مع إعلان مجلس الشارقة للتعليم عن أربع حقائب إلكترونية لدعم صحة الطلبة النفسية والجسدية وتنمية مهاراتهم الإبداعية وترسيخ أنماط سلوكية واعية، أكدت مدارس خاصة دعمها الكامل لتطبيق هذه المبادرة، خصوصاً أن الحفاظ على بيئة إيجابية وصحية في المجتمع المدرسي أصبح أولوية قصوى استجابة للتوجيهات الحكومية ومبادرات الجهات التربوية الرسمية.

وتتضمن هذه الحقائب حقيبة الأمراض المزمنة وحقيبة التغذية وحقيبة الطفولة المبكرة وحقيبة التثقيف الصحي، وتهدف جميعها إلى الحفاظ على حيوية الطلاب وتشجيعهم على اتباع أنماط الحياة الصحية السليمة من خلال ممارسات سهلة التطبيق تتوافق مع جميع الأعمار وتتناسب مع قدراتهم الاستيعابية.


الأمان الإلكتروني

وقال جوناثان داي، مدير مدرسة ويس جرين الدولية، إن المدرسة تعمل على ضمان تطبيق برامج المنهاج التعليمي والأنشطة المدرسية الأخرى ضمن بيئة تعلم مثمرة، خصوصاً مع الضغوطات التي رافقت الجائحة، مع الحفاظ على أعلى معايير السلامة والأمان في حرم المدرسة أو في العالم الافتراضي، من خلال اتباع سياسة الأمان الإلكتروني التي تدعم الاستخدام الآمن والأخلاقي والمسؤول للتكنولوجيا.



وأضاف داي أن المبادرات تشمل الاحتفال بأسبوع الصحة النفسية، حيث يتوقف الجميع عن العمل للحظات قليلة يقومون خلالها بالتنفس العميق والاسترخاء، واللياقة البدنية التي تكتسب المزيد من الشعبية من قبل مجتمع المدرسة من طلاب وأولياء أمور وفريق العمل.

ولفت داي إلى أن المدرسة تطرح مواضيع توعوية بالصحة النفسية، مثل أهمية ترتيب الأولويات وإدارة الضغوط، وتوفير الدعم الدائم للطلاب الأكبر سناً الذين عانوا أكثر من غيرهم خلال الجائحة من خلال صقل مهاراتهم ومساعدتهم للاستعداد للجامعات، كما نخطط لتدريبهم على إسعافات الصحة النفسية في المستقبل.

وكشف داي عن برنامج خاص مؤلف من ثلاثة محاور «بيرماه» (PERMAH)، حيث نعمل على تعزيز جودة الحياة والسعادة لدى الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين من خلال التركيز على المشاعر الإيجابية وكيفية التعبير عنها خلال الحصص وفي المنزل وبناء العلاقات مع الزملاء والتفاعل مع المحيط وتحقيق الإنجازات وتعزيز الصحة الجسدية والنفسية للجميع.


تفاعل بإيجابية

من جهتها، أشارت تيريزا فارمان، مديرة والرئيسة التنفيذية لمدرسة جيمس ميلينيوم في الشارقة، إلى أن إطلاق مجلس الشارقة للتعليم مجموعة من البرامج المصممة بعناية للتوعية والحفاظ على عافية الطلاب وصحتهم النفسية يصبّ في صميم منهاجنا وبرامجنا المدرسية، فهي تدعم الطلاب للشعور بسعادة أكبر وقلق أقل والتفاعل بإيجابية مع عائلاتهم ومحيطهم والتعلم بكفاءة أكبر واكتساب المهارات المبتكرة.



واعتبرت فارمن أن جائحة كوفيد 19 أدت إلى انخفاض النشاط البدني للطلاب، ما تسبب بزيادة مخاطر البدانة والسكري والأمراض الوعائية، لذا نحرص في مدرستنا على تنظيم جلسة النشاط الصباحية، حيث يبدأ الجميع يومهم بممارسة التنفس العميق واليوغا والتأمل والتمارين، كما نسعى من خلال مبادرة «جواهر جيمس للطف والاحترام» إلى تعزيز شعور الامتنان والتقدير، بالإضافة إلى تدريب عقول الطلبة على النظر للإيجابيات بدلاً من السلبيات.

وقالت: «يشارك طلابنا في عدد من الأنشطة البدنية منها الزومبا وتحديات اللياقة وكرة القدم وكرة السلة والكريكيت، وأنشطة أخرى منها الفنون والموسيقى والرقص والتدوين والتصوير والقراءة والطعام والطهي واتباع أسلوب حياة صحي، إلى جانب الأهمية التي نوليها للتثقيف الغذائي والصحي.


مبادرات متنوعة

وأكدت أسماء جيلاني، مديرة والرئيسة التنفيذية لمدرسة «مدرستنا الثانوية الإنجليزية»، تطبيق عدد من السياسات المتعلقة بالمأكولات والتغذية الصحية وسلوك الأطفال وحمايتهم ومكافحة التنمر الإلكتروني وتعزيز الدمج، وأطلقنا مبادرات متنوعة تلهم الطلاب وتشجعهم على التصرف كمواطنين رقميين مسؤولين، وتعرّفهم بالطرق الكفيلة بالحفاظ على سلامتهم خلال تصفحهم للإنترنت، وتعليمهم عدم مشاركة معلوماتهم وتفاصيلهم الشخصية أثناء استخدام الإنترنت لأغراض أخرى.



وتابعت أنهم قاموا بتنظيم بعض الأنشطة الرياضية لتمكين الطلاب من التعاون وتعزيز الروابط مع أفراد عائلاتهم، والمشاركة في مختلف تمارين اللياقة، والحفاظ على صحتهم ولياقتهم من خلال التمارين البدنية والألعاب الممتعة، إلى جانب تعليمهم تقبّل الهزيمة بروح رياضية.

وقالت: «أطلقنا سلسلة من الندوات والحملات التي يقودها طلابنا حول الصحة والسلامة، لنشجعهم على تبني غذاء صحي ومعرفة المكوّنات الصحية التي يجب تناولها بشكل دوري، وكمية المياه اللازمة للحفاظ على ترطيب أجسامهم وتفادي ضربات الشمس والإرهاق والجفاف، كما يركزون على تعزيز مبادرات العطاء، خصوصاً خلال شهر رمضان المبارك من كل عام، ونمكّن طلابنا من نشر الإيجابية عبر اللفتات الطيبة والخيرية نحو أفراد عائلاتهم والمجتمع والبيئة والحيوانات».

ولفتت إلى اهتمام المدرسة بالحفاظ على صحة الأطفال العاطفية والنفسية، من خلال دعمهم بجلسات صحية، وتزويدهم بحلول ودّية لدرء مخاوفهم، ومساعدتهم على التعامل مع الضغوط وتحسين أدائهم الدراسي.