شدد تربويون على أن أولياء الأمور شركاء للمؤسسة التعليمية في تجاوز التحديات التي تصادف «التعلم عن بعد» خلال شهر رمضان والتي يتصدرها عدم التزام الطلبة بالحضور والتأخر على الحصص الدراسية، والتشتت وعدم التركيز، والتكاسل في تأدية الواجبات والتأخر في تسليمها بالموعد المحدد، بالإضافة إلى ظهور السلوكيات السلبية ومنها التنمر واستخدام الألعاب الإلكترونية أثناء الحصص.

وأكدوا أهمية تفعيل الشراكة بين المدرسة والأسرة لضمان حصول الطلبة على أفضل الخدمات التعليمية والتربوية خلال شهر رمضان، ومنها التعليم عن بُعد، والعمل معاً لتذليل العقبات التي تعيق تعلم الطلبة بالشكل الملائم.

وأشار ياسر السكجي مدير مدرسة الشروق الخاصة، إلى أهمية الابتعاد قدر الإمكان عن الضغط النفسي لما له من تأثير سلبي على تركيز الأبناء، موضحاً أن تعاون الأهل مع الطالب يزيد من التحصيل العلمي ويضاعف الراحة النفسية والذهنية لكلاهما.

5 حلول

وقالت هيفاء عويس أخصائية اجتماعية، أن الصيام يرفع مستوى تقدير النفس عند الأبناء فمع كل يوم صيام يضاف إنجاز جديد لرصيد ابننا الصائم وتعزيز يومي للعديد من الصفات الإيجابية لديه ولقدرته على الإنجاز وتحقيق المزيد من النجاحات، موضحة أن هناك بعض التحديات التي يمكن أن تواجه المربي كتغيير أوقات النوم وانخفاض الدافعية للعمل عن بعد إلا أن هذه التحديات يمكن ضبطها وتعديلها من خلال 5 حلول تسهل على ولي الأمر متابعة أبنائه، وهي: تذكير النشء بأن الكثير من الإنجازات والفتوحات الإسلامية كانت في شهر رمضان، وتحديد اثنين من السلوكيات الإيجابية التي سيبدأ الابن التدرب عليها في رمضان واثنين من السلوكيات السلبية التي سيحاول الابن ضبطها في هذا الشهر الكريم، واعتماد نهج «قليل دائم خير من كثير منقطع» فينصح المربي بالرضا بالقليل مع الاستمرارية في كل شيء في الدراسة والعبادة والأعمال الصالحة، بالإضافة إلى رصد أي سلوك إيجابي عند الطفل وتعزيزه وعدم التركيز على الانتقادات والزلات والأخطاء طيلة اليوم، فضلاً عن جدولة المهام وتنظيم الوقت بالإضافة إلى شرب الكثير من الماء والابتعاد عن الأطعمة المليئة بالسكريات والكربوهيدرات، وتغيير النظام السائد لدى بعض الأسر في رمضان من سهر وتعرض مستمر لشاشات التلفاز.

3 مرتكزات

واعتبر وليد عبيدات رئيس قسم التعليم الدامج في مدرسة الاتحاد الخاصة الممزر، أن التعليم عن بعد ضاعف من مسؤوليات أولياء الأمور وأضاف إليهم التزامات جديدة، وفي شهر الخير والرحمات يتسابق أولياء الأمور كغيرهم لاكتساب الأجر في الشهر الفضيل، حيث يتم تخصيص وقت لقراءة القرآن الكريم وصلاة القيام وغيرها من العبادات، ومع تغير الروتين اليومي وما يتطلبه الشهر الفضيل من ترتيبات منزلية قد يؤدي إلى تزاحم هذه المسؤوليات والالتزامات.

وحدد 3 مرتكزات يمكن أن تقلص تحديات التعليم في رمضان، وهي: أولاً فتح مجال الحوار ضمن نطاق الأسرة والتخطيط المبكر لتمكين الأسرة من اتخاذ الترتيبات اللازمة لتجنب أي إرباك أو مضاعفة المسؤوليات على طرف دون آخر، ويمثل الحوار فرصة للتعبير عن المشاعر والمخاوف وبالتالي الحصول على الدعم النفسي والمساعدة من أفراد الأسرة الآخرين.

وثانياً: تعزيز روح المسؤولية والاستقلالية لدى الأبناء، حيث أصبح لدى أبنائنا الطلبة خبرة ممتازة في نمط التعلم عن بعد، وباتوا على دراية بكيفية الاستفادة القصوى من وسائل الاتصال والتكنولوجيا المتوفرة لتحقيق أكبر قدر ممكن من التعلم، وعلينا كأولياء أمور أن نعزز ثقتهم بأنفسهم لتحمل المسؤولية، مقابل تقليل حجم الدعم والمتابعة المقدم من ولي الأمر، وثالثاً: تعزيز الشراكة مع المدرسة، حيث تمثل الشراكة مع المدرسة عاملاً حاسماً في اتخاذ القرارات المتعلقة بالطلبة.

واعتبرت سارة هيدجر، نائب رئيس قسم حماية الطفل في مجموعة جيمس للتعليم، أن شهر رمضان الفضيل يساهم في مساعدة الطلاب وأولياء الأمور على حد سواء على الالتزام بروتين يومي يشمل الصلاة والإفطار والسحور إلى جانب الدراسة من خلال اتباع نموذج التعلم عن بعد أو حضور الحصص الدراسية في حرم المدرسة، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على تعليمهم ضرورة إدارة الوقت بكفاءة وتعزيز روح الاستقلالية لديهم. ويتطلب هذا الأمر جهداً إضافية من قبل الطلاب وأولياء الأمور والمدرسة.

إدراك

قالت ديمة العلمي، نائبة رئيس قسم اللغة العربية والتربية الإسلامية في مجموعة جيمس للتعليم إن جميع أعضاء الكادر المدرسي يدرك أهمية الشهر الكريم لذلك نسعى إلى تعزيز الجهود التي يبذلها أولياء الأمور لدعم صحة الطلاب النفسية والذهنية في رمضان من خلال إطلاق المبادرات الخيرية، والحوارات البناءة التي يجريها المعلمون مع الطلاب فطلابنا يشعرون بأنهم قادرون على التعبير عما يخالجهم من شعور في أي وقت وخصوصاً خلال رمضان.