأنه تم ترشيحي للمناوبة في شهر أبريل من هذا العام، لأكون أول عنصر نسائي يتولى مهام المناوبة في مركز القيادة والسيطرة بالإدارة العامة للعمليات، فشعرت بسعادة كبيرة وفخر بهذا الخبر، وكنت على يقين وثقة بالله سبحانه أولاً، ومن ثم بقدراتي ومؤهلاتي على المنافسة والقدرة على أداء مثل هذه المهمة.

وتعد مهمة ضابط القوة إحدى أهم العمليات الأمنية، حيث تتمثل في إشراف ضابط القوة على سير الحالة الأمنية في الإمارة، والوجود والإشراف على غرفة القيادة والسيطرة، ومتابعة كافة مراكز الشرطة، والتواصل مع مختلف الضباط المناوبين في مختلف القطاعات، ومتابعة البلاغات المهمة والحالات الطارئة، ومتابعة سير عمل الدوريات المرورية والأمنية.

وأضافت: إن هذا إنجاز وفخر لي، يضاف إلى مسيرتي الوظيفية، فأثناء المناوبة، تلقيت الكثير من المكالمات الهاتفية المتعلقة بالبلاغات والحوادث في إمارة دبي، وترأست اجتماعاً بحضور عدد من الضباط المناوبين بمراكز الشرطة في قاعة «الدايلي بريف»، إضافة إلى النزول الميداني للمراكز، ومقابلة الضباط المناوبين لمتابعة الحالة الأمنية، ومعرفة البلاغات المستلمة أثناء مناوباتهم، وأنجزت المهام المطلوبة على أكمل وجه، بتوفيق من الله، وبفضل العمل بروح الفريق الواحد، وبدعم من كافة الزملاء من مختلف الإدارات العامة ومراكز الشرطة.

مهام

وعن عملها أول ضابط من العنصر النسائي يعمل في قسم الإنقاذ البحري، أوضحت الرائد عتيقة الظاهري: أسترجع في هذه اللحظات حادثة تعرضي للغرق عندما كان عمري 11 عاماً، وكان هذا الموقف بمنزلة الصدمة التي خلقت حاجزاً بيني وبين السباحة، ولم أمارس السباحة حتى التحاقي بالفريق النسائي لقيادة الزوارق البحرية بشرطة دبي، وفي فبراير 2023، تلقيت خبر اختياري من قبل مدير مركز شرطة الموانئ لتولي مهام وصلاحية رئيس قسم الإنقاذ البحري بالوكالة، لأكون أول عنصر في القسم يتولى هذا المنصب، وفي السابق التحقت وحصلت على الدبلوم المهني في الأمن البحري، وكنت أيضاً أول عنصر نسائي يحصل على هذا الدبلوم.

إن المرأة في شرطة دبي أثبتت كفاءتها وتميزها في العمل في جميع المجالات، ومن ضمنها المجالات التخصصية، ونتيجة لما اكتسبته من تدريب وخبرة ميدانية من خلال البرنامج التدريبي المُعدّ من قبل الخبراء والمدربين في المركز أثناء التحاقي بدورة قيادة الزوارق البحرية، استطعت أن أعمل في قسم الإنقاذ البحري، الذي يعد من أهم الأقسام التي تسهم في إنقاذ حياة الناس، ومساعدتهم إذا ما تعرضوا لأي طارئ في البحر.

أما عن أبرز التحديات التي تعتقد أنها تواجهها المرأة في العمل، فقالت: من وجهة نظري، التحدي الذي تواجهه المرأة هو منافستها للرجل، وممارسة الأعمال التخصصية التي يضطلع بها الرجل وتفوقها عليه، إذ ليس هناك في قاموس المرأة عمل خاص بالرجل، من وجهة نظري الخاصة، لذا، فالتحدي مستمر، وعلى قدر العزيمة نحصد النتائج.

كما أشارت إلى أن القيادة العامة لشرطة دبي هي الداعم الأول للمرأة، فقد مكّنتها للعمل في المجال الشرطي والأمني، وفي جميع التخصصات، وعملت على تحقيق استراتيجية التوازن بين الجنسين، وإشراكها في المناصب القيادية التي تمكنها من صنع القرار، ولديها طموح عالٍ في تمكينها لتبوؤ المناصب القيادية في العمل الشرطي.

وبخصوص المناصب والوظائف والمهام التي تولتها خلال مسيرها الوظيفية، لفتت إلى أنها التحقت بشرطة دبي في عام 1993، ونفذت الكثير من المهام، منها رئيس توقيف النساء، ومسؤول شرطة نسائية في مخفر النيابة والمحاكم، وعملت مسؤولة الشرطة النسائية في الإدارة العامة لأمن المطارات، وفي مركز شرطة الموانئ في الكثير من المهام، منها شعبة الأرشيف، وخدمة العملاء، ونائب رئيس قسم خدمة العملاء، ورئيس قسم إسعاد المتعاملين، وعضو ومقرر في المجلس النسائي، والمشرف الإداري على الفريق النسائي البحري.

85 إنجازاً

كما قالت الرائد الظاهري: حصلت وحصدت ما يقرب من 85 إنجازاً، توزعت بين شهادة شكر وشارة تقدير وأوسمة وجائزة وميدالية، وغيرها من التكريمات، وأبرزها الفوز في ﺟﺎﺋزة الشرق الأوسط لتميز القيادات الحادية والعشرين فئة الشخصية النسائية القيادية في قطاع الشرطة 2020 - المركز الأول، وجائزة المدير العام في فئة أفضل ضابط إشرافي في المركز 2020 - المركز الأول، وجائزة الإمارات للسيدات فئة الموظفة المتميزة 2022 - المركز الثاني، وجائزة القائد العام لشرطة دبي للتميز 2019، وسام القائد العام للأم المثالية - المركز الثالث، وجائزة برنامج حمدان بن محمد للحكومة الذكية (أفضل موظف خدمة).

وأضافت: التحقت بالكثير من المجالس واللجان، واكتسبت الخبرة والمعرفة، وتبادلنا الممارسات والأفكار، وحققنا الكثير من الإنجازات. فبحمد الله التحقت بما يقرب من 25 فريق عمل ولجنة ومجلساً، منها على سبيل المثال: عضو رئيس في برنامج سبع نجوم، وعضو رئيس في تطوير خدمات المركز، وعضو في برنامج استحداث نظام إلكتروني للحوادث البحرية، عضو في فريق عمل توثيق تاريخ شرطة دبي، ومنسق في لجنة السعادة والإيجابية، وعضو في المجلس النسائي، ومنسق في فريق عمل تأهيل قيادة الزوارق البحرية للعنصر النسائي، وعضو في فريق مبادرة قائدات التغيير، وعضو في فريق عمل جائزة الإمارات للسيدات، وعضو في فريق عمل التوازن بين الجنسين، وعضو فريق عمل جائزة الشرق الأوسط الثانية والعشرين لتميز القيادات، وعضو فريق عمل المشروع التحسيني 6 سيجما، وعضو فريق عمل جائزة وزير الداخلية، وعضو فريق عمل استحداث نموذج لهيكل زورق تابع لشرطة دبي.