أكد عدد من الأكاديميين والطلبة أهمية المجالس الطلابية بالجامعات في رسم سياسة الأنشطة الطلابية الفعالة، التي تعمل على ربط الطلبة بواقعهم الاجتماعي، من خلال ممارسة العديد من البرامج، موضحين أن هناك 12 فائدة لاتحادات أو مجالس الطلبة في الجامعات وهي:

صقل مهارات الطلبة، وتعزيز الروح القيادية لديهم، وتعويدهم على المناخ الديمقراطي القائم على الممارسة الفعلية سواء في الانتخابات الطلابية أو الأنشطة، وتكوين الفكر الصحيح والإيجابي داخل الحرم الجامعي، والذي ينعكس بدوره لاحقاً على كل المستويات والصعد، وتكوين قاعدة كبيرة من الطلبة.

مما يعزز شعورهم بالولاء والانتماء للوطن، وتنمية المهارات الناعمة لديهم، وتعلمهم فنون إدارة الوقت، وإثراء المعارف والتجارب، وتنمية روح الحوار، واحترام الرأي الآخر، وتعزيز استقرار الحياة الجامعية، والتركيز على الأهداف.

رؤية

يرى عبدالله الشامسي مدير الجامعة البريطانية في دبي أن المرحلة الجامعية هي مرحلة تنطوي على تجارب منفردة، وخبرات عملية، ومهارات فردية، وتنمية شخصية، ورابطة مجتمعية، تبدأ خطواتها بدخول باب الجامعة، وتمتد آثارها إلى ما بعد التخرج.

والحصول على الوظيفة، وبين ما يجب أن يتحقق، وما تم إنجازه يبرز دور المجالس الطلابية في حياة طلاب الجامعات وأثرها على رؤية التعليم العالي، ومدى تحققها في مؤسساته، وعمق العلاقة، التي تربط هذه المؤسسات بطلبتها.

ويضيف: يمتد دور هذه البيئة لتنمية شعور الطلبة بانتمائهم للجامعة واندماجهم في المجتمع الجديد بكل ما يحمله من سمات وصفات، لتتحول الجامعة إلى حاضنة تمارس دورها في زيادة الوعي وتنمية منظور واسع لديهم، فالاتحاد يشكل بيئة ممتازة للمناقشة والانخراط، ومحفزة لهذا الدور التي تمارسه الجامعة، وبالتالي لنجاحها في تحقيق رؤية التعليم العالي.

رابطة قوية

وقال الدكتور شريف موسى عميد كلية الهندسة في الجامعة الكندية في دبي: إن دور الاتحادات الطلابية المبدعة يتجلى في بناء كوادر طلابية متميزة، وصنع رابطة قوية بين مؤسسات التعليم العالي وطلابها، ونقل التجربة التعليمية نحو مزيد من المتعة والفعالية والابتكار، وهذا ما يفرض على المجالس الطلابية تسخير المزيد من الجهد والوقت، للوصول إلى مستوى متقدم وصنع المزيد من النماذج الفريدة، التي تسهم في تطور التعليم العالي ودعم طلبته في نواح عديدة.

روح الانتماء

وأكد الدكتور عطا حسن مدير مركز التعليم المستمر والتطوير في الجامعة القاسمية بالشارقة أهمية المجالس الطلابية في إعداد جيل قيادي، يتمتع بالكفاءة ويتمرس العمل الديمقراطي، ويتمتع بقوة روح الانتماء للوطن، كما أن المجالس الطلابية تعودهم على تحمل المسؤولية، وتفهم روح الحوار واحترام الرأي والرأي الآخر.

وأضاف: إن تشكيل المجالس الطلابية في الجامعات سنوياً، يهدف إلى إعداد جيل قيادي قادر على تحمل المسؤولية، ويمتلك القدرة على الاتصال الفعال، والتخطيط وإدارة الموقف، وتعزيز روح الانتماء للوطن، وتنمية الممارسات الإيجابية، وروح الحوار واحترام الرأي الآخر، كما تساعد على توثيق الروابط بين المدرسة والمجتمع المحلي.

تعزيز الاستقرار

وأشارت شارلوت رامزى مسؤولة شؤون الطلبة والحياة الطلابية في جامعة هيريوت وات دبي إلى أهمية الدور، الذي تلعبه اتحادات الطلبة في الجامعات، والتي يديرها طلاب ينتخبهم أقرانهم لتمثيل مصالحهم، والدفاع عنها في الحرم الجامعي، والذي يتمثل في تعزيز وإثراء تجربة أقرانهم.

