عمل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، على رفع مستوى التعليم في الإمارات، لإيمان سموه العميق بأن التعليم ركيزة تقدم ونهضة الأمم، ويأتي في إطار الاستثمار في الإنسان، حيث قال سموه «إن تمكين الشباب وتأهيلهم وزيادة وعيهم تجاه مختلف المتغيرات الراهنة ركيزة أساسية لتطور المجتمعات».

مجلس أبوظبي للتعليم

وقد حظي قطاع التعليم برعاية سموه، حيث شغل منصب رئيس مجلس أبوظبي للتعليم عام 2005 ومن مهام المجلس تنفيذ استراتيجيات وخطط قصيرة وطويلة الأمد تهدف إلى تطوير التعليم من مرحلة رياض الأطفال حتى الثانوية العامة في المدارس الحكومية والخاصة، إلى جانب تطوير التعليم العالي.

كما ترأس سموه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، ووفقاً لتوجيهات سموه أصبح المركز مؤسسة مستقلة متخصصة بالبحوث العلمية والدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها، ذات الأهمية بالنسبة للإمارات ومنطقة الخليج، والعالم بأسره، وكان المركز قد تأسس في 14 مارس 1994، في عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

تعزيز التكنولوجيا

كما دعم سموه تطوير التكنولوجيا في الإمارات، وشجع ثقافة الابتكار من خلال رعايته الكريمة لفعاليات عديدة أبرزها المهرجان الوطني للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، كما أسس سموه تحدي محمد بن زايد العالمي للروبوت، وهي مسابقة عالمية للروبوتات تقام كل عامين في أبوظبي، وتستقطب الجامعات المعتمدة ومراكز البحوث والشركات والمبدعين من جميع أنحاء العالم وتهدف إلى تقديم حلول واقعية حول أكثر التحديات العالمية إلحاحاً من خلال تطبيقات تكنولوجيا الروبوتات المستقلة، ومن ثم تعزيز دور الإمارات كمركز إقليمي للبحث في مجال الروبوت والأنظمة ذاتية التحكم.

وبرعاية سموه الكريمة، أطلقت جائزة «محمد بن زايد لأفضل معلّم» وهي فلسفة تربوية حديثة تتحد في مضمونها وأهدافها مع رؤية واضحة وعميقة، كما تعكس اهتماماً كبيراً ومتنامياً من قبل القيادة الرشيدة في إكساب التعليم في دولة الإمارات والدول المشاركة عامة الزخم المطلوب، بما يحقق تطلعات تلك الدول في إثراء العملية التعليمية عبر إحداث قفزات استثنائية في مساراتها، وبما يسهم في تحقيق توجهاتها نحو نهضة تنموية شمولية، حيث يشكل التعليم عمودها الفقري، وركيزة نحو انطلاقات هائلة في كل مناحي الحياة ومجالاتها.

ويؤمن سموه بأن المعلم عصب العملية التعليمية، ومنطلقاً لأي تطور منشود نبحث عنه، لذا جاءت الجائزة لتكرس مفاهيم ومبادئ عدة، وتوثق لمرحلة جديدة من العمل التعليمي والتربوي المتجانس، والذي يتوافق مع آخر المستجدات العصرية، والحراك الحاصل في قطاع التعليم في الدول المتقدمة، وبما يتسق مع المتطلبات الحضارية، ولا يكون ذلك إلا من خلال تحفيز المعلم للأخذ بأسباب تقدمه، وتتبع مقتضيات تطوره.

جامعات

أسس سموه جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي وتهدف إلى تعزيز إمكانات البحث التعاونية والتطويرية بين مختلف التخصصات في مجالات الذكاء الاصطناعي، وإعداد الطلاب ليصبحوا قادةً ومبتكرين أكفاء يتمتعون بالمعرفة الوفيرة والخبرات الواسعة لتنمية القطاع التكنولوجي وإطلاق المشاريع المبتكرة في الإمارات كما تعزز جهود إمارة أبوظبي لإرساء دعائم اقتصاد المعرفة القائم على الذكاء الاصطناعي وضمان استدامته، وتزويد مختلف القطاعات والمؤسسات العامة بالكوادر البشرية والمهارات والموارد التي تكفل لها الحصول على المكانة الأمثل ضمن فئتها في ميادين استخدام الذكاء الاصطناعي، كما تعمل على جذب أفضل المواهب والكفاءات في الذكاء الاصطناعي من شتى أرجاء المنطقة والعالم.

وتعمل الجامعة على تطوير بحوث الذكاء الاصطناعي واستخداماته الفعالة في شتى ميادين الأعمال بالتعاون مع المؤسسات الصناعية والعامة بهدف تحسين إمكانات الابتكار والإنتاجية والنمو وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي جهة أكاديمية موثوقة لتقديم المشورة لمختلف القطاعات والمؤسسات العامة في المسائل المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.

العلوم الإنسانية

وللعلوم الإنسانية نصيب من رعاية سموه من خلال جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية والتي تهدف إلى دعم مسيرة التنمية والتطوير والبحث العلمي، عن طريق طرح برامج أكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية والفلسفية، بغرض نيل درجة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، لكي تصبح مركزاً أكاديمياً مرموقاً على مستوى العالم، في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية والفلسفية. وتسعى بشكل خاص إلى تقديم برامج أكاديمية متميزة في اللغة العربية وآدابها، وفي الدراسات الإسلامية بفروعها، وبهدف تقديم الإسلام والثقافة العربية بطريقة حضارية وإنسانية، وتعمل على نشر فضائل التسامح والمحبة واحترام حقوق الإنسان، وإعلاء قيم الاعتدال والوسطية والانفتاح على ثقافات وشعوب العالم المختلفة.