أكد المواطن عادل محمد الجسمي منقذ طفل من الجنسية الاسيوية يبلغ من العمر سنتين و9 أشهر، أمس، أن احتضان الطفل عقب العثور عليه نائماً داخل حفرة بين المنحدرات الجبلية مع ساعات الصباح الأولى، بدد صدمتي وخوفي من إصابته بمكروه أو وفاته جراء بقاءه لأكثر من 12 ساعة في تلك المنطقة بعد افتراقه عن والديه أثناء رحلة عائلية وفشل محاولاتهم في العثور عليه.

ويروي الجسمي، تفاصيل بداية فزعة فرق الدفاع المدني وشرطة رأس الخيمة وفريق الإنقاذ الجبلي التابع لجروب "هزاع فزاع"، بعد استيقاظي لأداء صلاة الفجر، حيث قمت بالاطلاع على رسائل الجروب ورؤية البلاغ بفقدان الطفل، وعلى الفور توجهت إلى منطقة البحث، وتبادل معلومات وبيانات المناطق التي قامت الفرق بمسحها، باستخدام الكلاب المدربة في محاولة العثور على الطفل لما يقارب 6 ساعات.

وأكد الجسمي، أن تلك الفزعة تمثل غرس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، طيب الله ثراه، الذي تربينا على نهجه في رعاية وتوفير الأمان لكل من يعيش على أرض الإمارات ضمن كيان الأسرة الواحدة، وخاصة أن الطفل بمرحلة عمرية لا تتيح له الاعتماد على نفسه أو النجاة من خطورة المنحدرات الجبلية.

وأضاف: بدأت بالمسح في منطقة جديدة باستخدام طائرة الدرون لأكثر من 60 دقيقة، ومع انخفاض طاقة البطارية، أنزلت الطائرة والبداية من تلك النقطة بالبحث سيراً، وبعد 100 متراً عثرت على الطفل نائماً داخل حفرة، وفي تلك اللحظة شعرت بمزيج من الصدمة والرعب خوفاً على سلامة وصحة الطفل بعد رؤيته نائماً ولا يتحرك، وبعد الاقتراب منه ولمسه لتحريكه، تحولت تلك اللحظات إلى سعادة غامرة بعد رؤيته يفتح عيونه واحتضاني والبدء في البكاء.

على الفور بدأت التحرك به إلى مركبتي والإبلاغ عبر الجروب بالعثور على الطفل، لتتحول لحظات الترقب والخوف إلى سعادة على جميع المتواجدين وخاصة والده، الذي سارع باحتضان طفله وسط دموع الفرح، وعلى الفور تم تسليم الطفل لطاقم مركبة الإسعاف الوطني والكشف على حالته الصحية وتوفير الرعاية الطبية اللازمة له، قبل نقله إلى مستشفى صقر لإجراء الفحوصات اللازمة والاطمئنان على حالته الصحية.

من جانبه أكد المغامر هزاع فزاع، الذي بث بدوره البلاغ عبر جروب "هزاع فزاع" خلال الساعة 11 مساءً، حيث يضم الجروب ما يقارب من 20 مغامر محترف، تحولت هوايتهم من رياضة الهايكنج والمغامرة الجبلية والجوية والبحرية إلى البحث والإنقاذ والاسعافات الأولية مع بداية انتشار جائحة كورونا والالتزام بالإجراءات والتدابير الاحترازية الخاصة بمنع التجمعات.

وأشار إلى أهمية أن تكون العائلات والأفراد من المواطنين والمقيمين والسياح الراغبين في الزيارات والمغامرات الجبلية إلى اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة والحذر الشديد والالتزام التام بالاشتراطات القانونية وتجنب البقاء بعد غروب الشمس، مع توفير وسائل الاتصال والتزود باحتياجاتهم من الأطعمة والمشروبات والمعدات حفاظا على سلامتهم وتلافيا لتعرضهم لمثل هذه المواقف.