رصد مديرو مدارس ومعلمون 10 تحديات واجهت المؤسسات التعليمية الخاصة، خلال تطبيق نظام «التعلم الهجين»، الذي تم تطبيقه لأول مرة خلال العام الدراسي 2020-2021.

وهو نظام يحرص على دوام الطالب عدد أيام محددة في المنزل، ومماثلة لها في المدرسة، ويتم فيه تقسيم الطلاب إلى مجموعات، وطبق هذا النظام ليحافظ على التباعد، وتقليل الكثافة الطلابية الموجودة في المدرسة وداخل الصف.

وتمثلت التحديات في: تدريس مواد العلوم، وكيفية دعم الطلاب بأفضل شكل ممكن، من خلال المجموعات، وأيام الدوام المدرسي، وتدريس المعلم لطلبة في المدرسة، وآخرين في المنازل في آن واحد، وتعاون الطلاب في ما يخص التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات، وحصول الطلاب على فرص إثراء المعرفة، وعجز المعلمين عن التدريس من مقدمة الفصل، كما كان معتاداً عليه، ودعم الطلاب عن قرب، وقلة الدافعية والتركيز للتعلم أمام الشاشات.

وإصابة الطالب بالملل من الحصة، بالإضافة إلى فقدان التواصل الحقيقي، الذي يدعم خبراتهم، ويعزز جودة حياتهم ورفاهيتهم. بالإضافة إلى التأثير السلبي الذي يحد من تطور الطلاب على الصعيد الاجتماعي والعاطفي، والتأكد من التواصل بشكل مستمر، خلال حصص التعلم عن بعد، وإعطاء الطالب حقه من الفهم والاستيعاب.

ومن جانبه، قال عبد الرزاق حاج مواس مساعد مدير مدرسة الاتحاد الخاصة الممزر: إن التحديات التي واجهتها المؤسسات التعليمية، تفاوتت بعد الانتقال الفوري بالتعليم، والذي فرضته جائحة «كوفيد 19».

وذلك بحسب النظام التعليمي الذي كانت تنتهجه كل منها، إذ نجحت المدارس التي تبنت مسبقاً نظماً تعليمية قائمة على التكنولوجيا، وتدعم التعلم المستقل لدى الطلبة، بينما واجهت المدارس التي تعتمد على نظم تعليمية تقليدية، تحديات أكبر، للتكييف مع الواقع الجديد.

وأوضح أن أبرز التحديات التي برزت مع تطبيق هذا النموذج من التعليم، هي: قلة التركيز والدافعية، نتيجة جلوس الطلبة أمام الشاشات لفترات طويلة، وحاجة الطلبة لخوض تجارب حقيقية مع أقرانهم، في جو من التواصل الحقيقي، الذي يدعم خبراتهم، ويعزز جودة حياتهم ورفاهيتهم.

تأثير 

وتابع: إن من التحديات التي واجهت المؤسسات التعليمية، هي التأثير السلبي الذي يحد من تطور الطلاب على الصعيد الاجتماعي والعاطفي، مثل آثار المرض، أو فقد أحد الأقارب أو الأصدقاء، ما يتطلب تكثيف الجهود لتقديم الرعاية الاجتماعية والنفسية، والإبقاء على حماس الطلبة ودافعيتهم، والتأكد من التواصل بشكل مستمر خلال حصص التعلم عن بعد، موضحاً أن لبعض المواد خصوصية، تتطلب وجود الطلبة في المختبرات، وإجراء التجارب العلمية الواقعية، ولن تستطيع التكنولوجيا أن تحل مكان الواقع الحقيقي، مهما بلغت من تطورها.

تميز 

ومن جانبها، اعتبرت ريبيكا سايكس، منسقة المرحلة الابتدائية في أكاديمية جيمس العالمية – دبي، أن هذا العام، كان من أصعب الأعوام الدراسية التي مرت عليها، وعلى العديد من المعلمين حول العالم، ولكنه كان كذلك عاماً تحقق فيه نمو كبير على مستوى التعلم والتعاون بين المعلمين والطلاب وأولياء الأمور، وكل الأطراف الأخرى في مجتمع المدرسة.

