أفاد تربويون بأن هناك 7 حلول تساهم في الحد من تدني التحصيل الدراسي للطلبة خلال نظام «التعلم عن بُعد»، وتتمثل في:
وضع خطط معالجة مع أولياء الأمور لمعالجة التراجع الاكاديمي، والتشديد على التزام الطلبة بحضور الحصص الدراسية في وقتها، وتهيئة البيئة المناسبة والجاذبة للتعلم بعيداً عن المشتتات، وتوفير منصات تعليم تفاعلية وتطوير سياسات وأنظمة تضمن استخدام الطلبة للأجهزة الالكترونية في الأغراض التعليمية على نحو هادف، وتعديل لائحة السلوك الطلابي لتتلاءم مع الواقع الجديد، وتطبيق نظام الحصص المسجلة والنماذج التدريبية .
حيث يمكن لهم الرجوع إليها لمذاكرة موادهم الدراسية، وأخيراً؛ التحقق من تواصل الطلبة وتفاعلهم بشكل دائم خلال الحصة من خلال متابعة فتح الكاميرا وطرح الأسئلة المباشرة وغلق الحصص الدراسية باختبارات قصيرة.
ومن جانبه قال عبد الرزاق حاج مواس مساعد مدير مدرسة الاتحاد الخاصة - الممزر، إنه لا شك بأن التزام الطلبة بحضور الحصص الدراسية في وقتها والمشاركة فيها بحماس ودافعية أمر ضروري لرفع مستوى التحصيل والتقدم الدراسي، وهذا يتطلب تضافر جهود الأسرة والمدرسة في تهيئة البيئة المناسبة والجاذبة للتعلم بعيداً عن المشتتات مع الحرص على استخدام أبنائهم للأجهزة الإلكترونية في الأغراض التعليمية.
وأوضح أن من الحلول التي يجب أن تحد من انخفاض معدلات التحصيل الدراسي للطلبة المتغيبين هي إتاحة المدارس منصات تعليم تفاعلية، وتكييف الأنشطة والوسائل والمناهج الدراسية، وتعديل لائحة السلوك الطلابي لتتلاءم مع الواقع الجديد،، وتطبيق نظام الحصص المسجلة والنماذج التدريبية التي تمنح الطلبة المرونة في الوقت، حيث يمكن لهم الرجوع إليها لمذاكرة موادهم الدراسية في الأوقات التي تناسبهم.
معدل
من جانبها قالت ماري سعد، مديرة أولى في التطوير المدرسي بمجموعة جيمس للتعليم، يرتبط معدل حضور الطالب أو غيابه عن المدرسة ارتباطاً وثيقاً بانخفاض مستوى الأداء لديه، ففي عدد من الدول ارتبط التغيّب عن حضور بعض الفصول بانخفاض أداء القراءة لدى الطلبة البالغين من العمر 15 عاماً بحسب دراسة PISA 2018، كما أشارت بيانات TIMSS 2019 إلى أن متوسط درجة الرياضيات في الصف الثامن شهد انخفاضاً للطلبة المتغيبين.
وتابعت إن بيانات نتائج PISA 2018 أظهرت أن الطلبة الذين يتعرضون للتنمر أكثر عرضة للتغيّب عن المدرسة، في حين أن الطلبة الذين يقدرون المدرسة ويحرزون درجات أعلى ويتلقون دعماً عاطفياً أكبر من أولياء الأمور، كانوا أقل عرضة للتغيب.
وشدد كريم مورسيا، مدير مدرسة جيمس البرشاء الوطنية على ضرورة توعية المجتمع المدرسي بأسره حول آثار التغيب والوصول المتأخّر إلى المدرسة على الطالب نفسه، من الناحية الاجتماعية والعاطفية والأكاديمية، إضافة إلى التأثير غير المباشر على زملائه في الفصل.
من جهتها قالت إيمان حمدان، منسقة اللغة العربية للمرحلة الابتدائية في مدرسة ويسجرين الدولية، يعتبر حضور الطلاب حصص التعلم عن بُعد أو الفصول الدراسية ضماناً لنجاح العملية التعليمية، مؤكدة أن تغيب الطلبة عن الحضور يسبب أضراراً مستقبلية له من الناحية الأكاديمية والنفسية، تتمثل في تراجع مستوى الطالب الأكاديمي بسبب عدم الحصول على الشرح الوافي للدروس من المعلم، والرسوب في الامتحانات، وعدم اندماج الطالب مع أقرانه، وشعوره بعدم الثقة وفقدان الحماسة للتعلّم نتيجة عدم إلمامه بمحتوى المواد الدراسية.
ويرى المعلم حذيفة عروب في مدرسة دبي الوطنية فرع الطوار، أن المدرسة هي المحضن التربوي الذي يتعلم فيه الطلاب تحمل المسؤولية وتترك بالغ الأثر في شخصية الطالب، وعلى المدرسة أن تتفاعل مع غياب الطلبة لسد الثغرات الحاصلة واتخاذ كل التدابير والإجراءات اللازمة الواردة ضمن السياسة المدرسية.
التدريب العملي
واعتبرت غنى أحمد فواز، معلمة مادة الفيزياء في مدرسة الاتحاد الخاصة - الممزر، أن التدريب العملي والتجارب المخبرية من أكبر التحديات التي واجهت معلمي مادة العلوم خلال فترة التعلم عن بُعد، خصوصاً أن التجارب في المختبر تعالج جميع أنماط التعلم (VARK) نمط التعلم عن طريق البصر والسمع والقراءة والكتابة والحركة.
حضور
وأوضح مالك الدرادكة مدير مدرسة دبي الوطنية فرع الطوار، أن الدراسات تشير إلى أن الطلاب الذين حضروا في الفصول الدراسية سواء الواقعية أم التعليم عن بُعد بانتظام هم أكثر نجاحاً في دراستهم من الذين تغيبوا كثيراً وخصوصاً في مواد التحصيل التراكمي للمعلومات، ولم يحققوا تنمية المهارات المطلوبة أو البيئة التعليمية الإيجابية.
واعتبرت المعلمة سلام درويش أن غياب الطالب عن المدرسة يساهم في انخفاض الحافز الذاتي للتعليم لديه، ويخالف معايير تربية النشء على الالتزام والمسؤولية، لذلك على الأسرة والمعلم والمدرسة التكاتف لتقديم الدعم للطلبة المتغيبين والوقوف على أسباب عدم حضورهم، ليشعر الطالب بأهمية وجوده في المدرسة أو في الفصول الافتراضية.
ظاهرة
قالت المعلمة آمال فهمي، إن مدارسنا تعاني من ظاهرة تغيب الطلاب، مما سيترتب عليه التأثير على التحصيل الدراسي للطالب وخصوصاً في المواد التي تعتمد على التحصيل التراكمي، في وقت يترك فيه عدم حضور الطالب الحصص ثغرات في معلوماته، وتحديداً في المواد التي تبنى فيها المعلومات على بعضها.
وأكدت أهمية تضافر الجهود لإيجاد حل لهذه الظاهرة، وعلى الإدارات المدرسية أن تبذل كل الجهد من أجل مصلحة الطلبة وتسعى لتوفير كل المعلومات له في وقت بات التعليم الإلكتروني يسهل التواصل مع الطالب وولي الأمر.