أعلنت وزارة التربية والتعليم عن تخصيص حصة واحدة أسبوعياً لتدريس مادة التربية الأخلاقية لمختلف المراحل الدراسية.

وقال الدكتور حمد اليحيائي الوكيل المساعد لقطاع المناهج والتقييم في وزارة التربية والتعليم إن الوزارة راعت تواجد المادة بشكل محفز في عملية التعلم عن بعد أو في نظام التعليم الهجين الذي تتبعه معظم المدارس، مشيراً إلى أن التربية الأخلاقية حاضرة بشكل جلي في مختلف شؤون حياتنا اليومية وتمثل مجموعة من القيم والمبادئ والأخلاق والمثل العليا التي أرادت لنا القيادة الرشيدة أن نتحلى بها ونرسخها في أنفسنا وفي أجيال المستقبل حتى نظل أكثر شعوب العالم رقياً وحضارة وأخلاقاً.

وتابع إن المعلمين في شتى المدارس أبدوا الاهتمام الكبير والملموس والإبداع في استخدام وتوظيف المنصات التعليمية من خلال تفعيل المادة وطريقة تكاملها مع المواد الدراسية المختلفة كما أن هناك محتوى إلكترونياً لمادة التربية الأخلاقية متوفر على منصة التدريب لتعريف المعلمين في مختلف المراحل الدراسية على فلسفة تدريس منهاج التربية الأخلاقية عن بعد وأساليب تدريسه للمراحل الدراسية المختلفة.

ومن جانبه قال محمد خليفة النعيمي مدير مكتب شؤون التعليم بديوان ولي العهد: «تتزايد أهمية منهج التربية الأخلاقية في ظل الأحداث المتسارعة التي يشهدها العالم بسبب جائحة كورونا المستجد، إذ تسهم قيم البرنامج، ومنها التعاطف والعطاء والمواطنة الإيجابية، في تنشئة جيل قادر على مواكبة التطورات ويتحلى بالمسؤولية والثقافة وجاهزاً للاندماج في عالمنا المترابط».

وذكر إن مادة التربية الأخلاقية وما يصحبها من برامج ومبادرات تسعى إلى تنمية ﻗﺪراﺕ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺎﺕ ﻭاﻷﻋﻤﺎﺭ ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرﺍﺕ، ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻌﺰﻳﺰ معرفتهم بالمبادئ والقيم العالمية المشتركة التي تعكس التجارب المشتركة للإنسانية، حيث يتمحور منهج الشخصية والأخلاق حول تطوير السمات الفردية لكل طالب وترسيخ المبادئ الإنسانية لديه مثل الأمانة والصدق والتسامح والمرونة والإصرار والعزيمة والمثابرة، ومساعدته على التعبير عن أفكاره وبناء الشعور الفردي بالأخلاق، انطلاقاً من تطلعاته الشخصية وتم تصميم المنهج لتعزيز قيم الاحترام المتبادل بين الطلبة، وتقبل الاختلاف مع الآخر، كما يحث المنهج الطلبة على التركيز على الأثر الإيجابي الذي يمكن أن يحدثه كل شخص في الآخر، وفي العالم من حوله.

ومن جهتها اعتبرت داليا جاهين، قائدة فريق ومدربة في مدرسة كامبردج الثانوية في أبوظبي، أن مادة التربية الأخلاقية أثرت بشكل كبير على سلوكيات الطلاب خلال اتباع نموذج التعلم عن بعد، حيث ركزت على تثقيف العقل وترسيخ القيم الأخلاقية وصقل مهارات الطلاب وحثهم على تحقيق أهدافهم وتفعيل دورهم في المجتمع.

وذكرت أن دور المدارس يكمن في تشجيع الطلاب على تنظيم الأنشطة والعروض التقديمية وتحضير الملصقات والمنشورات التوعوية لنشرها على وسائل التواصل الاجتماعي بهدف تعزيز ثقافة التسامح والسلام والحد من ظاهرة التنمر.

وقالت رانيا دبوسي مديرة المرحلة الابتدائية في مدرسة جيمس الخليج الوطنية، إن مدرستهم تحرص من خلال تدريس مادة التربية الأخلاقية على توجيه الطلاب وتعليمهم السلوكيات الحسنة والقيم الأخلاقية في مرحلة مبكرة، كما تسعى باستمرار إلى تعزيز الابتكار والجودة عبر دمج محاور هذه المادة الأربعة في منهاج المرحلة الابتدائية.

واعتبرت مديرة المدرسة الأمريكية بدبي، فيليسيا لتشار، بأن التربية الأخلاقية لعبت دوراً محورياً خلال التعلم عن بعد في صقل شخصية الطلبة ومسؤوليته تجاه التعلم الذاتي واحترام الآخرين، موضحة انهم يطبقون مادة التربية الأخلاقية من خلال ممارسات الكادر التعليمي والتربوي لخلق ما يعرف بالقدوة لدى الطلبة وهي ما تعرف بالأنشطة اللامنهجية إضافة إلى تدريس المنهج.

وقالت المعلمة كروماندري ليرم من مدرسة الاتحاد الممزر، إنها تدرس التربية الأخلاقية مرة في الأسبوع بواقع 45 دقيقة وقد بدأت تطبيق هذا البرنامج منذ 3 سنوات، ويتم تدريسها باللغة الإنجليزية كما تقوم المدرسة بدمج هذه المادة مع المواد الأخرى لتعزيز الدور الأخلاقي والقيم الإنسانية التي تنعكس على التجارب التي نشاركها جميعًا كبشر وتعزز التماسك الاجتماعي والإنساني.

وقال ستيفن لوبتون نائب مدير مدرسة ريبتون أبوظبي، إن مادة التربية الأخلاقية هي جزء مهم من جدول الطالب لأنها تساهم في حماية شبابنا من أي تأثيرات تطرأ على قيمهم وعاداتهم و تقاليدهم، حيث يُحسِّن التعليم الأخلاقي من احترام الطلاب لأنفسهم ويصبحون على دراية أكثر بأنفسهم وتعزز من ثقافة التسامح وتقدير الآخرين، مع وجود طلاب من أكثر من سبعين جنسية، كما تصقل التربية الأخلاقية شخصية الطالب بمخزون أخلاقي ومعرفي وثقافي يستند إلى قيم مجتمع الإمارات.