كشفت إدارات مدرسية أن حضور أولياء الأمور لاجتماعات المدرسة يعزز رصانة النظام التعليمي، ويمكنهم من أن يصبحوا شركاء فاعلين في مراقبة تقدم التعلم وتقييم جودته، بالإضافة إلى تقييم الأداء الأكاديمي لأبنائهم وتحديد المجالات التي يحتاجون إلى تحسينها.
وتعقد الإدارات المدرسية 3 اجتماعات سنوية لأولياء الأمور لمناقشة الأداء الأكاديمي لأبنائهم وتحديداً عقب إعلان نتائج كل فصل دراسي، وتلاحظ الإدارات استجابة واهتمام جزء كبير من أولياء الأمور ومشاركتهم الفعالة وتقديمهم مقترحات يمكن أن تساهم في تحقيق تعليم أفضل وتحسين جودة التعلم لجميع الطلاب.
واعتبرت الإدارات المدرسية أن اجتماعات المدرسة فرصة قيمة للتواصل المباشر بين المعلمين وأولياء الأمور، حيث يتم مناقشة مختلف القضايا المتعلقة بالتعليم والتعلم، وتساهم مشاركة الآباء والأمهات في هذه الاجتماعات في تحقيق 5 فوائد تتمثل في: تعزيز التواصل بين الأسرة والمدرسة وهذا يمكنهم من مناقشة التحديات واحتياجات الطلبة بشكل مباشر وتبادل المعلومات، وثانياً، الوقوف على مستوى الطلبة والتعاون من أجل رفع التحصيل الدراسي، وثالثاً، تعزيز الانضباط والسلوك الإيجابي للطلاب، ورابعاً، تعزيز الثقة والدعم النفسي حيث يشعر الطلاب بدعم إضافي وثقة عندما يرون الأهل يهتمون بتعليمهم ويشاركون في حياتهم المدرسية، ويرسخ لدى الطلاب الشعور بأنهم ذوو قيمة وأن جهودهم الدراسية تحظى بالتقدير والاهتمام، وأخيراً يؤدي حضور أولياء الأمور لاجتماعات المدرسة إلى بناء شراكة قوية بين المدرسة والمنزل، ويتمكن الآباء والأمهات من مشاركة أفكارهم وآرائهم فيما يتعلق بالتعليم وتطوير البرامج التعليمية.
ومن جهته قال وليد عرابي نائب مدير مدرسة دبي الأمريكية، إن حضور أولياء الأمور لاجتماعات المدرسة يلعب دوراً حاسماً في تحسين جودة التعليم، حيث يتيح لأولياء الأمور فرصة للتعرف على المعلمين وإقامة تواصل فعال معهم، كما يمكنهم من مشاركة ملاحظاتهم واهتماماتهم بشأن تجربة التعلم لأبنائهم، كما يمكنهم أيضاً من طرح الأسئلة والاستفسارات والحصول على توضيحات حول المنهج الدراسي والأداء الأكاديمي للطلاب.
ولفت إلى أن هناك فئة من أولياء الأمور لديهم مساهمات في عملية صنع القرار وتوجيه السياسات التعليمية، من خلال تقديم آراء ومقترحات بشأن تحسين البرامج الأكاديمية، وتحسين البيئة التعليمية، وتعزيز مشاركة الطلاب في العملية التعليمية.
مرونة
ومن جهتها قالت غدير أبو شمط، نائب أول الرئيس لشؤون التعليم، ومديرة مدرسة جيمس الخليج الدولية، إن إدارة المدرسة تحرص على حضور أولياء الأمور لاجتماعاتها التي تنظمها على مدار العام، ولذلك تقوم بعقد اجتماعات افتراضية وتضع جدولاً مرناً للمواعيد لمن لم يتمكن من الحضور في مواعيد الاجتماعات المقررة، فضلاً عن التواصل عبر الاتصالات الهاتفية والرسائل النصية من خلال نظام إدارة التعلم الرسمي بالمدرسة.
ولفتت إلى أهمية هذه الاجتماعات الرسمية التي تعقدها المدرسة بين أولياء الأمور والمعلمين حيث تتناول مواضيع مختلفة منها نقاط القوة لدى الطلاب ومجالات التحسين وتحديد الأهداف المرجوة للطلاب، فضلاً عن مستوى تقدم الطلاب وتحصيلهم الدراسي، وجوانب تطورهم على الصعيد الشخصي والسلوكي.
وأوضحت أن الأبحاث تشير إلى أن اجتماعات أولياء الأمور تلعب دوراً جوهرياً في تعزيز تجربة التعلم لدى الأطفال، وتتيح للمعلمين منصة لإيصال توقعاتهم إلى كل من أولياء الأمور والطلاب، بما يوائم الجهود المشتركة مع أهداف المدرسة، ويعكس حضور هذه الاجتماعات المشاركة الفاعلة لأولياء الأمور ومدى حرصهم على رفد أبنائهم بتجربة تعليمية إيجابية تسهم بتحسين الأداء الأكاديمي.
تأثير
ومن جهتها قالت المستشارة التربوية ريم حسين مديرة المدرسة الأهلية الخيرية التأسيسية دبي، إن عدم حضور أولياء الأمور لاجتماعات مدارس أبنائهم وعدم متابعتهم لمستوى أبنائهم الأكاديمي أو السلوكي قد يكون له تأثير سلبي على الطالب، ويعتبر تواجد الأهل ومشاركتهم النشطة في حياة المدرسة أمراً مهماً لنجاح الطالب وتحقيق تطوره الأكاديمي والاجتماعي.
وأوضحت أنه عندما يكون الأهل غير مهتمين بمتابعة تقدم أبنائهم الأكاديمي، فإن الطالب يمكن أن يشعر بالنقص من قبل أسرته، ويحتاج الطلاب إلى الحصول على رعاية ودعم من أولياء الأمور ليشعروا بأنهم لهم الأولوية، وهذا يؤثر بشكل إيجابي على تحفيزهم لتحقيق أهدافهم الأكاديمية وتحسين سلوكهم في المدرسة، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤثر عدم حضور الأهل لاجتماعات المدرسة على قدرة المدرسين على تقديم المساعدة والتوجيه اللازم للطالب، وقد يتعذر على المعلمين تقييم تحسن الطالب أو التعامل مع أية قضايا تحتاج إلى اهتمام خاص إذا لم يكن هناك تواصل منتظم مع الأهل.