كادت أن تنتهي محاولة أسرة عربية في حجر أحد أفرادها (شاب) بداخل منزلها، بهدف علاجه من تعاطي المواد المخدرة والمؤثرات العقلية، بشكل منفرد دون الاستعانة بالجهات المعنية المتخصصة في هذا الشأن، بوقوع جريمة قتل.

الشاب بعد أن بدأت الآثار الجسدية والعقلية التي تحدثها أعراض الانسحاب من التعاطي بالاشتداد عليه، أخذ سكين مطبخ، وشرع في تهديد أفراد اسرته، مطالباً إياهم بإعطائه مبالغ مالية ومفاتيح سيارة والدته حتى يتمكن من الخروج من المنزل، والبحث عن المواد المخدرة.

وفي التفاصيل، فقد ورد بلاغ لغرفة العمليات من الأم مفاده أن ابنها المتهم طلب منها أن تسلمه مبالغ مالية، وعند رفضها ذلك قام بحمل سكين مهدداً إياها وزوجها وابنها الآخر بارتكاب جناية القتل.

وعلى الفور انتقل أفراد الشرطة إلى منزل الشاكية والتي أرشدتهم بدورها إلى الغرفة التي يتواجد فيها الابن (المتهم)، وعند وصولهم للغرفة، طالب أفراد الشرطة المتهم تسليم نفسه وإلقاء السكين التي كانت في يده، فرفض ذلك محاولاً الهروب من الغرفة.

حينها قام أفراد الشرطة بإلقاء القبض على المتهم، حيث تبين لهم بأنه في حالة غير طبيعية، وبتفتيش الغرفة عثر بداخلها على مجموعة من الأنابيب المستخدمة في التعاطي وعلى أقراص مخدرة.

ليتم إحالته إلى الجهات المعنية والتي قامت بدورها بأخذ عينة من المتهم تبين من تحليلها بمختبر الطب الشرعي احتواءها على المؤثرات العقلية هي (ميثامفيتامين – بريجبالين).

وامام تحقيقات الشرطة والنيابة العامة، اعترف المتهم بتعاطيه للمؤثرات العقلية وحيازته لها بقصد التعاطي، كما اعترف بأنه قام في وقت سابق بقيادة مركبته وهو تحت تأثير المواد المخدرة، مضيفاً أنه يتعاطى مواد مخدرة أخرى لم تضبط معه وهي الكريستال والزنكس واللاريكا.

وقضت محكمة أول درجة بإيداع المتهم إحدى وحدات العلاج من الإدمان والتأهيل لعلاجه من إدمان المؤثرات العقلية، وبمعاقبته عن جريمة التعدي والتهديد بالسجن لمدة سنتين وعن قيادة مربكة على الطريق العام وهو تحت تأثير المؤثرات العقلية، بالحبس لمدة 3 أشهر وبغرامة 20 ألف درهم، وأمرت بإيقاف رخصة قيادته لمدة عام وحرمانه من استخراجها بعد انتهاء مدة سريانها.

استأنف المتهم الدعوى أمام محكمة الاستئناف، وقدم المحامي الحاضر معه حاجي البلوشي، مذكرة دفاعية أشار فيها إلى بطلان القبض عليه لعدم وجود إذن من النيابة العامة وعدم توافر حالة من حالات التلبس وانتفاء جريمتي التهديد والتعدي المنسوبتين لموكله.

وأكد المحامي البلوشي أن موكلة كان يتعاطى مجموعة من العقاقير والأدوية النفسية، وذلك لكونه يعاني من مرض نفسي يفقده القدرة على التحكم في تصرفاته، مضيفاً في الوقت نفسه بأن "والدته المبلغة تنازلت عن شكواها"، ملتمساً من هيئة المحكمة إلغاء أحكام الإدانة الصادرة من محكمة أول درجة.

وبعد مداولات، قضت المحكمة بتعديل حكم محكمة أول درجة، والقضاء بمعاقبة المتهم عن جريمة التهديد بالحبس لمدة 3 أشهر وعن جريمة قيادة مركبة على الطريق العام، وهو تحت تأثير المؤثر بالاكتفاء بالغرامة 20 ألف درهم، وإلغاء الحرمان من استخراج رخصة قيادة بعد انتهاء مدة سريانها، وتأييده فيما عدا ذلك.