كشفت جامعة نيويورك أبوظبي عن تطوير باحثيها لمعجم عربي متدرج قرائياً، بإشراف الدكتور محمد الخليل، أستاذ علوم اللغة العربية، وبالتعاون مع الدكتور نزار حبش، أستاذ علوم الحاسوب، الذي يدير مختبر الأساليب الحاسوبية لنمذجة اللغة.

 وسيمكّن هذا المشروع مدرسي اللغة العربية وطلابها من فهم جذور الكلمات العربية، كما سيوفر قاموساً باللغة الإنجليزية للأجانب الراغبين بتعلم العربية، فضلاً عن معجم للمفردات والتعابير العربية يتميز بتدرّجه قرائياً على مقياس قراءة من خمسة مستويات.

كما يربط هذا المشروع بين المصادر العربية وأدوات المعالجة الإلكترونية لتمكين الناطقين باللغة العربية ودارسيها من الاستفادة من التقنيات الحاسوبية الحديثة المستعملة لتعليم اللغة العربية.

 ويُعد هذا المعجم الافتراضي أحد ثمار مشروع تبسيط روائع الأدب العربي لدعم القراءة الممتدة الذي تموله جامعة نيويورك أبوظبي، وقد أصبحت النسخة التجريبية منه متوفرة للمستخدمين من خلال هذا الرابط.

 ويسعى مشروع «سامر»، من خلال التعاون الوثيق بين برنامج الدراسات العربية في جامعة نيويورك أبوظبي ومختبر كامل، إلى إرساء معايير جديدة لتبسيط اللغة العربية الأدبية لطلاب المدارس، بالإضافة إلى اعتماد هذه المعايير لتبسيط مجموعة من روائع الأدب العربي الحديث.

 وتعليقاً على هذا الموضوع، قال الدكتور محمد الخليل: «تُعد اللغة العربية إحدى اللغات الرسمية الست في الأمم المتحدة، كما أنها اللغة الأم لمئات الملايين من الناس في العالم العربي وخارجه. وتتميز العربية بغناها اللغوي الاستثنائي، إلا أنها يمكن أن تخلق بعض التحديات أثناء تعلمها بسبب تراكيبها وقواعدها التي قد تكون في بعض الأحيان أكثر تعقيداً من اللغات الأخرى.

ولأن اللغة العربية المستخدمة في الكتب التعليمية ووسائل الإعلام تختلف عن العربية المحكية ولهجاتها المتنوعة في الوطن العربي حالياً، فقد برزت الحاجة إلى استحداث بعض الأدوات التي تساعد مدرسي اللغة العربية وطلابهم على إدراك هذه الاختلافات وتسهيل عملية تعليمها. نأمل أن يحقق هذا المعجم الفائدة المرجوة منه وأن يساهم في رأب التأخر الحاصل في مجال تعليم اللغة العربية».

 ومن جهته، قال الدكتور نزار حبش: «تشكّل اللغة العربية تحدياً صعباً أمام تقنيات الذكاء الاصطناعي والمتعلمين الجدد على حد سواء بسبب بنية كلماتها الغنية وقواعد إملائها الفريدة فضلاً عن تعدد لهجاتها، ولكن الموارد التي نطورها تتمتع بإمكانيات كبيرة لدعم التقنيات الحديثة القادرة على مساعدة الناطقين بالعربية ومتعلميها على تطوير مهاراتهم في قراءة وكتابة هذه اللغة».

 ويسعى مختبر كامل، الذي تأسس في سبتمبر 2014، إلى دعم الأبحاث وتعزيز عملية التعليم المتعلقة بالذكاء الاصطناعي بشكل عام، وفي مجالات معالجة اللغات الطبيعية واللسانيات الحاسوبية وعلوم البيانات خاصةً. كما تركز أبحاث المختبر على معالجة اللغة العربية الطبيعية وأنظمة الترجمة الآلية وتقنيات تحليل النصوص وأنظمة الحوار.

 وتم تقديم المشروع كجزء من المؤتمر الدولي للسانيات 2020، كما قُدّم أيضا في المؤتمر الثاني عشر للموارد اللغوية تحت عنوان «معجم عربي متدرج قرائياً على عدة مستويات للغة العربية الفصحى»، وهذه الأوراق البحثية تعطي مزيداً من المعلومات العلمية عن المشروع ومنتجاته.