ومن التحديات التي رافقت التعليم الهجين، هو كيفية دعم الطلاب بأفضل شكل ممكن، سواءً كانوا في المدرسة «حيث اضطر المعلمون غالباً لتدريس مجموعتين منفصلتين من الطلاب»، وأقرانهم الذين يتعلمون عن بعد في المنزل.

وضمان حصول الجميع على أفضل مستوىً ممكن من التعليم، وقد أظهر المعلمون إيجابية وابتكاراً في التأقلم مع أساليب التدريس المختلفة، باستخدام التكنولوجيا، مثل برامج «سيسو» و«غوغل كلاس روم»، لتحسين التعليم، وجعله نشطاً قدر الإمكان، موضحة أن المعلمين أسسوا شراكة وثيقة مع أولياء الأمور، لضمان تشخيص ومعالجة فجوات التعلم، ولضمان التفاعل الملائم مع كل الطلاب.

ومن التحديات الأخرى: ضمان تعاون الطلاب، في ما يخص التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات، والتي تزيد من صعوبة تنمية الأطفال لمهاراتهم الاجتماعية، عبر التحدث لزملائهم، والاستماع وأداء الأدوار خلال الدروس، إذ استطاعوا بدمج التعلم النشط والمسرح في الدروس، وكانت مثلاً مبادرة «التحدث من أجل الكتابة»، وسيلة مذهلة، مكنتنا من التفاعل مع الطلاب، وإخراجهم من مقاعدهم، ليشاركوا في الأنشطة، ويرووا القصص ويمثلوا.

وتابعت: إن المعلمين أبدوا مرونة كبيرة في استخدام المساحات المتاحة لهم في شتى أنحاء المدرسة، كي يجمعوا الطلاب، ويتيحوا الأحاديث الفردية، والعمل الجماعي، دون الإخلال بإجراءات السلامة.

ومن جانبه، قال غاريث كوبر، معلم في مدرسة جيمس البرشاء الوطنية: من أعظم التحديات التي واجهها المعلمون أثناء تكيفهم مع نموذج التعليم الهجين، هي عجزهم عن التدريس من مقدمة الفصل، ودعم الطلاب عن قرب.

وهو ما اعتدنا القيام به طوال ممارستنا للتدريس، ومع ذلك، فقد تمكنا من الحصول على مجموعة من أدوات التدريس التي تعمل عبر الإنترنت، واستطعنا من خلالها محاكاة تجربة الطلاب، خلال السنوات السابقة في المدرسة، وعلى الرغم من وجود طلابنا في منازلهم، سعينا جاهدين لجعلهم يشعرون بكونهم جزءاً من الفصل الدراسي قدر الإمكان، وساعد على ذلك، وجود نظام يسمح للطلاب التنقل بسلاسة بين التعلم عن بعد، والتعلم في المدرسة.

واعتبرت ميرسي موني رئيسة قسم العلوم في مدرسة الاتحاد الخاصة - الممزر، أن تدريس مواد العلوم عبر الإنترنت، مثّل تحدياً كبيراً، حيث انتقل المحتوى في العلوم والمفاهيم والتفاعلات ومشاركة أفكارهم المستقلة أثناء الوجود المادي في الفصول الدراسية إلى الأجهزة، وانتقلت المعامل والفصول الدراسية إلى منازلهم. 

وأوضحت أن الطلاب يظهرون تفاعلاً ومشاركة أقل، مع تدريب محدود على الأنشطة، وإدارة الوقت، حيث يتم استبدال التحقيقات المعملية بالعروض التجريبية والمحاكاة الافتراضية، ونتيجة لذلك، فإن قدرة الطلاب وإمكاناتهم على المحك. 

وقالت: على الرغم من وجود الكثير من الموارد عبر الإنترنت، التي يمكنها تجهيز المعلمين ومساعدتهم على إنشاء دروس قوية وغنية بالمعلومات، إلا أن جوهر الطالب الجسدي غير الموجود في الفصول الدراسية، يخلق فراغاً في رحلة التدريس والتعلم، من أجل إعداد الجيل القادم لمهارات القرن الـ 21.