واصلت مدارس الدولة الاحتفاء بعودة رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، من خلال تجسيدها فعاليات صفّية مدرسية، للاحتفال بهذا الإنجاز التاريخي، وللتعبير عن الفخر والاعتزاز بالإنجاز الكبير الذي حققه النيادي في المجال الفضائي، واشتملت الاحتفالات على محاضرات توعية للطلاب حول رحلته الفضائية، وأهمية العلوم والتكنولوجيا والابتكار، بالإضافة إلى تنظيم مشروعات وأنشطة تعليمية متعلقة بالفضاء والاستكشاف الفضائي، تستند إلى تجربة سلطان النيادي، وما ستقدمه نتائج الأبحاث والتجارب العلمية التي أجراها في الفضاء.
وقالت أليرثا هايسر مدير مدرسة جيمس كامبردج الشارقة، إن الكادر التدريسي تفاعل مع عودة سلطان النيادي إلى الأرض، وبدورهم، نظموا نقاشاً مع الطلبة حول رحلة سلطان النيادي، والمشاريع القادمة في مجال الفضاء، ما لاقى إحساناً كبيراً من الطلبة، وتحولت الحصص الأولى إلى أنشطة صفية، تجسد إنجازات الإمارات في مجال الفضاء.
وأشارت إلى أن دولة الإمارات حققت نقلة تاريخية في قطاع الفضاء، باكتمال قصة نجاح جديدة لدولة الإمارات، انطلق خلالها أحد أبنائها حاملاً معه «طموح زايد»، وأصبح نموذجاً يحتذى به، ليس لشباب الإمارات فحسب، وإنما للشباب العربي جميعاً، وقدوة تنير الطريق أمام الأجيال القادمة، لذلك يجب على المؤسسات التعليمية أن تعرف الطلبة بهذه الطموحات والإنجازات، وتسطر تلك النجاحات في نفوس طلابها.
وقالت الدكتورة مروة مهيأ رئيس قسم المواد الوزارية في مدرسة خاصة، إن عودة سلطان النيادي إلى الأرض، تمثل إلهاماً للطلاب والمجتمع بأسره، وتعزز الاهتمام والحب للعلوم والتكنولوجيا والاستكشاف في المدارس، لذلك حرصت مدرستنا على تنظيم العديد من الفعاليات التي تزيد من شغف الطلبة نحو علوم الفضاء، وربطها مع اللغة العربية، من خلال إتاحة الفرصة للطلبة للكشف عن شغفهم في مجال الفضاء من خلال الكتابة.
وأضاف كريم مورسيا مدير مدرسة البرشاء الوطنية «حرصنا على إتاحة الفرصة للطلاب لمواصلة الاحتفال بعودة رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، من خلال إقامة أنشطة وجلسات تثقيفية، ومناقشات، ومشاهدة بث مباشر للحدث، للسماح للطلاب بمتابعة هذه اللحظة التاريخية معاً.
وأوضح مورسيا أن ردة فعل الطلبة لمشاهدة هذه اللحظة، كانت مليئة بالتشويق والإيجابية للغاية، حيث كانوا متحمسين لمشاهدة البث، والتعرف إلى إنجازات سلطان النيادي، مفيداً بأن هذه الأحداث العالمية تحظى بأهمية قصوى في تعليم الطلاب، لأنها تقدم أمثلة واقعية للتفاني والمثابرة والفخر الوطني.
واعتبر مورسيا أن هذا الحدث التاريخي لدولة الإمارات، مصدر فخر وإلهام كبير للمجتمع المدرسي ككل، حيث تمثل إنجازات النيادي روح الإصرار والسعي لتحقيق التميز الذي تقدره دولة الإمارات، كما يعد هذا الإنجاز شهادة على التزام الأمة باستكشاف الفضاء والتقدم العلمي، فهو لا يسلط الضوء على دولة الإمارات في صدارة المشهد العالمي فحسب، بل يشجع أيضاً جيل الشباب بكامله على استهداف النجوم، والإيمان بأن كل شيء ممكن مع العمل الجاد والتفاني.
وقالت إيما شاناهان مدير مدرسة أسبن هايتس البريطانية: نلتزم في مدرستنا بتقديم تجربة تعليمية استثنائية، تُعنى بتعزيز قدرة الطلاب الاستيعابية بطرق متجددة وفريدة، لذلك يعمل كافة أفراد الهيئة التدريسية، بدءاً من معلمي صفوف المراحل التأسيسية الأولى، وصولاً معلمي طلاب مرحلة البكالوريا الدولية، على تسخير وتوظيف هذا الحدث التاريخي، والإشادة بهذا الإنجاز الذي يعتبر مصدر فخر كبير لنا جميعاً.
أجواء الفرح
كما واصلت مدارس خاصة في أبوظبي، الاحتفاء من خلال أجواء مليئة بالفرح والاعتزاز، بعد النجاح الباهر لمهمة رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي.
وتفاعل طلبة مع مراحل انفصال مركبة الفضاء «دراجون» عن محطة الفضاء الدولية، وهبوطها صباح أمس الأول في المحيط الأطلسي، قرب سواحل جاكسونفيل بولاية فلوريدا الأمريكية، وبداخلها سلطان النيادي وطاقم Crew-6، حيث تم نقل المركبة على متن سفينة الإنقاذ، تمهيداً لخضوعه وزملائه لبرنامج عزل صحي.
وقدمت مدارس خاصة جهوداً لتعريف طلابها بمهمة سلطان النيادي، وقدم معلمو العلوم والرياضيات وأنشطة المدرسة شرحاً مفصلاً للطلاب حول أساسيات الرحلة الفضائية، بدءاً من مرحلة «الكي جي»، وصولاً إلى حلقة الثانوي، بجانب تسليط الضوء على التجارب العلمية التي أجراها النيادي خلال رحلته، والتي تخدم حلقة البحث العلمي.
شغف علمي
وأكد مديرو المدارس ومسؤولو الأنشطة المدرسية، أن برنامج الفضاء الإماراتي وطموح زايد، يثيران الشغف لدى الطلاب، حيث يعتبر رائدا الفضاء الإماراتيان هزاع المنصوري، وسلطان النيادي، مصدر إلهام، وتحولت أنظارهم نحو اكتساب المزيد من المعرفة حول الفضاء والعلوم المتعلقة به، حيث يكمن دور المدرسة في تشجيع طلابها على أن يصبحوا جزءاً من جيل يحمل راية الإبداع في علوم الفضاء.
وأضافوا أن منهج الدراسة الحالي للطلاب في جميع المراحل الدراسية، يعرف بفريق عمل برنامج الفضاء الإماراتي، وإسهاماته العلمية، حيث يسهم في تعزيز الوعي بأهمية الفضاء والبحث العلمي، وتعميق الشغف لدى الطلبة، من خلال تنفيذ مبادرات وأنشطة تعليمية، تناقش المواضيع والتجارب العلمية ذات الصلة.