أكاديميون وطلبة لـ «البيان»: دعم الأبحاث الطلابية يعزز مهاراتهم في إيجاد الحلول للتحديات المستقبلية

يساهم دعم الأبحاث الطلابية بشكل جلي في تطوير المعرفة والتقدم العلمي، إذ إن الأبحاث ليست مجرد مشاريع أكاديمية، بل هي فرصة لتعزيز مهارات الطلبة وتحفيزهم على استكشاف مجالات جديدة وحل المشكلات المعقدة، وتطوير مهارات سوق العمل، لذلك تحرص العديد من الجامعات على تمويل برنامج البحوث للطلبة، كجزء من مبادراتها الرامية لتزويد الطلبة بالمعرفة والمهارات اللازمة لمواكبة احتياجات سوق العمل المستقبلية، وذلك بهدف إعداد الأجيال القادمة للقيام بدور فعال في تنمية المجتمع.

وأكد عدد من الأكاديميين والطلبة لـ«البيان»، أن هناك 7 فوائد تعود على المجتمع من دعم الأبحاث العلمية، مشيرين إلى أنها تسهم في تحسين مهاراتهم وتعزيز ثقافة الباحث، كما أنها وسيلة يطور الإنسان من خلالها نفسه وفكره وثقافته على مختلف المستويات، وتجعله مبتكراً يتعرف على أشياء جديدة، ويبتعد عن التفكير بالطريقة التقليدية، وينمي القدرة على مواكبة التطورات، ويتزود بالخبرات، فضلاً عن توفير فرص وظيفية، لافتين إلى أن دعمها يسهم في معالجة قضايا العالم الملحة.

وقال البروفيسور عبد الله الشامسي، مدير الجامعة البريطانية بدبي، إن الجامعة تعمل على ترسيخ مفهوم الأبحاث العلمية ضمن مناهجها، حيث إن جميع الطلبة مطالبون بإعداد أبحاث حول التخصصات التي يدرسونها كمتطلب سنوي ومتطلب للتخرج من الجامعة، ما يجعل جميع طلبتها من ممارسي البحوث العلمية.

وأضاف أن الجامعة تقدم الدعم للأبحاث الطلابية بطرق مختلفة، منها الدعم الفني من خلال مركز الدكتوراه لتطوير الأبحاث والباحثين والذي يعنى بشؤون الدكتوراه والماجستير، حيث ينظم هذا المركز دورات تدريبية وندوات في إطار البحث العلمي ودورات علمية للطلبة، بالإضافة إلى تنظيم مؤتمر سنوي للأبحاث. وأفاد بأنه سيتم تنظيم نسخة المؤتمر لهذا العام 2024 أواخر يونيو الجاري، بمشاركة 120 بحثاً من الجامعة البريطانية بدبي ومن جامعات بريطانية أخرى.

ركيزة أساسية

بدوره، أكد الدكتور أحمد مراد، النائب المشارك للبحث العلمي في جامعة الإمارات، أنهم في الجامعة يؤمنون بأن البحث العلمي هو إحدى الركائز الأساسية للتعليم العالي من خلال تمويل هذه المشاريع، والتي تهدف إلى تحفيز الطلبة على الابتكار والاستكشاف، وتعزيز قدراتهم على مواجهة التحديات المستقبلية بطرق مبتكرة ومستدامة.

وأضاف أن المشاريع الممولة تهدف إلى تغطية مجموعة واسعة من المجالات الأكاديمية والعلمية، بما في ذلك العلوم الطبيعية، والهندسة، والتكنولوجيا، والطب، والعلوم الاجتماعية والإنسانية، ويشمل الدعم المالي المقدم تغطية تكاليف الأبحاث، بما في ذلك المواد اللازمة، وأدوات البحث، والتكنولوجيا المستخدمة، بالإضافة إلى توفير بيئة ملائمة للطلبة لإجراء أبحاثهم.

ولفت إلى تمويل الجامعة 189 مشروعاً بحثياً بمشاركة 803 طلاب وطالبات من مختلف الكليات والتخصصات، وتوزعت المشاريع البحثية الصيفية على النحو التالي: 34 مشروعاً لكلية العلوم، و42 مشروعاً لكلية الهندسة، و34 مشروعاً لكلية الطب والعلوم الصحية، و9 مشاريع لكلية الزراعة والطب البيطري، و24 مشروعاً لكلية تقنية المعلومات، و15 مشروعاً لكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، و17 مشروعاً لكلية الإدارة والاقتصاد، و13 مشروعاً لكلية التربية، ومشروع واحد لكلية القانون.

بناء قدرات

بدوره، أوضح الدكتور سيف النيادي، أستاذ مساعد في جامعة العين، أن دعم الأبحاث الطلابية يشكل حجر الزاوية في بناء القدرات الأكاديمية والتقنية لدى الطلبة الجامعيين، وهذا الدعم لا يعزز فقط من مهاراتهم البحثية، بل يساهم في تنمية قدراتهم على التفكير النقدي والتحليلي. وأضاف: «على سبيل المثال، برامج مثل «برنامج الباحثين الناشئين» يتيح للطلبة الفرصة للمشاركة في أبحاث حقيقية، ما يمكنهم من تطبيق النظريات الأكاديمية على أرض الواقع».