مشيرة إلى أن المجلس يتكون من أعضاء منتخبين مسؤولين عن مختلف مجالات الحياة الطلابية سواء الأكاديمية أو الرياضية أو الترفيهية، كما يلعب دوراً محورياً في تعزيز استقرار الطلبة في الحياة الجامعية، والمساعدة في ضمان استفادتهم القصوى من الدراسة في الجامعة.

وأكدت أن اتحاد الطلبة يلعب دوراً أساسياً في تنظيم الأنشطة الاجتماعية والأكاديمية وتعزيزها، وكذلك جمع الملاحظات وتمثيل صوت زملائهم في لجان الجامعة، فضلاً عن تعزيز المهارات الناعمة، بما يعزز مستقبلهم المهني.

أهداف

وقال الدكتور عبدالله إسماعيل الزرعوني أستاذ في قسم الهندسة الكهربائية في جامعة روشستر للتكنولوجيا بدبي: إن التجارب التي يخوضها الطلبة ضمن أنشطة الاتحادات الطلابية أو المناصب، التي يتقلدها بعضهم داخل هذه الاتحادات تسهم في زيادة قدرتهم على التركيز على أهدافهم وتوجيه قدراتهم نحوها، وتصنع الحافز المحرك لهؤلاء الطلبة من أجل تحسين مهاراتهم ومجتمعاتهم.

وتفادي التحديات، التي تعيقهم عن ذلك، وتنمي لديهم النظرة التفاؤلية وتوقع الأفضل من أنفسهم ومن شركائهم وزملائهم، والرغبة في الاستمرار في التعلم ومساعدة من يحتاج المساعدة من أقرانهم، كما تساعد على إبراز القيادات المستقبلية لخدمة بلدهم والمساهمة في تطوير مؤسساتها.

طلبة: صناعة بيئة أكاديمية محفزة

أكد عدد من الطلبة المشاركين في المجالس الطلابية دور هذه المجالس في إشراكهم في صنع بيئة أكاديمية تحفيزية، تشجعهم على النجاح وتكسبهم الخبرات والمعارف، كما تساعدهم في استثمار أوقاتهم وطاقاتهم واكتشاف الأدوات.

وحول إسهامات المجالس الطلابية في حل المشكلات السلوكية داخل الجامعة تشير الطالبة عائشة الحمادي إلى أن المجلس يفتح المجال أمام الطالب للبوح بما في نفسه من خلال زملائه أعضاء المجلس، ما يسهم في تحقيق الانضباط داخل الحرم الجامعي، وتقليل المشكلات السلوكية.

وترى الطالبة شيخة الهاجري أن المجالس الطلابية تساعد في تخفيف الضغوطات، وحجم المشكلات عن الإدارات الجامعية، إذ إن الطلبة المنتخبين تكون لديهم شعبية كبيرة بين زملائهم.

حيوية وتفاؤل

وقالت الطالبة أنسوارا براديب رئيسة اتحاد الطلبة في جامعة هيريوت وات دبي: إن هذه المجالس أسهمت في تطوير الحياة الأكاديمية للطلبة وجعلتها مفعمة بالحيوية والتفاؤل في جو أسري، مشيرة إلى أنها تأمل من خلال منصبها رئيسة لاتحاد الطلبة في إثراء الفرص التعليمية لزملائها وتعزيز الأنشطة الرياضية والترفيهية.

ولفتت الطالبة نافيا راجيف تخصص إدارة الأعمال الدولية إلى أن مثل هذه المجالس تنمي روح المنافسة وتطور المهارات، مشيرة إلى أن العملية الانتخابية سمحت لها بتطوير مهاراتها في التواصل الفعال والعمل الجماعي وحل المشكلات، كما علمتها أهمية احترام وتقبل وجهات النظر المختلفة، والتعامل مع النتائج والتحديات بإيجابية.

إدارة الوقت

وقال الطالب يوهان سيمون بكالوريوس في علوم الكمبيوتر - الذكاء الاصطناعي ومسؤول الفعاليات باتحاد الطلبة بجامعة هيريوت وات دبي: إن اتحادات الطلبة تسهم في تحسين تجربة الحياة الجامعية والتصميم على العمل والنجاح، كما أنها تغذي الطلبة بأفكار ومقترحات تسهم في تعزيز الترابط بين المجتمع الأكاديمي، وفن إدارة الوقت، وتحقيق الموازنة بين مهام المجالس وبين الدراسة.