من جانبها، أكدت الدكتورة رانية عبدالله مديرة برنامج الاتصال والإعلام بكلية الاتصال والإعلام في جامعة العين، على ضرورة تشجيع الطلبة على الانخراط في البحوث والمشاريع، نظراً إلى الفوائد الكبيرة التي تقدمها المشاريع البحثية للطلبة أو الجامعات، فهي تعزز مهارات البحث وتطور المهارات التحليلية والفكرية العلمية للطلبة وتمكنهم من حل القضايا المعقدة بشكل إبداعي.

وأوضحت أن الجامعات تُظهر التزامها بدعم أبحاث الطلبة بعدة طرق، فالإشراف الأكاديمي على سبيل المثال آلية دعم رئيسية، بالإضافة إلى تقديم الموارد والمرافق اللازمة للبحوث.

تقدم مجتمعي

ولفت الدكتور محمد المصلح، أستاذ مساعد في كلية الهندسة والعلوم الفيزيائية بجامعة هيريوت وات دبي، إلى أن دعم الجامعات للأبحاث والمشاريع يعزز المعرفة والتقدم المجتمعي، ومن خلال تعزيز بيئة غنية بالأبحاث، تعمل الجامعات على دفع الابتكار وتعميق الفهم عبر مختلف التخصصات والصناعات، ما يفيد المجتمع الأكاديمي والمجتمع ككل على حد سواء.

وأضاف أن هذا الدعم يساعد في معالجة قضايا العالم الملحة، ما يؤدي إلى حلول عملية وتقدم تكنولوجي في مجالات مثل الصحة العامة، والاستدامة البيئية، والعدالة الاجتماعية، لافتاً إلى أن إشراك الطلبة في البحث يعزز تجربتهم التعليمية من خلال السماح لهم بتطبيق المعرفة النظرية في البيئات العملية، وبالتالي تعزيز مهاراتهم العلمية والشخصية وتنمية التفكير النقدي ومهارات حل المشكلات.

وقال المصلح، إن الجامعات يمكنها دعم الأبحاث من خلال العديد من المبادرات الاستراتيجية، حيث يمكنهم توفير التمويل والموارد، بما في ذلك المنح الدراسية والمرافق الحديثة المدعومة بأحدث التقنيات، كما أن إنشاء مراكز ومعاهد بحثية مخصصة يمكن أن يخلق بيئات مركزة لمجالات محددة من الدراسة، ويمكن كذلك تعزيز ثقافة التعاون والشراكات بين المؤسسات الأكاديمية وبين الصناعة والحكومة والمنظمات الدولية.

تحديات إعداد الأبحاث

وحول التحديات التي تواجه الطلبة في إعداد الأبحاث العلمية، قالت ديما القوادري، أستاذة مساعدة في كلية التصميم الداخلي والمنسوجات، والمشرفة على المشروعات في جامعة هيريوت وات دبي، إن هناك بالفعل بعض التحديات التي تواجههم من أبرزها محدودية الوصول إلى الموارد والتمويل، بالإضافة إلى مسألة إدارة الوقت، حيث إن الموازنة بين الدورات الدراسية والبحث والحياة الشخصية تعتبر مرهقة لهم، كما أنه غالباً ما يواجه الطلبة صعوبات في تحديد موضوعات البحث الأصلية وصياغة أسئلة البحث.

وأضافت أن من ضمن التحديات أيضاً صعوبة جمع البيانات وتحليلها، علاوة على أن كتابة الأوراق البحثية ونشرها يتطلب جهداً كبيراً واهتماماً بالتفاصيل والالتزام بالمعايير الأكاديمية، لافتة إلى ضرورة اهتمام الجامعات بتوفير الإرشاد والتوجيه للطلبة لرفع جودة أبحاثهم وتقدمها.

من جهته، قال علي البلوشي، طالب بجامعة الإمارات: «تدرك دولة الإمارات أهمية البحوث ودورها في تنمية المجتمع، ولها دورها الريادي في دعم الباحثين، إذ يعتبر البحث العلمي طريق الدول نحو النهضة والتنمية المستدامة»، مشيراً إلى نتائج البحث العلمي يتعدى إيجاد الحلول والتطبيقات إلى اكتشاف العلوم وتوسيعها وزيادة المعرفة، ورفد العملية التعليمية بأحدث ما يتوصل إليه الباحثون لتخريج كوادر تواكب العصر في العلم والمعرفة.

بدوره، أوضح الطالب يوسف علي من الجامعة القاسمية، أن من المهم أن تدعم الجامعات الطلبة الباحثين من خلال تقديم برامج التطوير المهني والإرشاد والتدريب على منهجيات البحث وأخلاقياته، كما أن تبسيط العمليات الإدارية وتقليل العقبات البيروقراطية يمكن أن يسهل أيضاً تنفيذ المشروع بشكل أكثر سلاسة، لافتاً إلى أن هذه الجهود المشتركة توفر بيئة خصبة للتميز البحثي المستدام.

 

الأكثر مشاركة